إذا كنتِ تسألين: ما هي الطريقة الأكثر فاعلية لمنع تعرّض بشرتكِ لأضرار الشمس؟ فالجواب سهل: البقاء بعيداً عن الشمس، ومع ذلك فإن تجنّبها قد يكون مستحيلاً، لا سيما أثناء الصيف، وخصوصاً إن كانت أشعة الشمس مسؤولة جزئياً عن رفع مزاجك.
لذلك، وباختصار فإن واقي الشمس هو ضرورة ملحّة لبشرتنا، من أجل العناية بها وحماية سطحها والطبقات العديدة تحتها، إياكِ والتقليلَ من أهميته ودوره في حماية بشرتك، ستندمين، لأن فوائد واقي الشمس كثيرة.
صحيح أن أطباء الجلد يوصون بضرورة استخدامه على مدار السنة، إلا أن قوة الأشعة ما فوق البنفسجية الضارة تشتدّ مع نهاية فصل الربيع واقتراب الصيف، لذلك يمكنكِ تجاهل استخدام واقي الشمس في الشتاء- ليس كثيراً- لكن حذارِ من تجاهله في الصيف.
نُجيب في هذا التقرير على أكثر الأسئلة شيوعاً، التي يمكن أن تطرحيها حول واقي الشمس: إلى أي مدى هو فعّال وآمن؟ وما درجة عامل الحماية SPF المثالية؟ وهل يجب وضعه قبل المكياج، حتى لو كنتِ تستخدمين كريماً مرطباً يتضمّن SPF؟ والأهم: ما الفرق بين واقي الشمس الفيزيائي والكيميائي، وأيّهما أفضل
اقرأ أيضاً
هل عليَّ أن أقلق بشأن وجود مكوّنات قد تُسبِّب السرطان؟
نعم، في 14 يوليو/تموز من العام 2021، سحبت شركة "جونسون آند جونسون" بعض بخاخات الوقاية من الشمس من علامتَي "نيتروجينا" و"أفينو"، بعد أن كشفت الاختبارات الداخلية عن احتوائها على مستوياتٍ منخفضة من البنزين، وهي مادة كيميائية عديمة اللون قد تسبّب أنواعاً معينة من السرطان.
جاء ذلك في أعقاب تقريرٍ صدر قبله، في مايو/أيار، من صيدلية "فاليشور" الإلكترونية، التي تفحص المنتجات العلاجية والتجميلية في مختبراتٍ خاصة. ذكر التقرير أن نسبة مادة البنزين تجاوزت المستويات الموصى بها فيدرالياً، في عشرات الدفعات من واقيات الشمس التي خضعت للفحص.
لم يتضح بعد كيف وصلت مادة البنزين إلى واقيات الشمس، رغم تأكيد شركة "جونسون آند جونسون" أنه لا يدخل ضمن مكوّنات منتجاتها الواقية من الشمس. وأوضحت الشركة أنها تحقق في المصادر المحتملة لتلوث منتجاتها به.
وفي بيانٍ صحفي، قالت إنه "من غير المتوقع حدوث تأثيرات صحية سلبية جراء استخدام واقيات الشمس المسحوبة من الأسواق"، رغم أن الشركة كانت قد طلبت من المستهلكين التوقف عن استخدام هذه المنتجات!
يتعرّض الناس للبنزين بانتظام عبر استنشاقه من مصادر مختلفة، مثل محطات الوقود ودخان السجائر، إلى جانب العمل في صناعات معينة، مثل مصانع البلاستيك والمطاط. قد يمتص الجسم مادة البنزين أيضاً من خلال الجلد، رغم قلة عدد الدراسات التي فحصت بالضبط مدى التأثير الضار لهذه الطريقة من التعرّض.
لكن في هذا الإطار، فإن "استنشاق البنزين قد يتسبّب في الإصابة بسرطان الدم وأنواع أخرى من السرطان"، وفقاً لموقع "نيويورك تايمز"، لا سيما وأن المستويات العالية الواردة في تقرير صيدلية فاليشور مثيرة للقلق.
اقرأ أيضاً
ما هي درجة عامل الحماية SPF المثالية في واقي الشمس؟
يوصي معظم أطباء الجلد والأكاديمية الأمريكية لطب الجلد باستخدام واقٍ شمسي بعامل حماية لا يقلّ عن 30. ليومٍ مشمس عادي، عامل حماية بدرجة 30 هو مثالي.
لكن وفقاً لموقع Healthline، فإن قضاء يومٍ على البحر يحتّم علينا رفع درجة عامل الحماية، أو تجديد وضعه كلّ ساعتين، تفادياً للإصابة بحروق الجلد.
لكن الأهم من عامل الحماية الفعلي من الشمس هو العثور على واقٍ واسع الطيف -يحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة ومتوسطة الموجة- معظم الأحيان، لا يحصل الأشخاص على فائدة عامل الحماية من الشمس، الموجود على ملصق الواقي، لأنهم لا يضعون طبقة كافية على بشرتهم، وعادةً لا يعيدون تطبيقه خلال فترة تعرّضهم للشمس، عادةً كل 80 دقيقة أو ساعتين".
