أعاد اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، إلى أذهاننا العديد من عمليات الاغتيال الشهيرة عبر التاريخ، والتي حصل بعضها على الهواء مباشرة كما حصل مع شينزو آبي تماماً.
أبرز عمليات الاغتيال عبر التاريخ
من اغتيال الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن، مروراً بغاندي ولومومبا وكينيدي والسادات وصولاً إلى رفيق الحريري، فيما يلي أبرز 10 عمليات اغتيال سياسية جرت عبر التاريخ.
اغتيال الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن عام 1865
بعد 5 أعوام مزرية من الحرب الأهلية التي تُعد الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، والتي كانت ما بين الكونفدراليين والاتحاديين، اعتمد الأمريكيون على الرئيس أبراهام لينكولن في حفظ السلام وتضميد الجراح ولمّ شمل الأمة.
وفي الرابع عشر من أبريل/نيسان 1865، وبعد أسابيع من بدء مدته الثانية في الرئاسة، تعرَّض الرئيس للاغتيال على يد جون ويلكس بوث، المتعاطف مع الكونفدرالية.
بطلقة واحدة من مسدسه، بدا أن الاستعادة السلمية لوحدة الأمة الأمريكية قد انتهت.
فقد قُتل الرئيس أبراهام لينكولن، الذي أيد بقوةٍ "التسامح مع المتمردين" بعد الحرب، وألقى الشمال باللوم على الجنوب، وخشيت أمريكا كلها أن الحرب الأهلية ربما لم تنتهِ حقاً.
اغتيال المهاتما غاندي عام 1947
قُتل المهاتما غاندي، الذي ساعد الهند في الحصول على استقلالها السياسي من بريطانيا عام 1947، على يد متطرف هندوسي وهو في طريقه لأداء الصلوات المسائية.
وقد قاد عديداً من الاحتجاجات السلمية الشهيرة، مثل المسيرة التي استمرت لمسافة نحو 387.8 كم إلى الساحل الهندي لجمع الملح، والتي أدت بدورها إلى سجن 60 ألفاً من المحتجين السلميين.
وبعد وفاته، أصبح رمزاً لما يمكن أن تحققه الاحتجاجات الجماهيرية، ورمزاً لشخصيات ظهرت لاحقاً مثل مارتن لوثر كينغ جونيور والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
اغتيال باتريس لومومبا عام 1961
اغتالت وحدة من الشرطة، بناء على أوامر من ضابط بلجيكي، الرئيس الكونغولي باتريس لومومبا بعد انقلاب عسكري على حكومته.
وقع اغتيال لومومبا في 17 يناير/كانون الثاني 1961، أي بعد سبعة أشهر من حصول الكونغو على استقلالها.
ولومومبا اليوم رمز لعديد من القوميين الأفارقة، وتذكير بـ"الخيانة" الغربية، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
اغتيال جون إف. كينيدي عام 1963
بعد 13 شهراً من حلّ أزمة الصواريخ الكوبية، اغتيل الرئيس الأمريكي جون إف. كينيدي في أثناء مروره بموكب سيارات في وسط مدينة دالاس بولاية تكساس في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963.
هزّت هذه الميتة البشعة للرئيس الشاب الجذّاب واسع الشعبية الولايات المتحدة والعالمَ كله، ففي الساعة الأولى بعد إطلاق النيران زاد من المخاوف أخبارٌ متواترة عن مقتل نائبه ليندون جونسون أيضاً، الذي كان يستقل سيارة أخرى على بُعد سيارتين من كينيدي في الموكب نفسه.
وكانت توترات الحرب الباردة ما زالت مستمرة حينها، وخشي الناس أن يكون اغتيال كينيدي جزءاً من هجومٍ واسع النطاق على الولايات المتحدة من أعدائها.
ونمت هذه المخاوف مع كشف التحقيقات أن القاتل المتهم لي هارفي أوزوالد، الجندي السابق بقوات المارينز الأمريكية، كان قد تخلّى عن جنسيته الأمريكية وحاول الانشقاق لحساب الاتحاد السوفييتي في 1959، وفق ما ذكره موقع ThoughtCo الأمريكي.
اغتيال مالكوم إكس عام 1965
في الـ21 من فبراير/شباط 1965، قُتل مالكولم إكس، زعيم الدفاع عن الحقوق الدينية والمدنية المثير للجدل أحياناً، بطلقات نارية على أيدي أعضاء في حركة أمة الإسلام.
كانت حركة أمة الإسلام جماعة دينية، وكان رئيساً لها قبل أن ينفصل عنها ويبدأ منظمته الخاصة التي سماها منظمة اتحاد الأفارقة الأمريكان.
توقع كثيرون أن يتضاءل تأثيره بعد وفاته، لكن كان العكس ما حدث، إذ أصبح أيقونة للاضطهاد العنصري.
