نقلت رويترز عن مصادر مطلعة، الخميس 4 أغسطس/آب 2022، أن السعودية والإمارات على استعداد لضخ "زيادة كبيرة" في إنتاج النفط، إذا واجه العالم أزمة إمدادات حادة هذا الشتاء.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان منظمة أوبك بلس، التي تضم الدول المصدرة للنفط في أوبك وحلفاءها، رفع الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يومياً فقط، وهي زيادة منخفضة جاءت دون التوقعات، لا سيما عقب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للرياض مؤخراً.
الأمر مرهون بأزمة الإمدادات
وقالت 3 مصادر لرويترز، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الأمر، إن السعودية والإمارات يمكنهما ضخ كميات "أكثر بكثير"، لكنهما ستفعلان ذلك فقط إذا تفاقمت أزمة الإمدادات.
وذكر أحد المصادر أنه "مع احتمال عدم توفر غاز في أوروبا هذا الشتاء، ومع احتمال فرض سقف لسعر مبيعات النفط الروسي في العام الجديد، فلا يمكن أن نضخ كل برميل نفط في السوق في الوقت الراهن".
المصادر لم تحدد حجم الزيادة، لكنها قالت إن السعودية والإمارات وبعض أعضاء أوبك الآخرين يمتلكون ما بين 2.0 و2.7 مليون برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية الفائضة.
والأربعاء 3 أغسطس/آب قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف باسم تحالف أوبك بلس؛ رفع الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يومياً فقط.
وأشارت المنظمة في بيان إلى توفر طاقة إنتاج فائضة "محدودة للغاية"، مضيفة أن ذلك يعني أن هناك ثمة حاجة للحفاظ عليها تحسباً "لتعطيلات شديدة في الإمدادات".
ويُفسر ذلك لأول وهلة بأنه إقرار بأن السعودية قائدة أوبك ليس لديها أي مجال تقريباً لزيادة الإنتاج، مثلما ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حديث مع نظيره الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي.
ضربة لآمال بايدن
وجاءت زيادة أوبك بعد أسابيع من التكهنات بأن رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط وموافقة واشنطن على بيع صواريخ دفاعية للرياض والإمارات العربية المتحدة، ستؤدي إلى زيادة إنتاج النفط.
حسب محللين نقلت عنهم رويترز، فإن القرار يعتبر بمثابة إهانة للرئيس الأمريكي جو بايدن بعد رحلته إلى المملكة العربية السعودية، في يوليو/تموز الماضي، لإقناع زعيمة أوبك بزيادة الإنتاج لمساعدة الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي.
من جانب آخر، كانت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا قد زادت الإنتاج في الشهور السابقة بما يتراوح بين 430 ألفاً و650 ألف برميل يومياً في الشهر، غير أنهم واجهوا صعوبة لتحقيق الأهداف الكاملة؛ لأن معظم الأعضاء قد استنفدوا بالفعل طاقاتهم الإنتاجية.
وتسببت العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا في ارتفاع أسعار الطاقة، ما أدى إلى زيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود، وإلى رفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل حاد.
وضغطت الولايات المتحدة على السعودية والإمارات، العضوين البارزين في أوبك، لضخ مزيد من النفط للمساعدة في كبح جماح الأسعار التي عززها انتعاش الطلب وغزو موسكو لأوكرانيا.
ويُعتقد أن السعودية والإمارات فقط لديهما بعض الطاقة الإضافية لزيادة الإنتاج. لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنه تم إبلاغه أن السعودية والإمارات لديهما قدرة محدودة للغاية على زيادة إنتاج النفط.