ظهر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وهو يضحك في مؤتمر صحفي، بعدما سألته إحدى الصحفيات عن تبادله سلاماً بالقبضة مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عند استقباله إياه في قصر السلام بمدينة جدة.
حيث قالت إحدى الصحفيات في المؤتمر لبايدن، وفق ما نقلت شبكة " سي إن إن" الأمريكية الإخبارية: "تتعرض لكثير من الانتقادات بسبب تبادلك سلاماً بالقبضة مع ولي العهد"، قبل أن يضحك الرئيس الأمريكي، لتستطرد الصحفية بالقول "أردت فقط أن أعطيك فرصة للرد على ذلك، ولكن أيضاً، كيف يمكنك التأكد من أن حادثة أخرى، جريمة قتل أخرى مثل جريمة جمال خاشقجي، لن تتكرر مرة أخرى؟".
بايدن يضحك لسؤال صحفية حول السلام على "بن سلمان"
في حين رد بايدن على الصحفية قائلاً: "الرب يحبك، يا له من سؤال سخيف. كيف يمكنني التأكد من أي من ذلك؟ لقد أوضحت للتو أنه إذا حدث أي شيء كهذا مرة أخرى، فسيكون هناك رد وأكثر من ذلك بكثير".
تابع بالقول "لقد سمعتموني سابقاً عندما انتقدت (الرئيس الصيني) شي جين بينغ بسبب العمل القسري، وما يفعلونه في الجبال الغربية للصين، وقال إنه ليس لدي الحق في انتقاد الصين، قلت، "استمع أنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. إن التزام رئيس الولايات المتحدة الصمت بشأن انتهاك واضح لحقوق الإنسان يتعارض تماماً مع هويتنا، وما نحن عليه، وما سنفعله، وما نؤمن به"، لذا لن أبقى صامتاً". وأضاف بايدن "هل يمكنني توقع حدوث أي شيء هنا، ناهيك عن أي جزء آخر من العالم؟ لا".
في سياق ذي صلة، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة إنه أبلغ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بأنه يحمله المسؤولية عن مقتل جمال خاشقجي، الصحفي بصحيفة واشنطن بوست، حيث عقدا محادثات تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات مع الحليف العربي الرئيسي.
إذ قال بايدن، في تصريحات بعد اجتماعات مع كبار القادة السعوديين، إن ولي العهد نفى تورطه وأكد أنه حاسب المسؤولين. وصافح بايدن ولي العهد السعودي بقبضة اليد، بينما صافح الملك سلمان بكف مبسوطة بعد وصوله للمملكة.
كما أضاف بايدن للصحفيين "فيما يتعلق بمقتل خاشقجي، أثرت (القضية) في ذروة الاجتماع، وأوضحت فكرتي عنها في تلك اللحظة، ورأيي فيها الآن".
أشار كذلك في حديثه: "كنت صريحاً ومباشراً في مناقشة الأمر. لقد كشفت وجهة نظري بوضوح تام. لقد قلت بوضوح شديد، وذلك لأن التزام الرئيس الأمريكي الصمت بشأن قضية لحقوق الإنسان هو شيء يتعارض مع طبيعتنا، ومع طبيعتي".
فيما تقول المخابرات الأمريكية إن ولي العهد وافق بشكل مباشر على قتل خاشقجي، الذي كان يرتبط بدوائر السلطة قبل أن يتحول إلى منتقد لها، على يد عملاء سعوديين. وقال بايدن إن ما حدث لخاشقجي أمر مشين.
كما تحدث بايدن عن رد ولي العهد خلال اجتماعهما، وقال "لقد قال بشكل أساسي إنه ليس مسؤولاً مسؤولية شخصية عن ذلك.. أشرت إلى أنني أعتقد أنه (كان مسؤولاً عن ذلك)".
مناقشة ملف الطاقة
في سياق ذي صلة، قال الرئيس إنهما ناقشا أيضاً موضوع الطاقة، وإنه يتوقع أن يرى "المزيد من الخطوات" من السعودية، منتج النفط الرئيسي، بخصوص الطاقة، وعندما كان مرشحاً للرئاسة، قال بايدن إن المملكة يجب أن تصبح "منبوذة" على الصعيد العالمي بسبب جريمة قتل خاشقجي. وقال اليوم الجمعة إنه غير نادم على هذا التعليق.
فيما دفعت المصالح المتعلقة بالطاقة والأمن الرئيس الأمريكي ومعاونيه إلى اتخاذ قرار بعدم عزل المملكة، أكبر مُصدر للنفط في العالم، والقوة الإقليمية التي تعزز علاقاتها مع روسيا والصين.
كما أثار تفاعل الرئيس مع ولي العهد انتقادات في الداخل، بدءاً من المصافحة بقبضة اليد، وفي مستهل زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، قال مسؤولون إنه سيتجنب التواصل الوثيق، مثل المصافحة، كإجراء وقائي ضد كوفيد-19، لكن الأمر انتهى بالرئيس للمصافحة في إسرائيل.