نشر الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، الأسبوع الجاري، مقطع فيديو ساخر يظهر فيه بجانب شخص يحاكي فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو يوقع وثيقة الاستسلام.
في الفيديو الذي نشره قديروف، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يظهر شخص يشبه زيلينسكي ببدلته الشهيرة بلونها الأخضر أو الزيتي العسكري.
وحاكى الفيديو توقيع زيلينسكي على وثيقة استسلام، بينما يضع قديروف يده على كتف الشخص الذي حاول جاهداً تقليد زيلينسكي وحركاته وحتى صوته.
إضافة لذلك، يبدو أن قديروف استمتع بجعل نسخة زيلينسكي تردد عبارة "أخمات سيلا"، التي تعني "الوحدة الشيشانية الخاصة".
كما أظهره وهو يوقع وثيقة استسلام "غير مشروط" لكامل القوات المسلحة الأوكرانية "براً وبحراً وجواً"، وإزالة الحركة النازية بالكامل في غضون شهر من التوقيع.
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، والرئيس الشيشاني ينشط باستمرار على قناته في تلغرام لينقل لجمهوره مجريات المعارك التي "تسير كما تريد روسيا"، حسب قديروف.
قديروف ناشط في الحرب النفسية
ويعرض قديروف على قناته لقطات لأفراد قواته وهم يطلقون النار في كل مكان، ولأسرى أوكرانيين راكعين بنظرات هائمة، أو يتم جرهم وسط جثث من قبل أفراد الميليشيا سيئة السمعة التابعة له، المنتشرة إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
ويصف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، قديروف، بالابن الانفصالي الشيشاني الذي أصبح موالياً للروس. وهو يتمتع بحماية فلاديمير بوتين، ويُتهم باستمرار بارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان.
وقد ظهر بنفسه في منتصف مارس/آذار في صورة وسط نحو 30 رجلاً مسلحاً في مكان قال إنه ماريوبول.
ويؤكد قديروف أيضاً أنه وجد و"عاقب بنفسه أوكرانيّاً عذب مواطناً روسياً". أما رجاله فيعرضون بفخر "غنائمهم" وهم جنود أوكرانيون جرحى وتغطيهم الدماء، كما تقول الوكالة الفرنسية.
من جهتها، تقول أوريلي كامبانا، المتخصصة في العنف السياسي في جامعة لافال في كندا، إنه في "الحرب النفسية" المحتدمة يشكل "الإعلان عن دخول قوات قديروف الحرب والدعاية التي تحيط بها، جزءاً من هذا الجهد لزعزعة العدو".
وكتبت كامبانا في تحليل على موقع "The Conversation" الإلكتروني: "إنهم معروفون بوحشيتهم"، لذلك "فالحديث عن استخدام القوات الشيشانية هدفه إثارة الخوف بين السكان الأوكرانيين".