أظهرت مقتطفات لم تُعرض من قبل من خطاب مصور ألقاه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في اليوم التالي للهجوم على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في يناير/كانون الثاني 2021، تأكيده آنذاك بأنه لا يريد "القول بأن الانتخابات (الرئاسية) انتهت".
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الجمعة 22 يوليو/تموز 2022، إن هذه اللقطات عُرضت في جلسة الاستماع العامة التاسعة التي تنظمها لجنة مجلس النواب، والتي ركزت على رفض ترامب التدخل أثناء الهجوم على مبنى الكابيتول.
صُور مقطع ترامب وهو يحاول تسجيل خطاب مساء يوم 7 يناير/كانون الثاني 2021، بعد أكثر من 24 ساعة من تحريضه على مهاجمة مبنى الكابيتول بهدف تأخير أو إيقاف التصديق على فوز جو بايدن في الانتخابات.
يُظهر المقطع الذي عرضته "لجنة 6 يناير/كانون الثاني"، ترامب وهو يحاول إلقاء الخطاب، كما يظهر أخطاء واعتراضات وإملاءات من ابنته ومستشارته إيفانكا ترامب وراء الشاشة.
يبدأ ترامب بالقول: "أود أن أبدأ بالحديث عن هجوم أمس البشع"، ثم يتوقف قليلاً، ويتابع قائلاً: "وأقول لمن خالفوا القانون، ستنالون جزاءكم. أنتم لا تمثلون حركتنا، ولا تمثلون بلدنا. ولو خالفتم القانون…".
ثم يقطع ترامب حديثه ويلوح بإصبعه ويهز رأسه، ويقول بعدها: "لا أستطيع قول ذلك. لن … لقد قلت بالفعل ستنالون جزاءكم"، ثم يعود ليكرر حديثه ويقول: "المتظاهرون الذين تسللوا إلى مبنى الكابيتول تحدوا مقعد … إنهم "دنسوا"، أليس كذلك؟ لا أراها بوضوح. سأقول هذا. سأقول هذا. لنبدأ".
تابع ترامب: "لكن هذه الانتخابات انتهت الآن. والكونغرس صادق على النتائج"، ثم يعود الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون للتوقف مرة أخرى، وقال: "لا أريد أن أقول إن الانتخابات انتهت. ما أريد قوله إن الكونغرس صادق على النتائج دون القول إن الانتخابات انتهت، هل هذا واضح؟".
يُسمع صوت إيفانكا ترامب وهي تعطيه إملاءات ومقترحات، فيعدّل ترامب هندامه، ويضرب المنصة بقبضته.
ثم يقول ترامب في الفيديو: "أود أن أبدأ بالحديث عن هجوم أمس البشع"، لكنه يتوقف مرة أخرى قائلاً: ""أمس" كلمة صعبة عليّ"، وتقول إيفانكا: "تجاوز عنها. اكتفِ بالقول: "الهجوم البشع".
يقول ترامب: "ليكن، لنحذف كلمة "أمس"، لأنها لا تتفق مع "الهجوم البشع على بلدنا". لنقل "على بلدنا". هل أقول ذلك؟".
ثم بدأ ترامب حديثه من جديد ليقول: "هدفي الوحيد كان ضمان نزاهة التصويت"، ثم توقف قليلاً وأتى بإشارة غاضبة، ثم كرر: "هدفي الوحيد كان ضمان نزاهة التصويت"، وضرب ترامب المنصة مرة أخرى غاضباً.
إدانة مستشار ترامب السابق
يأتي هذا، فيما أدانت محكمة فدرالية أميركية الجمعة 22 يوليو/تموز 2022 ستيف بانون، المستشار السابق المقرب من ترامب، بتهمة عرقلة تحقيق الكونغرس، بعد رفضه التعاون مع اللجنة المعنية بالهجوم على مبنى الكابيتول.
بانون، البالغ الثامنة والستين شخصية يمينية شعبوية في الولايات المتحدة، وكان مديراً لحملة الرئيس الأميركي السابق الناجحة في 2016، وسيصدر الحكم بحقه في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
تداولت هيئة المحلفين في محكمة فدرالية بواشنطن لنحو ثلاث ساعات الجمعة وخلصت إلى أنه مذنب في التهمتين الموجهتين إليه. وهو يواجه عقوبة السجن ما بين شهر وسنة لكل من التهمتين، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
حتى بعد إبعاده عن البيت الأبيض في أغسطس/آب 2017، ظل بانون قريباً من ترامب وتحدث معه في اليوم الذي سبق هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 على مقر الكونغرس.
وللوقوف على طبيعة محادثاتهما، قامت اللجنة المكلفة إلقاء الضوء على دور الرئيس الجمهوري السابق في الهجوم الذي شنه أنصار له على الكابيتول، باستدعاء ستيف بانون للإدلاء بشهادته وتقديم وثائق.
لكنه رفض متذرعاً بحق الرؤساء في إبقاء بعض محادثاتهم سرية، وهو ما أدى إلى اتهامه بـ"عرقلة" عمل الكونغرس، وقال بانون لصحفيين بعد صدور الحكم "قد نكون خسرنا معركة اليوم، لكننا لن نخسر الحرب"، مؤكداً "أنا أؤيد ترامب والدستور".
يُذكر أنه في 6 يناير/كانون الثاني 2021، اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس الجمهوري السابق مبنى الكابيتول، لمنع مصادقة الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
قبل الاقتحام كان ترامب قد ألقى خطاباً أمام مؤيديه على بُعد بضع مئات من الأمتار، قال فيه إن الانتخابات قد سُرقت منه.