ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، السبت 23 يوليو/تموز 2022، أن الصين وجهت تحذيرات قوية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس/آب.
ونقل التقرير عن ستة مصادر مطلعة قولها إن التحذيرات كانت أقوى بكثير من تهديدات سبق أن وجهتها بكين عندما كانت غير راضية عن الإجراءات أو السياسة الأمريكية المتعلقة بتايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
كما نقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن هذا الخطاب الخاص يشير إلى رد عسكري محتمل.
وتكثف الصين نشاطها العسكري حول تايوان؛ سعياً للضغط على الحكومة المنتخبة ديمقراطياً هناك لقبول السيادة الصينية.
إذ تقول حكومة تايوان إن سكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليوناً فقط هم من يمكنهم تقرير مستقبلهم، وإنها- رغم رغبتها في السلام- فإنها ستدافع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم.
كانت الصحيفة قد ذكرت في 18 يوليو/تموز أن بيلوسي تعتزم زيارة تايوان في أغسطس/آب.
وبعد ذلك بيوم واحد، قالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة بيلوسي لتايوان ستقوّض بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها، وإن الولايات المتحدة ستتحمّل عواقب ردها.
ويوم الأربعاء، قال بايدن إنه يعتزم التحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بحلول نهاية الشهر، وبدا أنه يشكك فيما تردد عن رحلة بيلوسي إلى تايوان.
وقال بايدن للصحفيين: "أعتقد أن الجيش يرى أنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي، لكنني لا أعرف ما هو الوضع".
وكان من المقرر أن تزور رئيسة مجلس النواب الأمريكي تايبيه في وقت سابق من أبريل/نيسان الماضي، إلا أنه تم إلغاء الرحلة بعد إصابتها بفيروس كورونا.
"استفزاز خبيث"
بينما وصف وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، زيارة بيلوسي المخطط لها بأنها "استفزاز خبيث".
وتتبنى بكين مبدأ "الصين الواحدة" وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخول لها تمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكرياً إذا أعلنت تايوان الاستقلال.
وبحال زيارة بيلوسي لتايوان، فستكون هذه أول زيارة يجريها رئيس لمجلس النواب الأمريكي منذ 25 عاماً، بعد رحلة الجمهوري نيوت غينغريتش عام 1997 للقاء الرئيس التايواني آنذاك "لي تنغ هوي".
وتشهد العلاقات بين بكين وتايوان توتراً منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها "الحزب القومي" على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين "الجمهورية الصينية" في الجزيرة.
ولا تعترف بكين باستقلال تايوان، وتعتبرها جزءاً من الأراضي الصينية، وترفض أية محاولات لسلخها عن الصين، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.