يُعد شُرب الماء البارد وأحياناً المثلج أمراً محبباً نقوم به بصورة متكررة خلال فصل الصيف، خاصة في الأيام شديدة الحرارة. ولكن هل سبق أن تخيلت أن مثل هذه الممارسة يمكنها أن تنهي حياتك خلال لحظات معدودة؟
شَربة الماء المثلج قد تقتل فعلاً!
هذا ما حدث بالفعل لطفل مصري لم يتجاوز 5 سنوات من عمره، في مدينة طنطا شمال القاهرة، إذ أُعلن عن وفاته إثر شُرب جُرعة من الماء البارد بعد بذل نشاط بدني مكثف أثناء لعبه مع أطفال آخرين.
وبحسب ما ورد في الصُحُف المصرية التي تناولت خبر الوفاة الصادم، كان الطفل سمير محمد، البالغ من العُمر 5 سنوات، يلعب في منطقة مشمسة، ثم شرب الماء المثلج، ما تسبب له في انخفاض حاد في الدورة الدموية أدى إلى وفاته فوراً.
وبحسب تصريحاته لقناة DMC المصرية، يقول الطبيب علاء الغمراوي، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، إنه من مخاطر شرب الماء المثلج بشكل عام، التأثير السلبي على الجسم ومعدل ضربات القلب، الذي قد يؤدي إلى الوفاة.
إذ يؤدي تناول المياه المثلجة، خاصة بعد الجهد البدني الشاق، إلى تحفيز العصب المبهم، وهو العصب الرئيسي الذي يتحكم في وظائف معينة للجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب.
كما يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، أو يتسبب في توقفه كلياً.
تأثير شُرب الماء البارد على الجسم
نعلم جميعاً أن الجسم يعاني من الجفاف في درجات الحرارة المرتفعة، وحينها نكون بحاجة إلى تعويض فقدان السوائل بكفاءة. لكن المشروبات المثلجة في الواقع تبطئ من معدل الجفاف في أجسامنا.
وذلك لأن درجة حرارة الجسم الأساسية تبلغ حوالي 37 درجة مئوية. ويحتاج جسمنا إلى تدفئة المشروب المثلج حتى يتمكن من تعويض السوائل والماء المفقود، بحسب موقع Medium للمنوعات.
لذلك وفقاً للخبراء، فإن شرب الماء البارد ضار بالصحة بشكل عام، خاصة أن الفصول باتت أكثر حدة وقسوة خلال السنوات الأخيرة، مع ارتفاع معدلات درجات الحرارة العالمية نتيجة الاحتباس الحراري وتلوث المناخ.
ويؤدي تناول الماء البارد لعدة آثار جانبية أهمها ما يلي، بحسب موقع Health Shots للصحة والمعلومات الطبية:
1- عدوى الحلق
شرب الماء شديد البرودة يزيد من فرص التهاب الحلق واحتقان الأنف. ويؤدي شرب الماء البارد، خاصة بعد الأكل، إلى زيادة المخاط الذي يتراكم في الجهاز التنفسي، ويعرض الشخص للعديد من الأعراض الالتهابية.
2- إبطاء معدل ضربات القلب
ثبت أيضاً أن الماء البارد يعمل على تقليل معدل ضربات القلب بصورة كبيرة؛ إذ يحفِّز العصب القحفي العاشر جزءاً مهماً من الجهاز العصبي الذاتي للجسم، والذي يتحكم في خفض معدل ضربات القلب.
وعندما تشرب الماء البارد، تنشّط درجة الحرارة الباردة العصب، ما يؤدي إلى إبطاء معدل ضربات القلب.
3- اضطرابات الجهاز الهضمي
شرب الماء شديد البرودة يمكن أن يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية؛ ما يؤدي بدوره إلى اضطراب الهضم؛ وذلك لأن الماء البارد يتسبب في تقلص المعدة، ما يجعل عملية الهضم أكثر صعوبة بعد الأكل.
ووفقاً للخبراء في الطب والتغذية، فإن شرب الماء البارد يعيق العملية الطبيعية لامتصاص العناصر الغذائية أثناء الهضم. وعندما ينشغل الجسم في تنظيم درجة حرارة الجسم، يتحول تركيزه عن الهضم.
يمكن أن يتسبب استهلاك المياه ذات درجة الحرارة المنخفضة في حدوث الجفاف؛ حيث يقوم جسمك بتعويض ذلك عن طريق إنفاق الطاقة لتنظيم درجة الحرارة تلك.
وبدلاً من ذلك، يمكن استخدام الطاقة الإضافية المستخدمة لتنظيم درجة الحرارة في الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
4- صعوبة حرق الدهون
وفقًا للخبراء، فإن شرب الماء المثلج بعد وجبتك مباشرة يعمل على تعزيز وتجميد الدهون من الأطعمة التي استهلكتها للتو، ما يجعل من الصعب على جسمك تكسير وحرق الدهون غير المرغوب فيها.
لذلك من الأفضل تجنب شرب الماء لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد الأكل.
5- حساسية الأسنان
شرب الماء المثلج يمكن أن يسبب مشاكل في الأسنان مثل حساسية الأسنان والألم في الفكين، ما يجعل من الصعب المضغ أو الشرب.
من المستحسن أن تحاول شرب الماء بدرجة حرارة الغرفة العادية في معظم الأوقات لتجنب أي مشاكل أو آثار جانبية لاحقاً.
6- الصدمة المؤلمة عند تناول الماء البارد
وبشكل عام، يوصى بعدم شرب الماء البارد بعد التمرين أو بذل الجهد البدني الشديد.
إذ يتم توليد الكثير من الحرارة بعد أي تمرين بصورة تلقائية. ولكن عند شرب الماء البارد في الوقت نفسه، يؤدي الأمر إلى اختلاف درجة الحرارة؛ ما يؤثر سلباً على صحة الجسم.
علاوة على ذلك، بعد التمرين، لا يستطيع الجسم امتصاص الماء البارد، لذا فإن شرب الماء البارد لا فائدة منه، بحسب موقع PubMed للدراسات الطبية.
وبالتالي يأتي الماء المثلج كصدمة لجسمك، ويمكن أن يسبب ألماً مزمناً في معدتك وشعوراً مفاجئاً بالصداع والألم في الرأس والفكين، نتيجة لصدمة الماء البارد على جسمك الساخن.
الاعتدال في شرب الماء الفاتر
ويمكن أن تؤثر عدة عوامل على قدرة الجسم على تبريد نفسه في تلك الحالة، بما في ذلك الرطوبة العالية التي تمنع العرق من التبخر بسرعة.
كما تشمل الحالات الأخرى الشيخوخة والسمنة وأمراض القلب وضعف الدورة الدموية وحروق الشمس والجفاف.
لذلك فإن أفضل طريقة للوقاية من الجفاف هي شرب الكثير من الماء الفاتر، ومعدل الحرارة على فترات متباعدة خلال اليوم لضمان الاستفادة الأمثل من الترطيب العميق للجسم والأعضاء الحيوية.