هل من الآمن وضع واقي الشمس يومياً؟
في الواقع، هذا إجراء موصى به، فالأشعة ما فوق البنفسجية موجودة طوال أيام السنة، سواء كان الجو مشمساً أو غائماً، لكن ليس من الضروري وضع واقي الشمس على أجزاء الجسم غير المُعرّضة للشمس.
وفي الواقع، فمن المهم ألا ننسى وضعه على الوجه، والأذنين، واليدين، والساعدين، إضافةً إلى الرقبة وجميع أجزاء الجسم المكشوفة لحمايتها من أضرار أشعة الشمس.
الفرق بين واقي الشمس الفيزيائي والكيميائي، أيهما أفضل؟
ثمة إيجابيات وسلبيات لكل نوع، يعكس واقي الشمس ذو التركيبة الفيزيائية (أو المعدنية) الأشعة فوق البنفسجية بعيداً عن بشرتك، بينما يمتص واقي الشمس الكيميائي الأشعة فوق البنفسجية حتى لا تمتصها بشرتك.
تتمثَّل إحدى إيجابيات واقي الشمس الفيزيائي في أن مكوناته النشطة -أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم- لم يظهرا أنها تُمتص في الدم. ووفقاً لموقع "نيويورك تايمز"، فإذا كان ينتابك القلق بشأن السلامة المحتملة لواقي الشمس الكيميائي، وتريدين حماية بشرتك من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية، فستكون واقيات الشمس الفيزيائية الخيار الأفضل لك.
تجدر الإشارة إلى أنها -بوجهٍ عام- غالباً ما تكون أغلى سعراً وأقل أناقة على البشرة، مقارنةً بالأنواع الكيميائية، فهي تستغرق وقتاً أطول لكي تمتصها البشرة، وتبدو أكثر طباشيرية من تلك الكيميائية، التي تميل إلى الاندماج بشكلٍ أفضل وأسرع مع الجلد.
ما هو بديل واقي الشمس؟
يُعتبر تجنّب التعرّض للشمس -خاصةً خلال الفترة الممتدة من الساعة 10 صباحاً و4 مساءً- أحد البدائل الممتازة لحماية بشرتكِ، كما أن ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة والقبعات ذات الحواف العريضة بديل جيد لحماية الجسم، فنحن غالباً ما نهتم ببشرة وجهنا، ونُهمل بشرة الجسم.
قد تتساءلون عن الكبسولات البديلة عن واقي الشمس، والتي بدأ ينتشر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، لكن حتى اللحظة لم تحصل أي منها على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ولا يوجد دليل على أنها آمنة وفعّالة.
ما الفرق بين الـ"صن سكرين" والـ"صنبلوك"؟
رغم أننا نستخدم المصطلحين غالباً في الإشارة إلى واقي الشمس، فإن الـ"صنبلوك" غير موجود أبداً. وفي حال قرأتِ مصطلح "صنبلوك" مكتوباً على مُلصق لأي مُنتَج فاحذري، ربما يجب ألا تثقي بالشركة المصنّعة.
فقد حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام هذا التوصيف على واقي الشمس منذ العام 2011، معتبرةً أنه مصطلح يُبالغ في تقدير فاعلية المنتَج، إذ لا يوجد واقٍ شمسي يستطيع حجب الأشعة فوق البنفسجية تماماً.
هل يحتاج أصحاب البشرة السمراء إلى واقي الشمس؟
الإجابة: نعم طبعاً، هي مفاهيم خاطئة اكتسبناها، تُشير إلى أن أصحاب البشرة السمراء لا يُصابون بسرطان الجلد، والحقيقة أنهم رغم كونهم قد لا يصابون بحروق الشمس بنفس سرعة ذوي البشرة البيضاء، لكن لا يعني هذا أن بشرتهم لا تتضرّر من أشعة الشمس.
حروق الشمس وشيخوخة الجلد وفرط التصبغ، كلّها مشكلات تُصيب أصحاب البشرة السمراء، مثلهم مثل أصحاب البشرة البيضاء.
هل يمكنني استخدام واقي الشمس مع المكياج أو الكريم المرطب؟
لا يوجد إجماع حقيقي حول ما إذا كان يجب عليكِ وضع واقي الشمس قبل المكياج أو كريم الأساس المرطب، لكن بالنسبة لكريم الأساس يفضِّل غالبية أطباء الجلد أن تضعي واقي الشمس بعد الكريم المرطب، لأن طبقته أكثر سمكاً من الكريم اليومي.
أما بالنسبة للمكياج فيُفضّل أن تتأكدي أولاً من امتصاص بشرتك لواقي الشمس بالكامل قبل وضعه. وينبغي الشعور فعلياً بأن بشرتك جافة وخالية تماماً من آثار واقي الشمس عند لمسها.
ومن المهم أيضاً وضع واقي الشمس حتى لو كنتِ تستخدمين كريم أساس أو مستحضرات تجميل تتضمن عامل حماية SPF، لأن هذه المنتجات قد لا توفّر الحماية الملائمة من أشعة الشمس.
كذلك ينبغي إعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين على الأكثر، خاصةً عند التعرّق أو السباحة. وقد يتطلب ذلك إعادة تطبيقه فوق المكياج، واليوم ثمة الكثير من الخيارات المُتاحة لفعل ذلك، أبرزها واقي الشمس البخاخ، ويمكنكِ أيضاً استخدام إسفنجة المكياج بعد الرشّ لتثبيته.