اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز، الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022، أنّ الدروس التي استقتها الصين من غزو روسيا لأوكرانيا لم تنل من عزمها على غزو تايوان، بل جعلتها تعيد حساباتها وتغير خطتها بشأن "غزو تايوان"، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وخلال "منتدى آسبن الأمني" في ولاية كولورادو (غرب) قال بيرنز: "يبدو لنا أنّ (الحرب في أوكرانيا من منظور بكين) لا تؤثّر حقاً في مسألة ما إذا كانت القيادة الصينية قد تختار استخدام القوة ضدّ تايوان في السنوات القليلة المقبلة، بل متى وكيف ستفعل ذلك".
وقلّل المسؤول الأمريكي من شأن التكهّنات التي ترجّح إمكانية أن يتّخذ الرئيس الصيني شي جينبينغ قراراً بغزو تايوان في وقت لاحق من هذا العام، وتحديداً بعد اجتماع مهمّ للحزب الشيوعي الحاكم؛ إذ قال: "يبدو لنا أنّ مثل هذه المخاطر تتزايد كلّما اقترب هذا العقد من نهايته".
دروس بكين من حرب أوكرانيا
ورجّح بيرنز، الدبلوماسي السابق، أن تكون بكين "منزعجة" من المسار الذي سلكته الحرب في أوكرانيا، واصفاً غزو روسيا لجارتها بأنّه "فشل استراتيجي" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتقد أنّ بإمكان قواته أن تنتصر على كييف في غضون أسبوع واحد.
بالنسبة لمدير الـ"سي آي إيه" فإنّ أحد الدروس التي استخلصتها بكين من هذه النتيجة هو أنّه "لا يمكنك أن تحقّق انتصارات سريعة وحاسمة" إذا لم تلقِ بثقل عسكري كافٍ في المعركة، وأضاف: "أعتقد أنّ الدرس الذي يتعلّمه القادة والعسكريون الصينيون هو ضرورة حشد قوة مهيمنة كثيراً" لتحقيق الانتصار، مشدّداً أيضاً على أهمية "السيطرة على الفضاء المعلوماتي" والاستعداد لعقوبات اقتصادية محتملة.
وعلى غرار مسؤولين أمريكيين آخرين، أكّد بيرنز أنّ الصين، وإن كانت تدعم روسيا لفظياً، فهي لا تقدّم لها دعماً عسكرياً في حربها في أوكرانيا، فيما تبدي الولايات المتحدة قلقاً إزاء تزايد الضغوط العسكرية الصينية على تايوان في السنوات الأخيرة.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها، ولا بدّ في نهاية المطاف من إعادة توحيدها مع البرّ الرئيسي، وبالقوة إذا لزم الأمر.