أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، 10 يوليو/تموز 2022 أنها كلفت سفارتها بتل أبيب بمطالبة إسرائيل بفتح تحقيق لاستيضاح وقائع تاريخية مثارة إعلامياً عن حرب 1967 التي احتلت الأخيرة بسببها أراضي مصرية.
جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية قالت إنه "رداً على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة الإسرائيلية حول وقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967″، دون أن يحددها.
دفن جنود مصريين في القدس
في اليومين الماضيين، كشف الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، المختص في شؤون الأمن، وصحيفتا يديعوت أحرونوت وهآرتس العبريتان، عن "دفن جنود مصريين أحرقوا أحياء في حرب 1967، في مقابر جماعية لا تحمل أي علامات بمخالفة لقوانين الحرب ودون الإعلان عن قتلهم"، وسط تقديرات تصل إلى عشرات.
فيما أفادت الخارجية المصرية في بيان بأنه "تم تكليف سفارتها في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات".
كما طالبت سفارتها بمطالبة إسرائيل بـ"إفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة". وأضافت: "تواصل السفارة المصرية في إسرائيل متابعة هذا الموضوع". ولم يصدر تعقيب فوري إسرائيلي بشأن البيان.
مقابر جماعية
كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قد قالت الجمعة 8 يوليو/تموز 2022 إن 20 جندياً مصرياً قد دُفنوا حرقاً خلال حرب عام 1967 في مقابر جماعية لا تحمل أي علامات، في سر ظل 55 عاماً طي الكتمان.
بحسب الصحيفة الإسرائيلية، أشارت إلى أن القائد العسكري الإسرائيلي المشارك في تلك العملية، زين بلوخ، الذي يبلغ من العمر اليوم 90 عاماً، كشف عن الواقعة، حيث كان قائداً لسرب 122 (نحشون) الذي شهد تلك الحرب.
حرب الأيام الستة
كما أضافت الصحيفة أنه بعد 55 عاماً من الرقابة الشديدة، فإن ما لا يقل عن 20 جندياً مصرياً قد أحرقوا أحياء ودفنهم جيش الدفاع الإسرائيلي في مقبرة جماعية خلال حرب 1967 والتي تعرف بحرب الأيام الستة.
المكان المتوقع الذي وقعت فيه حادثة حرق الجنود المصريين
لفت إلى أن عدم وضع علامات على المقبرة ودون تحديد هوية الجنود المصريين يعد مخالفة لقوانين الحرب.
تابعت الصحيفة: "قبل أيام من الحرب وقّع (الرئيس المصري جمال) عبد الناصر اتفاقية دفاع مع (العاهل الأردني الملك) حسين. ونشرت مصر كتيبتين من الكوماندوز في الضفة الغربية بالقرب من (منطقة) اللطرون.. كانت مهمتهم هي مداهمة إسرائيل والاستيلاء على (منطقة) اللد والمطارات العسكرية القريبة".
أوضحت الصحيفة أنه بعد "تبادل إطلاق النار مع جنود الجيش الإسرائيلي وأعضاء كيبوتس نحشون، هربت بعض القوات المصرية، وأخذ البعض أسرى، وقاتل البعض بشجاعة، وعند نقطة معينة، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي قذائف هاون وأضرمت النيران في آلاف الدونمات غير المزروعة من الأدغال البرية في الصيف الجاف".
لم يكن لديهم فرصة للهروب
كما أشارت هآرتس: "قتل ما لا يقل عن 20 جندياً مصرياً في حريق الأدغال، وانتشر الحريق سريعاً في الأدغال الحارة والجافة، ولم يكن لديهم فرصة للهروب، وفي اليوم التالي جاء جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتربة".
بينت الصحيفة أن بلوخ، الذي كان قائداً للسرب 122 (نحشون) وآخرين شاهدوا بفظاعة جنوداً ينهبون ممتلكاتهم الشخصية ويتركون المقبرة الجماعية بدون شواهد.
بعد رفع الرقابة العسكرية يضيف بلوخ أن "حجاب الصمت يناسب الجميع؛ القلة الذين عرفوا لم يرغبوا في الحديث عنه؛ شعرنا بالخجل؛ ولكن قبل كل شيء كان قرار الجيش الإسرائيلي في خضم الحرب"، وفق الصحيفة.
يذكر أنه في حرب 1967، هزم الجيش الإسرائيلي الجيوش العربية، واحتل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية (كانت تحت السيطرة الأردنية) وقطاع غزة (كان تحت السيطرة المصرية)، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية.