تداول قيادات في حركة طالبان، الأربعاء 6 يوليو/تموز 2022، صوراً لعملية التنقيب عن سيارة القائد المؤسس للحركة، الملا محمد عمر، والتي دفنت في التراب قبل نحو 20 عاماً؛ خوفاً من تتبُّع القوات الأمريكية في أثناء غزوها لأفغانستان.
فيما طالب كبار المسؤولين بعرض السيارة في المتحف الوطني بالعاصمة الأفغانية كابل، والذي يضم بالفعل سيارات وعربات الملوك ورؤساء الوزراء السابقين، ومن بينها سيارة ذات زجاج مضاد للرصاص متشظٍّ بسبب محاولة اغتيال.
كتب أنس حقاني، الشخصية الحكومية البارزة وشقيق وزير الداخلية سراج الدين حقاني، تعليقاً مرافقاً على هذه الصورة بموقع تويتر يقول: "سافر رجلٌ في هذه السيارة، وسجل أروع الأحداث في التاريخ".
تابع أنس حقي قائلاً: "توكلَ على الله سبحانه وتعالى، وقاد (قوات طالبان) في حرب غير متكافئة ضد عشرات الدول الغازية، وانتصر. هذه الذكرى… يجب حفظها في المتحف الوطني للبلاد".
البحث عن السيارة
كان وزير الدفاع الملا محمد يعقوب، نجل الملا عمر، أمر المسؤولين بالكشف عن السيارة، التي دُفنت لنحو 20 عاماً، وذلك حسبما قال مصدر من حركة طالبان.
وأظهرت صور التنقيب، التي شاركها نشطاء مرتبطون بـ"طالبان" على موقع تويتر، السيارة المغطاة بالأغطية البلاستيكية، بعد أن رُفع التراب عنها بجوار جدار طيني في قرية بولاية زابل الجنوبية.
قال محمد جلال: "هذه السيارة ماركة تويوتا استخدمها الأمير الراحل للسفر من قندهار إلى ولاية زابل خلال بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. إنها في حالة جيدة".
وقالت بيت دام، مؤلفة السيرة الذاتية لمؤسس حركة طالبان المعنونة بـLooking for the Enemy، إنه من المعروف أن الملا عمر غادر قاعدته في قندهار داخل سيارة تويوتا بيضاء في نهاية عام 2001، بعد أن أطاحت القوات المدعومة من الولايات المتحدة الحكومةَ في كابل.
قضى الملا عمر بقية حياته على بعد مسيرة يسيرة على الأقدام من القواعد الأمريكية هناك برغم المكافأة التي أُعلنت بقيمة 10 ملايين دولار لمن يعثر عليه.
وأخبر أحد مساعدي الملا عمر، بيت بأن القوات الأمريكية بحثت ذات مرة داخل منزل كان يختبئ بداخله، لكنهم لم يعثروا على المدخل المؤدي إلى إحدى الغرف السرية التي كان يختبئ بداخلها.
توفي الملا عمر في عام 2013، لكن الحركة لم تعترف بوفاته إلا بعد عامين. وقد سلم الملا عمر فعلياً القيادة العملية لحركة طالبان إلى نوابه في 2001، عندما توارى في مخبأه.
في ذلك الوقت، كانت طالبان تحاول الاستسلام للحكومة الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة، والتي قادها الرئيس حامد كرزاي، لكن الولايات المتحدة رفضت مناشداتهم.
قالت بيت: "هذه السيارة يمكن اعتبارها ذات أهمية، فقد استخدمها الملا عمر خلال لحظة تاريخية من أجل السلام. عندما دخل هذه السيارة البيضاء ماركة تويوتا، وغادر مكتبه، استسلمت معظم قياداته. اتخذ هو نفسه قراراً في تلك اللحظة بالاختفاء في أرض جده. لم أعرف شيئاً حول إخفاء السيارة، لكني متأكدةٌ أنهم لم يشعروا بالأمان قط… لأنه بعد مدة وجيزة بدأت ملاحقة عناصر طالبان المستسلمة، ولذا دفن السيارة واختبأ".