حقق الائتلاف الحاكم فوزاً ساحقاً في انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان، الإثنين 11 يوليو/حزيران 2022، في أجواء طغى عليها اغتيال رئيس الوزراء السابق، شينزو آبي، قبل يومين خلال تجمع انتخابي في مدينة نارا غرب البلاد.
هذا الفوز حظي به الائتلاف المؤلف من الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي ينتمي له آبي، وحليفه "كوميتو"، وأكسبهم أكثر من 75 من أصل المقاعد الـ125 التي جرى التصويت لتجديدها، الأحد، في انتخاباتٍ تُنظَّم كلّ ثلاث سنوات، وتشمل نصف مقاعد مجلس الشيوخ الـ248.
حلم آبي الذي سعى له طويلاً
بهذا الفوز، بات الائتلاف الحاكم يملك الآن غالبيّة مستعدّة لتعديل الدستور السلميّ، من أجل تعزيز دور اليابان العسكري على الساحة الدوليّة، وهو هدف طمح إليه آبي منذ زمن طويل.
وأقرّ زعيم الحزب الديمقراطي الدستوري المعارض كينتا إيزومي بهزيمته، قائلاً إنّه من الواضح أنّ "الناخبين لم يرغبوا بالتغيير أو أن يعهدوا بالحكومة إلينا"، وفق ما نقلته عنه وكالة كيودو للأنباء.
بلغت نسبة المشاركة 52%، وفقاً للبيانات المتوافرة حتّى الآن. وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا: "أعتقد أنّ من المهمّ أنّ الانتخابات جرت بشكل طبيعي"، مضيفاً أنّه سينكبّ على القضايا المهمّة حالياً، وبينها كوفيد والحرب في أوكرانيا والتضخّم. وندّد كيشيدا في وقت سابق بالهجوم "الهمجي" على آبي، مرشده في السياسة، مشدّداً على أهمّية "الدفاع عن الانتخابات الحرة والنزيهة التي تشكّل أساس الديمقراطية". وأكد: "لن نستسلم للعنف أبداً".
اليابان تهدف لزيادة الإنفاق الدفاعي
وتوقع محللون أن يعزز اغتيال آبي من موقف الحزب الديمقراطي الحر بزعامة كيشيدا، الذي كان تلميذا لآبي.
هذا الفوز سيساعد رئيس الوزراء كيشيدا على تعزيز حكمه، مما يمنح المصرفي السابق من هيروشيما فرصة لتحقيق هدفه المتمثل في زيادة الإنفاق الدفاعي.
وقال روبرت وارد من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن كيشيدا ربما يمضي بحذر في تعديل الدستور، لكن الانتصار الواضح يمهد الطريق أمام مزيد من الإنفاق الدفاعي، وهو أمر تعهد به الحزب بشكل رئيسي في الانتخابات. وأضاف أن كيشيدا "لديه الضوء الأخضر الآن للقيام بذلك".
وجرى تكثيف الوجود الأمني منذ اغتيال آبي. وألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ من العمر 41 عاماً بمجرد إطلاق النار على آبي من بندقية محلية الصنع من مسافة قريبة.