قالت وزارة الدفاع التايوانية، إن طائرات وسفناً صينية أجرت تدريبات لمحاكاة هجوم باتجاه جزيرة تايوان الرئيسية، صباح السبت 6 أغسطس/آب 2022، وذلك في وقت تجري فيه الصين مناورات عسكرية بالقرب من الجزيرة.
وزارة الدفاع التايوانية قالت في بيان إنه تم رصد عدة دفعات من الطائرات الصينية في مضيق تايوان، وإن بعضها عبر خط الوسط، وأضافت أنها دفعت بعدة طائرات مقاتلة لتحذير 49 طائرة صينية دخلت منطقة دفاعها الجوي.
وقالت الوزارة في بيان إن كل الطائرات التسعة والأربعين عبرت الخط الفاصل الذي يُقسم مضيق تايوان
قبل هذا التصعيد، قالت رئيسة تايوان، تساي إينج وين، الجمعة 5 أغسطس/آب 2022، إن الحكومة قادرة "قطعاً" على ضمان سلامة شعبها في مواجهة التدريبات العسكرية الصينية غير المسبوقة حول الجزيرة.
مناورات صينية ضخمة
يأتي هذا فيما تُجري الصين مناورات قريبة جداً من تايوان، وأعطت المناورات العسكرية للصين إشارات على أنها تعزز قدرات جيشها، وملامح خطط أعدتها لفرض حصار على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، في حال قررت شنّ هجوم واسع على أراضي تايبيه.
كانت الزيارة التي قامت بها الى تايوان هذا الأسبوع رئيسة مجلس النواب الأمركي، نانسي بيلوسي، قد أثارت غضب الصين، التي ردت بإطلاق مناورات واسعة حول الجزيرة، رغم أن ذلك قد يكشف خططها العسكرية أمام خصومها كالولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
تشارك مقاتلات ومروحيات وسفن في المناورات العسكرية الممتدة إلى غدٍ الأحد، وتهدف إلى محاكاة فرض حصار على تايوان، واختبار "الهجوم على أهداف في البحر"، وفقاً لما ذكرته وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية.
تُعد هذه المرة الأولى التي تقترب فيها المناورات الصينية إلى هذه الدرجة من تايوان، إذ تُجرى تمارين على بُعد أقل من 20 كلم من سواحل الجزيرة.
في خطوة أخرى غير مسبوقة، تشمل المناورات مناطق شرق تايوان تعد ذات أهمية استراتيجية في إمداد القوات العسكرية للجزيرة، إضافة إلى أي تعزيزات أمريكية محتملة في حال تعرضت حليفة واشنطن لهجوم صيني، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
حصار مُحتمل لتايوان
بعدما تردد لمدة طويلة أن "سيناريو الحصار" قد يكون من الاستراتيجيات الصينية المعتمدة في حال الهجوم على الجزيرة، كشفت مناورات هذا الأسبوع جانباً من الجانب العملي لهذه الخطة.
سيهدف الحصار، في حال فرضه، للحؤول دون دخول السفن والطائرات التجارية والحربية إلى تايوان أو مغادرتها، ومنع أي قوات أمريكية متمركزة في المنطقة من إسناد الجانب التايواني.
يقول المحلل العسكري الصيني، سونغ جونغبينغ، إن للجيش الصيني "بطبيعة الحال القدرات لفرض حصار كهذا"، وأضاف للوكالة الفرنسية: "رأينا خلال المناورات الراهنة أن لا قدرة للمقاتلات والسفن الحربية التايوانية على الإقلاع أو الإبحار من موانئها".
كان الجيش الصيني قد أطلق، يوم الخميس الفائت، أكثر من عشرة صواريخ بالستية أصابت مناطق عدة في محيط تايوان، وحلّق عدد منها في الأجواء فوق الجزيرة، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الصيني أمس الجمعة.
بدورها، ذكرت وكالة "شينخوا" أن الصين جنّدت أكثر من 100 طائرة حربية، وأكثر من عشر فرقاطات ومدمّرات، شملت مقاتلة "جاي-20" التي لا ترصدها أنظمة الرادار، ومدمّرة من طراز 055، واللتان تعدان درّة تاج قواتها البحرية والجوية.
يرى أستاذ الأمن الدولي في جامعة أستراليا الوطنية، جون بلاكسلاند، أن المناورات تكشف "القدرات الصلبة" للصين، وأنه لا يمكن اعتبار جيشها "قوة بلا خبرة أو غير قادرة (…) من الواضح أن لديهم القدرة على التنسيق بين البر والبحر، وعلى نشر أنظمة صاروخية تعمل بنجاعة".
أشار في تصريح للوكالة الفرنسية إلى أن المناورات تبعث برسالة إلى تايوان والولايات المتحدة واليابان بأن لدى الصين "ما يمكّنها من تنفيذ ما تهدّد به".
يُذكر أنه خلال أزمة سابقة بشأن مضيق تايوان بين 1995 و1996، دفعت البحرية الأمركية بسفن عبر الممر المائي، ونشرت حاملة طائرات قرب الجزيرة.