"خان يونس".. لم تكن هذه المنطقة في جنوب فلسطين تحمل هذا الاسم قبل أن يؤسس فيها الأمير "يونس بن عبد الله النوروزي الدوادار" مدينة خلال العصر المملوكي، والتي مازالت قائمة حتى عصرنا، وباتت من أهم المدن الفلسطينية.
وكانت المنطقة قبل تأسيس المدينة تُعرف قديماً باسم "جينيسوس"، كما ذكر المؤرخ اليوناني الشهير "هيرودوتس" خلال القرن الخامس قبل الميلاد.
وفي هذه المدينة الساحلية، التي تمتد بعرض 4 كيلو مترات، وكانت طريقاً يربط مصر ببلاد الشام عُرف باسم "فياماريس"، شيد الأمير يونس، كاتب السلطان المملوكي الظاهر برقوق، (789هجري/1387 ميلادي) أحد أبرز المعالم التاريخية في فلسطين، وهو: قلعة برقوق أو "خان الأمير يونس".
وكان الهدف من إنشاء الخان خدمة القوافل التجارية، وأن يكون محطة من محطات البريد على امتداد الطريق البري الواصل بين مصر وبلاد الشام.
قلعة برقوق على الحدود المصرية الفلسطينية..
وتبعد قلعة برقوق مسافة 20 كيلومتراً عن الحدود الفلسطينية-المصرية، وتتوسط مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وتبلغ مساحتها نحو 16 دونماً.
وخلال العصر العثماني أُعيد ترميم وتعمير الخان على يد حاكم سنجق غزة الأمير أحمد باشا آل رضوان، وذلك في أواخر القرن العاشر الهجري/السادس عشر ميلادي، إذ تم تزويده بالجنود المصريين من العسس لحماية القوافل التجارية والمسافرين، ثم استُخدم الخان مكاناً لجمع الضرائب، ولكن حصانته المعمارية أهلته أن يكون بمثابة القلعة المحصنة، ولذلك أطلق عليها "القلعة".
والخان ذو تخطيط مربع يتكون من طابقين، الأول خُصص كمخازن للبضائع والتبادل التجاري، واسطبلات الخيل، أما الطابق الثاني فقد خُصص لإقامة النزلاء، وكان يشتمل على غرف للإقامة، ومسجد وديوان، ولا تزال الواجهة الغربية للخان قائمة إلى الآن، ويبلغ طولها 80 متراً، وتتميز تلك الواجهة بالرنوك (الشعارات) الكتابية على جانبي المدخل.
إضافة إلى الوسائل الدفاعية، كالأبراج والمزاغل، والشرفات، والسقاطات، وهي فتحات تكون فوق البوابات لصب الزيت الحار على المهاجمين.
وقد زار العديد من الرحالة المسلمين والغربيين مدينة خانيونس، وخانها الشهير ووصفوه بأنه أفضل خان على الطريق القديم بين مصر وفلسطين.
وخلال عام 2005 تم ترميم جدران الخان، وإعادة بناء المئذنة، نظراً لأهميتها التاريخية، وترميم باقي الأجزاء الخارجية للخان، باعتباره المعلم الأثري الوحيد المتبقي في مدينة خانيونس.