أزمة حقيقية أُضيفت إلى أزمات اللبنانيين، حيث أصبح العشرات منهم يصطفّون لساعات أمام الأفران للحصول على رغيف خبز قد لا يكفي بعض العائلات، بسبب انقطاع الطحين، فيما اختارت بعض الأفران أن تغلق تماماً بسبب الأزمة الخانقة.
وسائل إعلام محلية نشرت صوراً لطوابير طويلة لمواطنين أمام الأفران بشكل يومي منذ لحظات الصباح الأولى، للحصول على ربطة خبز، إلا أن بعض المناطق شهدت توترات بين الأهالي، تخللها ضرب واستخدام للعصي، وذلك بسبب التدافُع لشراء ربطة الخبز.
فيما انتشرت فيديوهات من مختلف المناطق اللبنانية، أظهرت طوابير من المواطنين بانتظار أن يحصلوا على نصيبهم من الخبز اليومي.
وقال أمين سر نقابة أصحاب الأفران، ناصر سرور، لمواقع لبنانية، إن الأيام المقبلة ستكون أسوأ، فهناك سبعة مطاحن في لبنان مُقفلة، من بينها مطاحن كبرى وأساسية تسلم لعدد كبير من الأفران في مختلف المناطق.
موقع النهار اللبناني قال إنه رغم تطمينات وزير الاقتصاد والتجارة، أمين سلام، بوجود كميات كافية من الطحين والقمح، لا تزال أزمة الرغيف تستفحل بعدد كبير من المناطق، وسط المناشدات التي تطلقها المطاحن والأفران للتحرّك وإيجاد الحلول.
ومن جانبها، طالبت نقابات المخابز والأفران بضرورة تأمين الحماية الأمنية للأفران التي تعمل، والتي تشهد طوابير من المواطنين أمامها، وذكرت أن هذا الأمر يعرض الأفران لمشاكل مع المحتشدين، لذا دعت المسؤولين إلى مواكبة أمنية لهذه الأفران، لمنع حصول صدامات بين المحتشدين وبين أصحاب الأفران.
كما ألمحت نقابات الأفران إلى أنها ستتوقف عن العمل حال استمرار الفوضى والطوابير التي تمنع الأفران من القيام بدورها.
ويأتي هذا في وقت يعيش فيه لبنان منذ نحو عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، مع تدهور مالي ومعيشي، وانهيار للعملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في السلع الغذائية والأدوية والوقود.
فيما تقول الحكومة إنها تعاني من تراجع حاد في وارداتها، وعجز في تأمين قيمة النفقات، لا سيّما أن موازنة 2022 لم تُقرّ بعد، رغم إنجازها مطلع العام، وطلب البرلمان من الحكومة إدخال تعديلات على الموازنة قبل الموافقة عليها، خصوصاً فيما يتعلق بتعريفة الرسوم الجمركية، لكن ذلك لم يتمّ بعد.