دعت للمغادرة في أقرب فرصة.. 5 دول عربية توجّه تحذيرات لمواطنيها في سريلانكا بعد تفجر الأحداث

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/09 الساعة 21:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/09 الساعة 21:52 بتوقيت غرينتش
محتجون اقتحموا قصر رئيس سريلانكا الفار/رويترز

حذرت 5 دول عربية، السبت، 9  يوليو/تموز 2022 مواطنيها المقيمين في سريلانكا بعد الاضطرابات المتزايدة في البلاد، فيما طالب بعضها بسرعة المغادرة من البلد المضطرب.

جاء ذلك وفق بيانات رسمية منفصلة لوزارات الخارجية في كل من الكويت والبحرين والسعودية والأردن والإمارات، بعد ساعات من اقتحام محتجين القصر الرئاسي بالعاصمة كولومبو، ومنزل رئيس الوزراء رانيل ويكرم سينغ، قبل أن يضرموا النار فيه.

تحذيرات من السفر إلى سريلانكا

حيث حثّت الخارجية الكويتية مواطنيها على "تأجيل السفر إلى سريلانكا وتجنب الموجودين هناك مناطق الاضطرابات والاحتجاجات والعمل على مغادرتها في أقرب فرصة ممكنة".

كما دعت خارجية البحرين مواطنيها إلى "عدم السفر لسريلانكا حالياً، والموجودين هناك إلى مغادرتها فوراً، والابتعاد عن أماكن التجمعات حفاظاً على سلامتهم نظراً للظروف الأمنية الراهنة".

بدورها، طلبت السفارة السعودية لدى سريلانكا من مواطنيها "تأجيل السفر إليها والمتواجدين هناك لاتخاذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن أماكن التجمعات والمظاهرات".

بينما أهابت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بمواطنيها الموجودين بسريلانكا "ضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب مواقع التظاهرات وأماكن الاضطرابات".

الإمارات تطالب بالحيطة والحذر

في ذات السياق، دعت سفارة الإمارات في كولومبو، المواطنين الموجودين فيها إلى "أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مناطق المظاهرات، والتواصل مع السفارة في الحالات الطارئة".

كذلك أعربت الخارجية التركية، عن قلقها إزاء التطورات المرافقة للمظاهرات المستمرة في سريلانكا، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه سريلانكا مظاهرات عارمة للمطالبة باستقالة رئيس البلاد غوتوبايا راجاباكسا، ورئيس الوزراء رانيل ويكرم سينغ، في إطار مظاهرات واسعة؛ احتجاجاً على سوء المعيشة بسبب الأزمة الاقتصادية.

تنحي رئيس سريلانكا

من جانبه، قال رئيس البرلمان إن الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسه سيتنحى عن منصبه يوم الأربعاء المقبل تحت وطأة الضغوط الشعبية، بعد احتجاجات عنيفة، السبت، اقتحم خلالها المتظاهرون المقر الرسمي لإقامة رئيس البلاد وأضرموا النار في المقر الخاص لرئيس الوزراء في كولومبو.

جاء هذا الإعلان بعد تصعيد مأساوي للاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة، والمستمرة منذ شهور، على إثر أزمة اقتصادية حادة تخنق البلد الذي يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة. ولم يصدر الرئيس نفسه أي تصريح حتى الآن.

قال رئيس البرلمان ماهيندا يابا آبيواردينا في بيان مصور إن راجاباكسه أبلغه بأنه سيتنحى عن منصبه يوم الأربعاء. وأضاف آبيواردينا: "اتخذ (الرئيس) قرار التنحي في 13 يوليو/تموز لضمان تسليم سلمي للسلطة.. لذلك أطلب من الناس احترام القانون والحفاظ على السلام".

في حين أثار إعلان قرار تنحي الرئيس أجواء احتفالية في بعض أنحاء كولومبو.

استقالة رئيس الوزراء 

كذلك قال مكتب رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكريم سينجي في بيان، السبت، إنه مستعد للاستقالة لإفساح المجال لتشكيل حكومة تضم جميع الأحزاب، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك أو الإجراءات التي اقترحها رئيس البرلمان ستحل هذه الأزمة.

فيما لم يتمكن أفراد الجيش والشرطة من التصدي لحشود المحتجين الذين رددوا شعارات تطالب الرئيس جوتابايا راجاباكسه بالتنحي في ذروة غضب شعبي متصاعد إزاء أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود.

حيث أظهر بث مباشر على فيسبوك من داخل منزل الرئيس مئات المحتجين، الذين لف بعضهم الأعلام حول جسده، وهم يحتشدون في الغرف والممرات ويرددون شعارات مناهضة لراجاباكسه.

كما أظهرت مقاطع فيديو بعض المتظاهرين يسبحون في حوض السباحة داخل منزل الرئيس، بينما جلس آخرون على الفراش والأرائك. وشوهد البعض يفرغ خزانة ذات أدراج، في مقاطع انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

المئات يقتحمون قصر الرئاسة

إلى ذلك فقد تجول المئات في الأراضي المحيطة بالمقر الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث شوهد عدد قليل من أفراد الأمن، وقال مصدران بوزارة الدفاع إن الرئيس راجاباكسه نُقل من المقر الرسمي أمس الجمعة؛ حفاظاً على سلامته قبيل الاحتجاج الذي كان متوقعاً. ولم يتسنّ لرويترز تأكيد مكان الرئيس على الفور.

جدير بالذكر أن سريلانكا وهي جزيرة تقع في المحيط الهندي، ترزح  تحت وطأة نقص حاد في النقد الأجنبي أدى إلى تقليص الواردات الأساسية مثل الوقود والغذاء والدواء، مما دفع البلاد إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها في عام 1948.

حيث وصل التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 54.6% في يونيو/حزيران. ومن المتوقع أن يصل إلى 70% في الأشهر المقبلة، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين.

تحميل المزيد