يستغل القساوسة المتواجدون في دول الخليج الوضعية الصعبة للعمال المهاجرين هناك الذين يواجهون "انتهاكات" في أوقات الأزمات ويحصلون على أجور منخفضة، من أجل دفعهم لاعتناق المسيحية الإنجيلية، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة "The Guardian" البريطانية الأحد 31 يوليو/تموز 2022.
الصحيفة البريطانية قالت إن المهاجرين، بمن فيهم أولئك من المجتمعات الهندوسية والكاثوليكية، يتحولون إلى الخمسينية، وهي واحدة من أسرع المذاهب المسيحية البروتستانتية نمواً على وجه الأرض مع أكثر من 600 مليون معتنق لها.
حيث يعيش حوالي 30 مليون عامل مهاجر في دول الخليج، التي وصفتها بـ"القوة التي تحول الاقتصادات القائمة على النفط إلى مدن متألقة من القرن الحادي والعشرين".
تبشير غير قانوني في الخليج
في بعض دول الخليج، يشكل المهاجرون معظم السكان، ويعمل حوالي 80 بالمئة منهم في البناء والضيافة والوظائف المنزلية.
قال القس جون، الذي طلب استخدام اسم مستعار؛ إن الحكومات الخليجية تشك في الحركات المسيحية، وإن التبشير غير قانوني في كثير من الأحيان، وإن كنيسته تساعد المهاجرين الذين واجهوا الاستغلال والمصاعب المالية والعبودية المنزلية والاعتداء الجنسي.
كما زعم القس أن "الاغتصاب مشكلة شائعة جداً وليست الإناث فقط، بل يأتي الذكور إلينا؛ لأنهم يتعرضون للاغتصاب أيضاً".
بينما تميل الكنائس الخمسينية إلى جلب الأشخاص من الجماعات العرقية والوطنية التي تحجم حكوماتها عن معالجة قضايا انتهاكات حقوق الإنسان مع دول الخليج الثرية خوفاً من إلحاق الضرر بحزم المساعدات والتجارة السخية.
بدلاً من ذلك، أصبحت الكنائس الروحانية نقابات فعلية للعمال المهاجرين، وغالباً ما تكون بمثابة نقطة الاتصال الأولى لهم في أي أزمة.
قال القس جون: "إذا ذهبت إلى السفارة، فسيتحدثون إلى صاحب العمل ويخطرون الشرطة المحلية بذلك. هذا موقف مخيف للغاية بالنسبة لشخص عادي".
تابع: "من واقع خبرتي، فإن معظم الإخوة الذين يواجهون هذه التحديات هم عمال وهم معرضون جداً جداً لسوء المعاملة".
كما قال القس جون إنه في حالات الاغتصاب، سيتصل الشخص بالكنيسة أولاً، والتي ستنسق بعد ذلك مع السفارة لترتيب طريقة للهروب.
كنائس سرية "تحت الأرض"
بسبب السرية المتعلقة بالتحول في الخليج، لا يمكن التأكد من العدد الدقيق للمسيحيين في المنطقة، لكن قادة الكنيسة والباحثين يتفقون على أن هناك أعداداً كبيرة من العمال المهاجرين الذين تحولوا في دول الخليج.
في قطر، التي يسكنها 2.1 مليون عامل مهاجر يشكلون حوالي 75 بالمئة من السكان، تظهر خرائط جوجل عشرات الكنائس الخمسينية.
مع ذلك، كما هو الحال مع دول الخليج الأخرى، تختار العديد من الكنائس البقاء ككنيسة "منزلية" تحت الأرض خوفاً من أن تتغير الظروف.
في إحدى هذه الكنائس المنزلية، التي تخبر الأشخاص الموثوق بهم فقط عن موقعها عبر الواتساب، تعمل لساعات إضافية.
في صباح يوم جمعة حار، أوضحت مجموعة كنسية نسائية كيف حاولت رعاية ضحايا الاغتصاب.
قالت إحدى قائدات المجموعة وطلبت أن تعرف نفسها باسم "ماري" إنه "إذا ظهرت امرأة غير متزوجة (حامل) في المستشفى، فسوف يبحثون عن عقد زواجها. إذا لم تستطع إظهار أي شيء، فسيتم إبلاغ الشرطة ووضعها في السجن – وسيأخذون طفلها".
أضافت: "دعنا نقل فقط إن بعض الكنائس ساعدت في إخفاء الأطفال عن الشرطة. تعتني بهم زوجة القس، لكن لا يمكنك إخفاء الأطفال لفترة طويلة".
بالنسبة للبعض، فإن التحول إلى هذا الشكل الأصولي من المسيحية يمثل وصولهم كمواطن عالمي ويجعلهم ينقلبون على ماضيهم.
يركز القس لوك، الذي كان يعمل في إحدى دول الخليج الأقل صرامة منذ عام 1991، على تحويل الناس من الهندوسية. وقال: "في كنيستنا، نرى العديد من الأشخاص يأخذون معمودية الماء كل شهر وبالتأكيد يأتي المزيد من الناس إلى هنا أكثر من أي وقت مضى".