بات ملايين السوريين في محافظة إدلب شمال سوريا مهددين بخطر مجاعة كبرى عقب الفيتو الذي استخدمته روسيا في مجلس الأمن الدولي، الجمعة 8 يوليو/تموز 2022، ضد إرسال المساعدات لسوريا عبر معبر "باب الهوى" على الحدود مع تركيا.
حينما اجتمع مجلس الأمن الدولي، الجمعة، لتمديد التفويض الأممي الخاص بنقل المساعدات إلى سوريا عبر هذا المعبر منذ 2014، عارضت موسكو ذلك مستخدمة حق النقض "فيتو".
يعني ذلك أن مجلس الأمن الدولي أخفق في تمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى نحو 5 ملايين سوري يعيشون في إدلب، معظمهم تحت خط الفقر وكثير منهم نازحون.
ويعيش في إدلب ما بين 4 و5 ملايين سوري معظمهم من النازحين بعد هروبهم من قصف النظام السوري لمناطقهم.
"موت الفقراء جوعاً"
بدورها، وصفت النازحة السورية أم عبد الله، هذا الوضع بأنه سيكون سبباً لموت الناس الفقراء جوعاً، فضلاً عن أن الفيتو الروسي سيخلق أزمة إنسانية صعبة بإدلب.
وقالت: "الجيران يساعدون بعضهم البعض، درجة الحرارة هنا مرتفعة جداً، ونجد صعوبة في تأمين ماء للاستحمام، نتمنى من الله أن يعود المهجرون لمنازلهم".
أما النازحة سمية أحمد، فأشارت إلى أن قوات النظام احتلت منازلهم، قائلة: "السلة الغذائية الشهرية والخبز الذي نأخذه يأتي من هذا المعبر (باب الهوى)".
من جانبه، حذر النازح السوري محمد عبد الكريم من أن إغلاق المعبر سيتسبب بشلل في القطاع الصحي بالمنطقة، مبيناً أن 90% من سكان المنطقة لا يملكون ثمن علبة دواء.
وقال: "نحن ضد إغلاق المعبر. إن إغلاقه سيتسبب حتماً بأزمة إنسانية، المساعدات هي التي تبقي الناس هنا على قيد الحياة".
كما أشار إلى أن نظام الأسد وروسيا يسعيان لمنع نقل المساعدات من تركيا قائلاً: "إذا تم إقرار نقل المساعدات من جانب النظام فإن الذي سيصلنا 10% فقط من المساعدات".
إخفاق أممي في تمديد إيصال المساعدات
يُشار إلى أن النرويج وأيرلندا تقدمتا بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى "بدون موافقة دمشق" لعام واحد.
رداً على القرار استخدمت روسيا حق النقض وأصرت على موافقة دمشق، وطرحت بدل ذلك مشروعاً يمدد الآلية ذاتها لمدة 6 أشهر فقط، لكن المجلس رفضه أيضاً.
واعتباراً من اليوم الأحد 10 يوليو/تموز، ينتهي التفويض الاستثنائي الحالي لنقل المساعدات الأممية إلى سوريا.
ومنذ عام 2011، تشهد سوريا حرباً أهلية بدأت إثر تعامل نظام بشار الأسد بقوة مع ثورة شعبية خرجت ضده في 15 مارس/آذار من العام ذاته، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.