قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين 1 أغسطس/آب 2022، إن حركة طالبان انتهكت "على نحو صارخ" "اتفاق الدوحة"، من خلال استضافة أيمن الظواهري زعيم "تنظيم القاعدة" وإيوائه.
جاء تصريحات بلينكن عقب إعلان الولايات المتحدة عن قتلها للظواهري في أفغانستان، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أمريكا قتلت الظواهري في ضربة بأفغانستان في مطلع الأسبوع، وذلك في أكبر ضربة للتنظيم المتشدد منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.
بلينكن أضاف في بيان أنه "في مواجهة عدم رغبة طالبان أو عدم قدرتها على التقيد بالتزاماتها، سنواصل دعم الشعب الأفغاني بمساعدات إنسانية قوية والدعوة لحماية حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والفتيات"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
من جانبه، قال مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوكالة الأنباء الفرنسية: "ما نعرفه هو أن حقاني الزعيم البارز في طالبان كان على علم بوجوده في كابول".
يرأس سراج الدين حقاني نائب زعيم حركة طالبان ووزير الداخلية "شبكة حقاني"، وهي مجموعة فرعية من طالبان تم تحميلها مسؤولية بعض أكثر أعمال العنف فتكاً ودموية خلال العشرين عاماً الماضية، ويصفها مسؤولون أمريكيون بأنها "ذراع حقيقية" للمخابرات الباكستانية.
كانت "طالبان" والولايات المتحدة قد وقعتا في فبراير/شباط 2022 بالعاصمة القطرية الدوحة، اتفاقاً لإحلال السلام في أفغانستان.
بموجب الاتفاق، سحبت واشنطن جنودها تدريجياً من أفغانستان، مقابل ضمانات أمنية من "طالبان"، ونص أيضاً على ضمانات وآليات تنفيذ تمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي جماعة أو فرد ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
نص الاتفاق أيضاً على أنه لن تسمح "إمارة أفغانستان الإسلامية" التي لا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة والمعروفة باسم طالبان أياً من أفرادها أو أفراد الجماعات الأخرى، بما فيها القاعدة.
قتل الظواهري
جاء الإعلان عن قتل الظواهري على لسان الرئيس الأمريكي بايدن، الذي قال في خطاب تلفزيوني إنه أعطى الضوء الأخضر للغارة عالية الدقة التي استهدفت الظواهري بنجاح في العاصمة الأفغانية.
أضاف بايدن: "العدالة تحققت وتم القضاء على هذا الزعيم الإرهابي"، مضيفاً أنه يأمل بأن يساعد مقتل الظواهري عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر على "طي الصفحة".
بدوره، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية إن الظواهري كان على شرفة منزله في كابول عندما تم استهدافه بصواريخ هيلفاير، بعد ساعة من شروق الشمس في 31 تموز/يوليو 2022، وإنه لم يكن هناك جنود أمريكيون على الأرض في أفغانستان.
أضاف المسؤول: "ليس لدينا علم إن كان غادر المنزل الآمن يوماً. تعرفنا على الظواهري في مناسبات عدة ولفترات طويلة من الوقت على الشرفة حيث تم استهدافه في النهاية"، بحسب الوكالة الفرنسية.
الظواهري وهو طبيب مصري تحول إلى أحد أكبر المطلوبين في العالم بعد اتهامه بتدبير هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة التي أودت بحياة قرابة ثلاثة آلاف شخص، وظل متوارياً عن الأنظار منذ ذلك الحين.
تسلّم الظواهري زعامة "تنظيم القاعدة" بعد مقتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، وقد خصصت الولايات المتحدة جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.