قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية في تقرير نشرته يوم الخميس 14 يوليو/تموز 2022 إن العديد من الشخصيات الإسرائيلية البارزة قد زارت المملكة العربية السعودية سراً، ومن بينهم بيني غانتس، عندما كان رئيساً لأركان جيش الاحتلال، مع رئيس الموساد آنذاك تامير باردو.
كذلك زار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، المملكة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020 للقاء ولي العهد، محمد بن سلمان، لكن ذلك الاجتماع كان معروفاً في وقت حدوثه.
مسؤولون إسرائيليون يزورون السعودية
رغم ذلك، يبقى التساؤل، وفق ما قال التقرير، كيف حدثت هذه الزيارات الدبلوماسية والأمنية في غياب أي علاقات رسمية أو جزئية بين البلدين؟ إذ يُحظر على الطائرات الإسرائيلية الهبوط في السعودية، كما يُحظر على الطائرات الأجنبية التحليق برحلات مباشرة بين البلدين. فكيف استطاع بعض رجال الأعمال الإسرائيليين النشطين في السعودية أن يهبطوا في العاصمة الرياض بطائراتهم الخاصة؟
يقول التقرير رداً على ذلك، إن هذه الرحلات المهمة لا تنطلق باستخدام طائرات مسجَّلة في إسرائيل. حيث يضطر الزوار لمغادرة مطار بن غوريون على متن طائرةٍ خاصة مسجلة في دولةٍ ثالثة، حتى يتمكنوا من دخول السعودية سراً. وتعمل بضع عشرات من الطائرات الخاصة المسجلة في دول أخرى بشكلٍ رسمي داخل مطار بن غوريون.
تضم قائمة هذه الدول جزيرة مان وسان مارينو، وجزر كايمان، والولايات المتحدة وغيرها. ويمتلك مليارديرات إسرائيل هذه الطائرات التي يستخدمونها لشركاتهم الخاصة ورحلاتهم الشخصية، وتتوفر بعضها للإيجار بواسطة أي شخص يمتلك المال الكافي ويرغب في الوصول إلى وجهته على متن طائرة خاصة. وتستأجر دولة الاحتلال الطائرات من بعض الشركات التي تدير أساطيلها الخاصة في مطار بن غوريون.
توقف دبلوماسي
تحتاج تلك الطائرات الأجنبية إلى "توقفٍ دبلوماسي" قصير في دولةٍ مجاورة، لأنها لا تستطيع التحليق مباشرةً بين تل أبيب والرياض. أي إن الطائرة الخاصة تُقلع من مطار بن غوريون لتهبط في عمان مثلاً، قبل أن تعود لبداية مدرج الطيران من أجل الانطلاق إلى وجهتها بخطة سفر جديدة تماماً (عمان-الرياض)، ودون ذكر اسم إسرائيل. وتصل إلى العاصمة السعودية في غضون 90 دقيقة. ويمكن تنفيذ مناورةٍ مشابهة عبر العقبة وشرم الشيخ في مصر (كما يتضح من التغريدتين التاليتين).
في حين جرى تعقب العديد من اللقاءات السرية عبر مطار لارنكا في قبرص أيضاً. حيث تهبط الطائرات المخصصة للرحلات الدبلوماسية الإسرائيلية في قبرص بالتزامن مع وصول رحلة بإحدى الطائرات الخاصة المملوكة للحكومة السعودية. وتقف الطائرات متجاورةً في الطرف الشمالي الشرقي من المطار، ثم تُقلع الطائرة السعودية بعدها بدقائق متجهةً إلى العاصمة الرياض، وتنتظر حتى المساء قبل عودتها إلى قبرص. وبعد وصولها بخمس دقائق، تُحلّق الطائرة الإسرائيلية عائدةً إلى مطار بن غوريون.
تظهر جميع هذه الحيل بوضوح، وفي الوقت الفعلي على مواقع تتبع الرحلات الجوية المتاحة للعامة.
كذلك، وبعد توقيع اتفاقيات أبراهام أواخر عام 2020، وعد رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، بأن شركات الطيران الإسرائيلية ستتمكن من التحليق فوق المجال الجوي السعودي قريباً في رحلاتها المتجهة شرقاً -نحو تايلاند والهند.
لكن وعوده خالفت الواقع. إذ وافقت السعودية على السماح للشركات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها إلى وجهات في الإمارات والبحرين فقط، بعد تطبيعهما العلاقات مع الاحتلال. وتواصل الرحلات الإسرائيلية المتجهة شرقاً التحليق في المسار الجنوبي الأطول حتى يومنا هذا، بينما تستطيع الشركات الخليجية التحليق فوق المجال الجوي السعودي بشكلٍ طبيعي.
اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل
من المحتمل أن يتغير الموقف قريباً في حال توقيع اتفاقيات بين إسرائيل والسعودية. وقد أعرب الرئيس بايدن عن تفاؤله عند سؤاله عما إذا كانت السعودية ستسمح للاحتلال بالتحليق فوق أراضيها، وذلك على هامش مؤتمرٍ صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد.
كذلك، وبعد ساعةٍ واحدة من التصريح، أكد مسؤول أمريكي لوكالة Reuters البريطانية أن السعودية ستسمح بعبور الرحلات الجوية التابعة للخطوط الإسرائيلية فوق مجالها الجوي، مع السماح برحلات شارتر المباشرة للمواطنين المسلمين من الأراضي المحتلة خلال موسم الحج.