كشف موقع "إكسيوس" الأمريكي، الخميس 14 يوليو/تموز 2022، أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على توقيع صفقة مع السعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، لتعلن بعدها الرياض السماح للناقلات الجوية دون استثناء بالعبور عبر مجالها الجوي، بما في ذلك الطائرات الإسرائيلية.
الموقع الأمريكي نقل عن مسؤولين إسرائيليين أن حكومة تل أبيب أبلغت واشنطن بأنها مستعدة لتوقيع صفقة مع السعودية تتعلق بالجزيرتين.
كما أشار الموقع إلى أن السعودية تعهدت بالتزامها بالالتزامات الواردة في اتفاقية السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر عام 1979، كجزء من الصفقة، وخاصة تلك المتعلقة بالحفاظ على حرية الملاحة في مضيق تيران للسفن الإسرائيلية.
صفقة السعودية وإسرائيل
وفي وقت سابق كانت وسائل إعلام أجنبية قد كشفت تفاصيل صفقة بين أمريكا وإسرائيل ومصر تسمح لمصر بنقل السيطرة على جزيرتين عند مضائق تيران إلى المملكة العربية السعودية.
وفي المقابل، ستسمح المملكة العربية السعودية لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي؛ حيث إنه في الوقت الحالي، يمكن فقط للرحلات الجوية الإسرائيلية المتجهة إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين التحليق فوق السعودية، بالإضافة إلى رحلات طيران الهند من وإلى إسرائيل.
وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، قال لمجلة Jerusalem Post، في مقابلة سابقة إنَّ التطبيع مع السعودية "سيحدث بخطوات صغيرة". من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في حديث لمجلة Foreign Affairs هذا الأسبوع، إنَّ "المملكة العربية السعودية شريك حاسم لنا في التعامل مع التطرف في المنطقة، والتعامل مع التحديات التي تمثلها إيران، وآمل أيضاً في مواصلة عملية بناء علاقات بين إسرائيل وجيرانها القريبين والبعيدين من خلال استمرار وتوسيع اتفاقيات التطبيع".
وبينما لم ينفِ وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المفاوضات، أوضح أنَّ العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ليست في الأفق القريب، فيما قال بن فرحان، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع: "لقد رأينا دائماً التطبيع على أنه النتيجة النهائية للمسار" إلى السلام مع الفلسطينيين.
الرياض تفتح مجالها الجوي
وفي وقت لاحق أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، أن المملكة قررت فتح مجالها الجوي لجميع الناقلات الجوية التي "تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء"، فيما رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بقرار الرياض الذي سيشمل إسرائيل.
الهيئة قالت في بيان نشرته على موقع تويتر: "في إطار حرص المملكة العربية السعودية على الوفاء بالتزاماتها المقررة بموجب اتفاقية شيكاغو 1944، والتي تقتضي عدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية الدولية، واستكمالاً للجهود الرامية لترسيخ مكانة المملكة كمنصة عالمية تربط القارات الثلاث، وتعزيزاً للربط الجوي الدولي، تعلن الهيئة العامة للطيران المدني أنه تقرر فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء".
فيما علق جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بايدن على قرار المملكة قائلاً: إن الرئيس الأمريكي "يرحب بالقرار التاريخي لقادة السعودية فتح مجالهم الجوي أمام جميع الناقلات الجوية المدنية بلا تمييز"، بما في ذلك "الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها".