حذَّر الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، من "اندلاع حرب" في حال لم يحصل لبنان على حقه بالغاز والنفط من البحر المتوسط، مشيراً إلى أن جماعته قادرة على "منع" إسرائيل من استخراج الغاز.
جاء ذلك في كلمة متلفزة لنصر الله بثتها وسائل إعلام محلية قال فيها، إن "المقاومة (حزب الله) هي قوة للبنان في مفاوضات ترسيم الحدود، ولديها القدرة على منع العدو الإسرائيلي من استخراج الغاز والنفط".
قال نصر الله في خطابه الذي تزامن مع الذكرى السادسة عشرة للحرب مع إسرائيل عام 2006: "إذا كان الهدف منع لبنان من استخراج النفط والغاز، فلن يستطيع أحد أن يستخرج غازاً ونفطاً ولا أن يبيعه (..) وأياً كانت العواقب"، معتبراً أن "الحرب أشرف بكثير من استمرار الانهيار الاقتصادي".
لفت نصر الله إلى أن "استخراج النفط والغاز يؤمّن مليارات الدولارات للدولة اللبنانية وهذا هو طريق الإنقاذ (الاقتصادي والمالي) الوحيد للبلد".
وأشار نصر الله إلى أن "الفرصة الذهبية المتاحة لبلاده هي خلال هذين الشهرين"، موضحاً أن لبنان "يمكنه منع العدو الإسرائيلي من استخراج الغاز وبيعه لأوروبا التي تحتاجه بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
يخوض لبنان مفاوضات بوساطة أمريكية مع إسرائيل لترسيم حدود بحرية مشتركة من شأنها أن تساعد في تحديد موارد النفط والغاز التي تنتمي إلى أي دولة، إلا أن إسرائيل بدأت بالفعل العمل في حقل نفط كاريش من خلال سفينة تديرها شركة إنرجيان ومقرها لندن.
هجوم تحذيري
كان حزب الله أطلق في الثاني من يوليو/تموز، ثلاث طائرات مسيرة غير مسلحة باتجاه السفينة قبل أن تعترضها إسرائيل.
قال نصر الله عن هذه الطائرات: إن هذه هي "المرة الأولى" التي يقع فيها مثل هذا الهجوم وإن الهدف منه تنبيه العاملين على متن السفينة بأنها "ليست منطقة آمنة".
كما لمح إلى مزيد من الهجمات، قائلاً إن جماعته لديها قدرات عسكرية برية وجوية وبحرية، ويمكنها نشر "عدد كبير" من الطائرات المسيرة "في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد".
هدد نصر الله قائلاً: "كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش.. سجلوا هذه المعادلة الجديدة"، مكرراً تهديداً أطلقه قبل أسابيع قليلة من صراع دامَ شهراً مع إسرائيل في عام 2006 عندما هدد بضرب "حيفا وما بعد حيفا".
توتر بسبب الحدود المائية
يُشار إلى أن الحدود بين إسرائيل ولبنان تشهد توتراً تصاعد في الآونة الأخيرة، بشأن أزمة التنقيب عن الغاز في حقل "كاريش" الذي يقع ضمن مياه متنازع عليها بين الجانبين.
في يونيو/حزيران الجاري قال مسؤولون إسرائيليون إن منصة التنقيب عن الغاز الإسرائيلية "كاريش" تقع داخل الأراضي الإسرائيلية، عكس ما يصفه لبنان بالمنطقة المتنازع عليها، حسب صحيفة Haaretz.
وحذّر لبنان إسرائيل من بدء التنقيب في حقل كاريش، وأضاف الرئيس ميشال عون أنَّ مفاوضات الحدود البحرية لم تنتهِ، وأن أي تحرك من جانب إسرائيل سيعتبر "عملاً استفزازياً وعدائياً".
اتهم عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، إسرائيل، بانتهاك سيادة لبنان على مياهه الإقليمية، بعد أن دخلت الحفارة المنطقة الحدودية المتنازع عليها.
منذ عام 2000، كانت هناك مفاوضات متقطعة بوساطة أمريكية حول المنطقة، لكن إسرائيل تصرّ على أنَّ موقع الحفارة ليس في المنطقة المتنازع عليها، رغم معارضة لبنان.
ويعترض لبنان على محاولات التنقيب الإسرائيلية في المياه المتنازع عليها بين الجانبين، واحتج دولياً مؤخراً من أجل منع إسرائيل من بدء التنقيب.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، خاض الجانبان اللبناني والإسرائيلي 5 جولات محادثات، حول المنطقة المتنازع عليها، حتى مايو/أيار الماضي، برعاية أممية وأمريكية، قبل أن يتم تعليق المفاوضات، حيث لم تحرز أي تقدم.