أول عملية تجميل جرت قبل 2600 عام.. جرَّاح هندي يزعم أنها مورست في هذه المدينة على رجل جُدع أنفه

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/18 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/18 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
عمليات التجميل في الحضارات القديمة - تعبيرية / Shutterstock

زعم جرّاح هندي بارز أنه على الرغم من أن الجراحة التجميلية تعتبر أحد ابتكارات القرن العشرين في الغالب، فإنها "مورست أول مرة في الهند قبل 2600 عام"، حسبما نقلت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 18 يوليو/تموز 2022.

وقال الطبيب الجراح الهندي، مانيش سنغال، خلال مؤتمر عُقد في دلهي، الجمعة 15 يوليو/تموز، إن أول عملية تجميل حصلت في مدينة مطلة على نهر الغانج (أحد أكبر أنهار شبه القارة الهندية) منذ 2600 عام.

كما استشهد سنغال بسجلات تاريخية ليزعم أن أول جراحة تجميلية في العالم وقعت في مدينة "فاراناسي" الهندية وأجراها "ساسروتا"، الحكيم والجراح الهندي الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، على رجلٍ كان أنفه قد جُدع.

وأوضح الدكتور سنغال، رئيس قسم الجراحة التجميلية وجراحات الحروق في معهد عموم الهند للعلوم الطبية في دلهي، أن "ساسروتا جعل المريض يتناول المسكرات لتجنب الألم، وأخذ جزءاً من جلد الجبهة، واستعان بورقة شجر للقياس على شكل الأنف، ثم أعاد بناءه بالغرز، وربطه في نهاية الأمر بالوجه".

مزاعم تفرزها القومية الهندوسية!

قد يكون ادعاء سنغال، الذي نشرته صحيفة The Tribune الهندية، ادعاءً صحيحاً، إلا أنه، من جهة أخرى، ليس إلا واحداً من مزاعم كثيرة تقدم بها الهندوس القوميون المتطرفون في الآونة الأخيرة، وباتت أحد المظاهر العامة على ترسخ تعصبهم، وتفشي الترويج لفكرة تفوق الحضارة الهندية القديمة.

يقول نقاد إن هذه الادعاءات ترمي إلى إنشاء شعورٍ بالفخر والتفوق الثقافي لدى السكان الهندوس في البلاد من خلال ربط الابتكارات الحديثة بأعمال للهنود القدماء. وعادةً ما تُستخدم الأساطير والحكايات الدينية وقصاصات النصوص القديمة دليلاً على هذه الإنجازات.

الهندوسية / shutterstock
الهندوسية / shutterstock

وازداد هذا النوع من الادعاءات شططاً خلال حقبة حكم حزب بهاراتيا جاناتا المستمرة منذ ثماني سنوات. ففي مؤتمر علمي عُقد في عام 2015، قال مشاركون من الهند إن الهنود اخترعوا الطائرات منذ 7 آلاف عام، وزعم آخرون أن الهند القديمة ابتكرت السيارات وأجرت أبحاثاً بشأن الخلايا الجذعية.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد ادعى ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، العام الماضي، أن غانيشا، الإله الهندوسي الذي يحمل رأس فيل، دليل على أن الجراحة التجميلية نشأت في الهند القديمة.

نظرية فيثاغورس من إلهام الهنود القدامى!

وفي السياق، شرع الدكتور سنغال في مشروعٍ لتوثيق إنجازات الحكيم ساسروتا، المعروف باسم "أبو الجراحة التجميلية". وقال سنغال: "منذ عام 600 قبل الميلاد، اعتمد أبقراط وغيره من الأطباء على العلوم والمعارف الهندية. ومن الهند انتشر علم الجراحة في جميع أنحاء العالم".

وعلى المنوال ذاته، قالت لجنة حكومية تعمل بتقويم المناهج الدراسية في ولاية كارناتاكا جنوب الهند، الأسبوع الماضي، إن علماء الرياضيات الهنود القدامى هم من ألهموا فيثاغورس نظريته، وزعموا أن مفهوم الجاذبية ربما نشأ في الهند أيضاً.

لو أن هذه الادعاءات استندت إلى قرائن، لربما أُقر بصحتها، لكن خبراء يقولون إن عدم السماح بأي بادرة تشكيك في هذه المزاعم يجعل بعض الهنود يؤمنون إيماناً تاماً بما يقوله معلمون ودعاة مشكوك فيهم، حسب صحيفة التايمز.

هنود من الطائفة الهندوسية / رويترز
هنود من الطائفة الهندوسية / رويترز

ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن ملايين الهنود أنفقوا أموالهم على معلم الغورو (اليوغا) الهندي "رامديف"، الذي أصبح الملياردير "بابا رامديف"، رغم أن موقعه الإلكتروني كان يدعي حتى وقت قريب أنه يستطيع "علاج" كل العلل، بما فيها السرطان والإيدز وانحناء القضيب والمثلية الجنسية.

وكانت الجمعية الطبية الهندية أعربت عن غضبها لوزير الصحة بعد أن شارك رامديف لقاءً عاماً خلال جائحة كورونا، وادعى الأخير خلال اللقاء أنه وجد علاجاً لفيروس كورونا، ثم تبين أن ذلك العلاج يتضمن فرك زيت الخردل في فتحات أنف المرضى بفيروس كورونا.

علامات:
تحميل المزيد