اغتيال د. مارتن لوثر كينغ الابن عام 1968
في الوقت الذي كانت كلماته وأساليبه القوية، عبر الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية، تمضي سلمياً إلى الأمام بحركة الحقوق المدنية للأمريكيين، تعرَّض د. مارتن لوثر كينغ الابن للاغتيال، على يد قناصٍ في ممفيس بولاية تيناسي، في الرابع من أبريل/نيسان لعام 1968.
وفي المساء السابق لاغتياله، ألقى د. كينغ خطبته الأخيرة الشهيرة، التي قال فيها كما لو كان يتنبأ بما سيحدث: "هناك أيام صعبة تنتظرنا، لكن هذا لا يهم بالنسبة لي الآن، لأنني قد وصلت إلى قمة الجبل، شاء لي الرب أن أصل إلى قمة الجبل، وقد اطلعت منها، ورأيت الأرض الموعودة. ربما لا أصل معكم إليها، لكنني أريدكم أن تعرفوا الليلة أننا، نحن الشعب، سنصل إلى الأرض الموعودة".
وفي غضون أيامٍ من اغتيال الزعيم الحاصل على جائزة نوبل في السلام، تحوّلت حركة الحقوق المدنية من نبذ العنف إلى إراقة الدماء، فبدأت أعمال الشغب والضرب والاعتقالات التعسفية وقتل العاملين بالحقوق المدنية.
وفي الثامن من يونيو/حزيران، تم اعتقال المتهم بتنفيذ الاغتيال، جيمس إيرل راي، في مطارٍ بلندن عاصمة إنجلترا. وقد اعترف راي لاحقاً بأنه كان يُحاول الوصول إلى روديسيا، زيمبابوي الحالية، التي كانت تسيطر عليها وقتها حكومة فصل عنصري جنوب إفريقية مؤلفة من الأقلية البيضاء.
اغتيال السيناتور روبرت كينيدي عام 1968
في السادس من يونيو/حزيران 1968، أطلق اللاجئ الأردني سرحان سرحان (24 عاماً)، النار على كينيدي بعد خطاب له بفندق أمباسادور في لوس أنجلوس.
وبعد وفاته، أصبح كينيدي رمزاً للحزب الديمقراطي، إذ كان يُنظر إليه على أنه قوة توحيد ممكنة للبلاد، لأن جزءاً كبيراً من حملته كان يركز على الحقوق المدنية.
وتقدير تأثير موته أصعب من تقدير تأثير موت الآخرين بهذه القائمة، لكنه كان قد فاز لتوه في الانتخابات التمهيدية بكاليفورنيا، وكان يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة.
الرئيس الكوري الجنوبي بارك تشونغ هي عام 1979
في الـ26 من أكتوبر/تشرين الأول 1961، اغتيل الرئيس الكوري الجنوبي بارك تشونغ هي في مطعم، على يد صديقه كم جاي غيو، رئيس خدمة الاستخبارات الوطنية الكورية.
وقال كيم إنه اغتال الرئيس من أجل استعادة الديمقراطية إلى كوريا الجنوبية.
وعبّر كثير من الكوريين الجنوبيين عن افتقادهم بارك؛ نظراً إلى أنه قاد البلاد بينما كانت تبني اقتصادها الخاص، ونجح في الانفصال عن الولايات المتحدة.
اغتيال أنور السادات عام 1981
في الـ6 من أكتوبر/تشرين الأول 1981 أطلق خالد الإسلامبولي، وهو ضابط بالجيش، الرصاص على الرئيس المصري أنور السادات في أثناء عرض عسكري بالقاهرة كان يعرض على الهواء مباشرة بمناسبة مرور ثماني سنوات على حرب أكتوبر عام 1973 بين العرب بقيادة مصر، وإسرائيل.
ليسقط الرئيس قتيلاً وسط جنوده وقادة جيشه وأركان نظامه، وسرعان ما يتم انتخاب نائبه حسني مبارك خلفاً له.
ووثقت عدسات التلفزيون المحلي والأجنبي عملية الاغتيال الدرامية لتصبح واحدة من أشهر جرائم الاغتيال في التاريخ الحديث.
اغتيال رفيق الحريري عام 2005
في 14 فبراير/شباط 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مع 21 شخصاً، عندما انفجر ما يعادل 1000 كيلوغرام من مادة تي إن تي، في أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سان جورج في بيروت.
وعقب اغتيال الحريري حصلت عدة انفجارات واغتيالات ضد شخصيات مناهضة للوجود السوري في لبنان وكان من بينها: سمير قصير، وجورج حاوي، وجبران غسان تويني، وبيار أمين الجميل.
وعلى الرغم من إعلان جماعة تطلق على نفسها اسم "جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام" مسؤوليتها عن الانفجار والتي لم يسمع عنها من قبل، فإن أصابع الاتهام تشير إلى نظام الرئيس السوري حافظ الأسد الذي كان يرغب في التخلص من الحريري؛ لكونه كان معارضاً لتمديد ولاية الرئيس اللبناني آنذاك إميل لحود الذي كان بمثابة ممثل للأسد في لبنان.