قال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأمريكية، الثلاثاء 12 يوليو/تموز 2022، إن السعر العالمي للنفط قد يرتفع 40% إلى حوالي 140 دولاراً للبرميل إذا لم يتم فرض سقف مقترح لسعر الخام الروسي، إلى جانب إعفاءات من العقوبات تسمح بشحنات بأقل من هذا السعر.
المسؤول قال إن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ستناقش فرض سقف الأسعار المقترح مع وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي عندما يجتمعان اليوم، كما ذكر أن الهدف تحديد السعر عند مستوى يغطي تكلفة إنتاج روسيا، بحيث يتم تحفيز موسكو على مواصلة تصدير النفط، لكن ليس بأسعار مرتفعة بما يكفي للسماح لها بتمويل حربها ضد أوكرانيا.
وقال المسؤول إن المسؤولين اليابانيين أعربوا عن قلقهم من فرض سقف منخفض للغاية للسعر، لكنهم لم يرفضوا نطاقاً سعرياً محتملاً بين 40 و60 دولاراً للبرميل.
وبينما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر تدريجي على النفط الروسي وحظر التأمين البحري على أي ناقلة تحمل الخام الروسي، وهي خطوة من المتوقع أن تحاكيها بريطانيا، ترى يلين أن فرض سقف سعري وسيلة للحفاظ على تدفق النفط وتجنب المزيد من ارتفاع الأسعار، فيما قد يؤدي إلى الركود.
فيما اقترحت واشنطن "استثناءً سعرياً" يلغي ذلك الحظر على التأمين البحري للشحنات التي تقل عن السعر المتفق عليه؛ لمنع حبس ملايين البراميل من إنتاج النفط الروسي اليومي بسبب غياب التأمين.
وقال المسؤول بالخزانة الأمريكية إن تقديرات الوزارة تظهر أن تنفيذ العقوبات دون الاستثناء السعري يمكن أن يؤدي إلى زيادات كبيرة في أسعار النفط الخام، قد تصل به إلى حوالي 140 دولاراً للبرميل من حوالي 100 دولار حالياً.
تأتي تصريحات المسؤول الأمريكي في وقت توقع فيه مصرف غولدمان ساكس أن تصل أسعار النفط الخام إلى 140 دولاراً للبرميل خلال الأشهر المقبلة. إلا أن مصرف جي بي مورغان قال إن الأسعار قد تصل إلى 380 دولاراً في أسوأ السيناريوهات. أما مصرف يو بي إس فيتوقع بلوغ الأسعار حاجز الـ130 دولاراً في سبتمبر/أيلول 2022.
إلا أن خبراء استراتيجيين توقعوا أن تتراجع أسعار النفط بشكلٍ حاد نهاية عام 2022 مع اقتراب الأسعار من حاجز الـ100 دولار للبرميل يوم الجمعة 8 يوليو/تموز 2022، وذلك وفق تقرير نشره موقع Business Insider الأمريكية.
إذ حذّر فرانشيسكو مارتوشيا، رئيس استراتيجية السلع الأوروبية بالمصرف، في مذكرة للعملاء، يوم الثلاثاء 5 يوليو/تموز أن أسعار النفط قد تهوي إلى 65 دولاراً للبرميل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2022؛ إذ ضرب العالم ركودٌ شديد.
يذكر أن أسعار النفط انهارت في اليوم نفسه مع انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط، الخام القياسي في الولايات المتحدة، إلى أقل من 100 دولار. وجاء الانخفاض بالتزامن مع قلق المستثمرين من أن رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة قد يؤدي لتباطؤ حاد في النمو الاقتصادي.
لكن مارتوشيا ورفاقه يتوقعون انخفاض أسعار النفط حتى لو لم نشهد حالة التباطؤ الحاد. وتُشير توقعاتهم الأساسية إلى أن سعر خام برنت القياسي سينهار إلى 85 دولاراً للبرميل بنهاية عام 2022، أي أقل بـ18% من سعر 104 دولارات المسجل يوم الجمعة.
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، كانت مسألة كيفية معاقبة قطاع المحروقات الروسي إحدى المسائل الشائكة بالنسبة للغربيين، في وقت ارتفعت فيه رسوم الطاقة بشكل كبير، وألقت بثقلها على القدرة الشرائية للعائلات.