رغم أن القطط حيوانات أليفة مسالمة يحبها الكثيرون، ويجعلون من بيوتهم مأوىً لها، فإن اسمها يرتبط بداء شائع قد يؤثر بشكل خاص على أصحاب المناعة الضعيفة أو النساء الحوامل، وقد تنقله هذه الحيوانات الأليفة للإنسان.
وفي حين أن المرض عادة ما يسبب القليل من الأعراض، فإنه يمكن أن يكون شديداً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة أو وقد يسبب الإجهاض أثناء الحمل، كما حصل مع الفنانة المصرية "يُسرا" التي تحدثت في مقابلة تلفزيونية لها عن هذا المرض، الذي أفقدها جنينها في أول حملها.
للوقاية منه وعلاجه مبكراً تعرفوا معنا في هذا التقرير على "داء القطط" أو المقوسات، والمعروف أيضاً باسم "التوكسوبلازما"، أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه.
اقرأ أيضاً
اللحوم الملوثة وبراز القطط طريقتا انتقاله إلى البشر
داء القطط أو المقوسات هو عدوى تحدث بسبب طفيلي وحيد الخلية، يُعرف باسم التوكسوبلازما جوندي.
يوجد هذا الطفيلي في جميع أنحاء العالم، وفي جميع الحيوانات ذوات الدم الحار تقريباً. ويمكن أن ينتقل بإحدى طريقتين: إما عن طريق تناول اللحوم المصابة أو تناول شيء لامس براز القطط عن طريق الخطأ، وفقاً لموقع Mayo clinic.
اللحوم المصابة
عند الإصابة بالعدوى فإن الجهاز المناعي للمضيف (سواء أكان حيوانياً أو بشرياً) سيكون عادة قادراً على السيطرة على العدوى. ومع ذلك فإن الطفيلي لا يختفي.
بدلاً من ذلك يدخل في حالة سكون، مكوناً أكياساً صغيرة في الأنسجة في جميع أنحاء أنسجة الجسم.
إذا أكل الإنسان حيواناً مصاباً به يمكن أن تنشط أكياس الأنسجة هذه وتتحول إلى طفيليات مكتملة التكوين وتسبب العدوى.
براز القطط
يمكن للطفيلي البقاء والتكاثر في بطانة أمعاء القطط، وإنتاج بيوض صغيرة بالملايين في براز القطط.
هذه البويضات جاهزة للتكاثر وقادرة على البقاء لعدة أشهر في درجات الحرارة الساخنة أو الباردة، بسبب بنيتها السميكة الجدران. ويمكنها حتى البقاء على قيد الحياة والتكاثر في إمدادات المياه.
بمجرد تناولها تخضع البويضات لعملية يتم فيها إطلاق الطفيل، ويكون قادراً على إصابة خلايا الجهاز الهضمي والرئتين وأنظمة الأعضاء الأخرى.
اقرأ أيضاً
الأسباب الشائعة للإصابة بداء القطط
غالباً ما يحدث داء المُقَوَّسَات عند تناول بيض التوكسوبلازما أو كيسات الأنسجة عن طريق الخطأ، ويحدث هذا عادة عندما:
- تأكل اللحوم المصابة سواء كانت نيئة أو غير مطبوخة جيداً (خاصة لحم الخنزير أو الضأن أو لحم الغزال).
- ملامسة اللحوم المصابة أو الأسطح أو الأواني الملوثة باللحوم النيئة التي تحمل الطفيلي.
- ملامسة فضلات القطط أثناء تنظيف صندوق الفضلات أو القيام بأعمال البستنة في التربة الملوثة، ومن ثم دخولها للفم أثناء ملامسته عن طريق الخطأ.
- أكل الفواكه والخضراوات غير المغسولة التي لامست التربة الملوثة ببراز القطط.
- شرب ماء ملوث ببراز القطط.
- استهلاك منتجات ألبان ملوثة غير مبسترة.
- أكل المأكولات البحرية النيئة الملوثة.
الإصابة به قد تكون خطيرة أثناء الحمل
يحدث داء المقوسات الخلقي عندما ينتقل الطفيلي من الأم إلى الطفل أثناء الحمل، عندما تصاب الأم بالعدوى أثناء الحمل نفسه، أو في الأشهر الثلاثة التي تسبق الحمل.
لا تعني الإصابة بالعدوى بالضرورة أن الطفل سيُصاب بها. في الواقع خلال الجزء الأول من الأشهر الثلاثة الأولى ستكون المخاطر منخفضة نسبياً. ومع ذلك مع تقدم الحمل سيزداد الخطر بشكل مطرد.
وبحلول الثلث الثالث من الحمل يمكن أن تتراوح احتمالات الانتقال بين 60% إلى 80%، ما يزيد من خطر الولادة المبكرة والإجهاض أو ولادة جنين ميت.
وغالباً ما يعاني الأطفال المولودون بداء المقوسات الخلقي من تشوهات دماغية ومشاكل عصبية وفقدان البصر أو السمع واضطرابات في الحركة، كما يشير موقع Very Well Health.
قد لا تظهر أي أعراض على المصاب أو قد تكون عادية جداً
لا تظهر أي علامات أو أعراض على معظم الأشخاص الأصحاء المصابين بداء المقوسات، ولا يدركون أنهم مصابون به حتى.
ومع ذلك قد تظهر علامات وأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا على بعض الأشخاص، بما في ذلك:
- آلام الجسم
- تورم الغدد الليمفاوية
- صداع الراس
- حُمى
- إعياء
أما عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو يتلقون علاجاً كيميائياً أو أُجريت لهم مؤخراً عملية زرع عضو فقد يتم تنشيط عدوى سابقة في التوكسوبلازما. في هذه الحالة قد تظهر علامات وأعراض أكثر حدة للعدوى، بما في ذلك:
- صداع الرأس
- ارتباك
- ضعف التركيز
- نوبات
- مشاكل الرئة التي قد تُشبه السّل أو الالتهاب الرئوي
- عدم وضوح الرؤية الناجم عن التهاب شديد في شبكية العين
متى عليك التوجه للطبيب؟
في حالة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو الحمل يفضل إجراء اختبار داء المقوسات للتأكد.
وفي حال ظهور علامات وأعراض داء المقوسات الحاد، مثل عدم وضوح الرؤية، والارتباك، وفقدان التركيز، يجب مراجعة الطبيب فوراً.
العلاج ممكن حتى خلال الحمل شرط أن يكون مبكراً
لا يحتاج معظم الأشخاص الأصحاء إلى علاج لداء المقوسات، ولكن في حال كان حاداً فقد يصف الطبيب الأدوية التالية:
- بيريميثامين: وهو دواء يستخدم عادة للملاريا، ولكنه أحد مضادات حمض الفوليك، لذلك قد يمنع جسمك من امتصاص حمض الفوليك، خاصةً عند تناول جرعات عالية على مدى فترة طويلة. لهذا السبب قد يوصي طبيبك بتناول حمض الفوليك الإضافي معه.
- سلفاديازين: وهو مضاد حيوي يستخدم مع البيريميثامين.
يمكن علاج عدوى التوكسوبلازما أثناء الحمل بأدوية المضادات الحيوية، كلما تم التعرف على العدوى وعلاجها مبكراً زادت فرصة منع إصابة الطفل الذي لم يولد بعد.إذا كان الطفل قد أصيب بالفعل فإن العلاج يمكن أن يجعل المرض أقل حدة، كما يمكن أيضاً علاج الطفل في عامه الأول من العمر، كما ورد في موقع Cleveland Clinic.