أعلن رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، الأحد 31 يوليو/تموز 2022، أن بلاده سوف تعمل على تهدئة الوضع على حدود كوسوفو "مهما بلغت صعوبته، وستنتصر ولن تستسلم".
كانت صفارات الإنذار، قد دوت، الأحد 31 يوليو/تموز 2022، في المناطق الشمالية من كوسوفو، وبدأ السكان ينصبون المتاريس، وذلك بعد قيام صرب محليين بإغلاق طرق وإطلاق النار على شرطة الحدود الكوسوفية.
مناشدات بوقف التوتر على حدود كوسوفو
في سياق ذي صلة، ناشد الرئيس الصربي كل الممثلين الدوليين لفعل ما بوسعهم من أجل وقف التوترات على حدود كوسوفو. وقال إنه "من المهم جداً" مواصلة الحوار وبدء حل المشاكل سلمياً بين بلاده وكوسوفو، إثر تصاعد التوترات الحدودية.
من جانبها، قررت كوسوفو تأجيل تطبيق قانون بشأن لوحات المركبات والوثائق الشخصية الصادرة من صربيا لمدة شهر بعد تصاعد التوترات الحدودية.
كانت الشرطة في كوسوفو قالت، الأحد 31 يوليو/تموز 2022، إنها أغلقت نقطتي عبور حدوديتين في شمال البلاد المضطرب، بعد أن أغلق صرب محليون طرقاً وأطلقوا النار على الشرطة؛ احتجاجاً على صدور أمر بتغيير اللوحات المعدنية الصربية للسيارات إلى لوحات كوسوفو في غضون شهرين.
الناتو يعرض التدخل
في سياق ذي صلة، قالت قوة الناتو في كوسوفو إنها على أتم الاستعداد للتدخل "إذا تعرض الاستقرار للخطر في شمال كوسوفو"، إثر تصاعد التوترات الحدودية بين بلغراد وبريشتينا. وأعلنت تركيا عن استعدادها للقيام بما يقع على عاتقها من أجل خفض التوتر بين البلدين.
يذكر أنه وفي تمام الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي، تم تفعيل صفارات الإنذار في كوسوفسكا ميتروفيتشا، وتم أمام المركز الجديد لشرطة الحدود في كوسوفو بالقرب من مركز يارين الإداري، نشر العديد من مقاتلي وحدة الرد السريع بالأسلحة الآلية، وظهروا مرتدين الخوذات والسترات الواقية من الرصاص.
في حين أنه وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا، ما زال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا، وتعترف أكثر من 100 دولة- ليس من بينها صربيا وروسيا- بكوسوفو دولة مستقلة.
أزمة مرتقبة بين كوسوفو وصربيا
من جانبها، قررت الحكومة في كوسوفو أنه اعتباراً من الأول من أغسطس/آب 2022 أيضاً يتعين على جميع مواطني صربيا الحصول على وثيقة إضافية على الحدود لمنحهم الإذن بالدخول.
كان رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، قد قال، الأحد 31 يوليو/تموز 2022، إن مجموعات صربية "غير شرعية" قامت بفتح النار على شرطة كوسوفو على الحدود بين البلدين.
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي حمّل الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس مكتب شؤون كوسوفو ميتوخيا، بيتر بيتكوفيتش، مسؤولية التوترات الحدودية.
إطلاق نار على الحدود بين كوسوفو وصربيا
في سياق ذي صلة، قالت شرطة كوسوفو إنه تم سماع إطلاق نار بالقرب من الحدود مع صربيا دون وقوع إصابات.
لكن وزارة الدفاع الصربية قالت في تصريحات صحفية إن الجيش الصربي لم يدخل على الإطلاق أراضي كوسوفو المجاورة، وفق وصفه، كما قالت إنه لا صحة لتقارير تحدثت عن اندلاع توترات حدودية بين الجيش الصربي وشرطة كوسوفو.
تزامن ذلك مع ما قاله الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، من أن الصرب في كوسوفو "لن يصبروا على مزيد من الظلم". وأضاف في خطاب توجه به للشعب، الأحد، أنه حصل على تعهد من صرب كوسوفو، بعدم صدور أي اعتداء أو استفزاز منهم تجاه الألبان. وتابع: "سنبحث عن السلام، إلا أنني أود التأكيد أيضاً أننا لن نستسلم".
انتقادات صربية لكوسوفو
أشار فوتشيتش إلى أن صربيا لم تكن يوماً معقدة وفي وضع صعب كما هي اليوم، لافتاً إلى أن كوسوفو تحاول دوماً إظهار نفسها بمظهر الضحية. وأفاد بأن الألبان في كوسوفو، يعيشون مشاكل بسبب رئيس الوزراء ألبين كورتي.
كما أردف: "الغرب لن يرغب في أية اشتباكات قد تندلع في كوسوفو". وشدد على أن صربيا لن تكون الطرف المسبب للاشتباكات أو الراغب فيها.
في حين استطرد بالقول: "صربيا ليست بالبلد الذي يمكنكم هزيمته بسهولة، كما كان أيام سلوبودان ميلوسيفيتش وبوريس تاديتش"، في إشارة إلى رئيسي صربيا السابقين.
استقلال كوسوفو عن صربيا
جدير بالذكر أن كوسوفو قد أعلنت استقلالها عن صربيا، عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعتبرها جزءاً من أراضيها، وتدعم أقلية صربية في كوسوفو.
فيما حظي إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا، باعتراف الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
أما في 19 أبريل/نيسان 2013، وقّعت صربيا وكوسوفو "اتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين"، التي وصفها الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بـ"التاريخية".