مع ارتفاع أرباح قطاع الطاقة على مستوى العالم، يحث البنك الدولي بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على بذل المزيد؛ لتعزيز نسبة تمثيل المرأة في القطاع، إذ كشف تقرير أن أقل من 15% فقط من النساء يشغلن وظائف في قطاع الطاقة في العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكشف التقرير، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني، أن الأرقام أقل بشكل خاص في مصر، والأردن، والعراق، ولبنان، والسعودية، حيث لا تزيد مشاركة النساء في قطاع الطاقة عن 10%.
ذكر التقرير الصادر الشهر الماضي: "تظل عدم المساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحدياً ملحاً، يعيق التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة".
إلا أن الأرقام تتفاوت بشكل كبير في المنطقة، إذ تفخر العديد من دول الخليج بنسبة مشاركة نسائية أعلى في قطاع الطاقة على سبيل المثال في قطر، تصل نسبة مشاركة النساء إلى 60%، بينما تصل في الإمارات إلى 54%.
يأتي التقرير في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة، لا سيما منطقة الخليج، زيادة كبيرة في الأرباح بسبب الارتفاع الحاد في أسعار النفط العالمية منذ بداية العام. منذ أوائل مارس/آذار، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، تجاوز سعر البرميل 100 دولار لأول مرة منذ ثمانِي سنوات.
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الوقود في البلدان المستوردة بشكل كبير، بينما شهدت العديد من البلدان المصدرة للنفط، مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، زيادة كبيرة في الإيرادات.
بشكل عام، نسبة تمثيل المرأة في القوى العاملة منخفضة في جميع أنحاء المنطقة، ولاحظ المحللون أن نقص مشاركة النساء يعيق النمو الاقتصادي.
وفقاً لشركة PricewaterhouseCoopers، تخسر المنطقة 575 مليار دولار كل عام بسبب الفجوة الكبيرة في عدد النساء العاملات. من الممكن أن تؤدي زيادة نسبة عمالة النساء إلى رفع الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما يصل إلى تريليوني دولار.
وفقاً للبنك الدولي، يمكن التغلب على مشكلة العمالة المنخفضة للنساء في قطاع الطاقة عن طريق خلق فرص جديدة في مجالات الطاقة المتجددة.
كما تشير تقديرات المؤسسة المالية إلى أن سوق الطاقة العالمي سينمو بنسبة 44% بحلول عام 2050، وأن 80% منها ستكون وظائف جديدة في قطاع الطاقة المتجددة،، مقارنة بـ11% في الوقود الأحفوري و5% في الطاقة النووية.
وذكر التقرير: "يعتبر التحول في مجال الطاقة والحلول الخضراء محركاً لخلق وظائف جديدة؛ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من الضروري أن يشمل ذلك النساء والشباب من مختلف الفئات السكانية لتعزيز المساواة وتعظيم الأثر".
وأضاف أيضاً: "يعد التحول للطاقة النظيفة أساسياً للنمو الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن شأنه السماح للدول بتلبية متطلبات المنطقة المتزايدة من الطاقة، وتنويع مصادر الطاقة، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية العادلة، والصمود في وجه التغير المناخي، وخلق فرص عمل جديدة تحتاج إليها المنطقة بشدة".