لفتت التحضيرات الضخمة التي رافقت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى أوروبا، الأسبوع الماضي، الأنظار، ووصفتها وسائل إعلام غربية بأنها "تحضيرات مترفة"، بسبب ضخامة الوفد الذي رافق الأمير والتجهيزات اللوجستية الأخرى التي صاحبته.
كان الأمير محمد قد زار اليونان وفرنسا نهاية الأسبوع الفائت، وذلك في أول زيارة له إلى القارة الأوروبية منذ العام 2018.
تقرير لصحيفة iefimerida اليونانية، قال إن الأمير محمد الذي هبط في أثينا يوم الثلاثاء، 26 يوليو/تموز 2022، رافقه وفد مكون من 700 شخص، وصلوا في سبع طائرات، كانت واحدة منها فارغة، تحسباً لأي حالة طارئة، فيما تحولت طائرة أخرى إلى مستشفى ميداني.
أفادت التقارير أيضاً أن طاقم الأمن الخاص بولي العهد كان يتألف من 185 مرافقاً، 70 منهم كانت وظيفتهم فحص السيارات والطرق، كما استعان السعوديون بخدمات 350 سيارة ليموزين، اضطروا لاستيرادها من بلغاريا وألمانيا نظراً لعددها الكبير، بحسب ما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 29 يوليو/تموز 2022.
أشار الموقع البريطاني إلى أن معظم أعضاء الوفد السعودي أقاموا في فندق "الفورسيزونز"، في "فولياغميني" على ساحل أثينا، وحرصوا على إحضار أوانٍ وأدوات مائدة وأغطية أسرّة معهم، حتى لا يضطر ولي العهد إلى استخدام أي شيء ليس مألوفاً له.
أضاف الموقع أن المسؤولين عن ملابس ولي العهد وأحذيته ومتعلقاته الشخصية وصلوا إلى الفندق مُحملين بـ180 حقيبة.
فيما تولى عشرون شخصاً مسؤولية النظام الغذائي لولي العهد، إذ قيل إنه رفض جميع الأطعمة خارج الفندق، باستثناء عشاء رسمي في متحف أكروبوليس.
كان الأمير محمد قد حظي باستقبال خاص في "أكروبوليس" أثينا، مهد الديمقراطية قبل 2500 عام، ووفقاً للصحيفة اليونانية Tovima، فقد مكث فوق الهضبة لفترة طويلة، مبدياً إعجابه بمنحوتات معابد البارثينون وإريخثوم وبروبيلايا.
اختُتمت الليلة في متحف أكروبوليس، حيث قُدِّم لولي العهد طبق غاموبيلافو التقليدي وملفوف ورق العنب ولحم الخروف الكريتي، حسبما ذكرت صحيفة Tovima، أما الحلوى فكانت الكاتيفي، وهي معجنات تقليدية محشوة بالمكسرات.
كانت زيارة الأمير محمد لليونان قد شهدت توقيع حوالي 17 اتفاقية ثنائية في عدة قطاعات، مثل الطاقة والسلاح والغذاء والثقافة، وإحدى هذه الصفقات، التي بلغت قيمتها حوالي مليار دولار كانت لنظام كابل بيانات تحت الماء.
وُقعت هذه الاتفاقيات في المتحف، وهو ما أكدت الحكومة اليونانية أنه لم يحدث من قبل.
كذلك ظهرت مظاهر البذخ حينما سافر ولي العهد إلى فرنسا، يوم الخميس 28 يوليو/تموز 2022.
بحسب Middle East Eye أقام ولي العهد في قصر لويس الرابع عشر، في لوفيسيان على أطراف باريس، الذي وصفته مجلة Fortune بأنه أغلى منزل في العالم، قبل اجتماع مع الرئيس إيمانويل ماكرون.
بيع القصر إلى مشترٍ غامض مقابل 300 مليون دولار عام 2015، ورغم إخفاء ملكيته بشركات وهمية، أكد مستشارون للعائلة المالكة لصحيفة The New York Times أن محمد بن سلمان هو مالكه الفعلي.