دفعت التدريبات العسكرية الصينية في المياه المحيطة بتايوان بعض السفن إلى الإبحار حول مضيق تايوان والابتعاد عن الجزيرة؛ ما تسبَّب في تعطيل طرق رئيسية للبضائع والسلع المنقولة بحراً في جميع أنحاء العالم، وفقاً لمحللين.
وبدأت الصين، التي أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان غضبها، الخميس 4 أغسطس/آب 2022 تدريبات عسكرية تستمر أربعة أيام حول الجزيرة، وشمل ذلك إطلاق صواريخ ونشر طائرات مقاتلة.
محللون وأصحاب سفن قالوا إنه على الرغم من أن موانئ تايوان تعمل كالمعتاد، فإن بعض سفن الشحن وناقلات النفط تعيد توجيه مسارها حول الجزيرة لتجنب مواجهة مع الجيش الصيني، مما يطيل أمد رحلاتها بنحو نصف يوم.
ويلقي هذا الضوء على التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه نزاع متعلق بتايوان على التجارة العالمية؛ نظراً لأن مضيق تايوان الذي يبلغ عرضه 180 كيلومتراً وممر شحن آخر إلى الشرق من الجزيرة هما ممران رئيسيان للسفن التي تنقل البضائع من شرق آسيا إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
علامة تحذير
من جانبه، قال تسفي شرايبر، الرئيس التنفيذي لمؤشر الشحن فريتوس: "على الرغم من أن تحرك الصين لم يعرقل بشكل كبير عمليات الشحن البحري حتى الآن، فمن المؤكد أن نسخة مطوَّلة (من هذه الأحداث) يمكن أن تتسبب في ذلك بالتأكيد".
شرايبر أضاف: "اندلاع صراع إقليمي قد يجبر السفن على اتخاذ طرق بديلة، ويطيل وقت العبور، ويعطل الجداول الزمنية، ويتسبب في مزيد من التأخير والتكاليف".
كما ألغت شركات الطيران رحلاتها إلى تايبيه وغيرت مسار رحلات أخرى لتجنب المجال الجوي القريب الذي أغُلق أمام حركة المرور المدنية خلال التدريبات العسكرية الصينية.
وأصبحت بيلوسي هذا الأسبوع أكبر مسؤول حكومي أمريكي يزور تايوان منذ 25 عاماً، في خطوة محفوفة بالمخاطر قالت إنها تظهر التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وردت الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، بنشر طائرات مقاتلة وقاذفات وسفن حربية في المضيق وحول الجزيرة في استعراض للقوة العسكرية.
فيما قال أنوب سينغ، رئيس أبحاث الناقلات في برايمار لإدارة مخاطر الشحن، إنه منذ ذلك الحين رفع أصحاب ناقلات النفط الكبيرة مستويات التأهب الأمني ويقومون بتحويل مسار السفن.
كما نشرت مجموعات التأمين على الشحن تنبيهات للأعضاء، تحثهم على توخي الحذر في التنقل حول تايوان.