قامت الشرطة الهندية اليوم السبت 2 يوليو/تموز 2022 باعتقالات جديدة في قضية إعدام خياط هندوسي في راجاستان، وهي جريمة قتل فاقمت التوتر بين الأغلبية الهندوسية والأقلية المسلمة، وأدت إلى قمع احتجاجات وقطع الإنترنت لمنع تصاعد التوتر.
إذ قال رجلان مسلمان، تم اعتقالهما بالفعل بتهمة الضلوع في عملية الإعدام عبر تصويره ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه جاء رداً على دعم الخياط لتصريحات مسيئة للنبي محمد أدلت بها مسؤولة سياسية.
وقيل إن الضحية كانهايا لال تيلي نشر منشوراً على وسائل التواصل الاجتماعي يدعم المتحدثة السابقة باسم الحزب الحاكم التي أدلت بتصريحات معادية للإسلام في مايو/أيار.
مسلمان آخران
من جانبهم، قال ثلاثة من كبار مسؤولي الشرطة اليوم السبت، إن مسلمَين آخرَين في الولاية الشمالية الغربية محتجزان بتهمة التخطيط لقتل تيلي الأسبوع الماضي في متجره في أودايبور، وهي مقصد سياحي شهير.
المسؤول الكبير في شرطة أودايبور برافولا كومار، قال أيضاً: "ألقينا القبض الآن على العقلين المدبرين، وقبل ذلك اعتقلنا رجلين ارتكبا الجريمة البشعة".
وأضاف كومار أنه تمت إعادة خدمات الإنترنت بشكل تدريجي وإن قوات الأمن لا تزال في حالة تأهب بعد جريمة القتل التي ارتكبها مسلمان تم اعتقالهما قاما بتصوير العملية ونشرها على الإنترنت.
بينما صرح قضاة من المحكمة العليا في الهند، يوم الجمعة، بأنه لا بد من اعتذار المتحدثة السابقة نوبور شارما للشعب بأكمله، بعد أن أدت تصريحاتها إلى تفاقم الانقسامات الدينية في الهند وإثارة غضب الدول الإسلامية وخلافات دبلوماسية.
عنف ضد المسلمين في الهند
من جهة أخرى، حاولت السلطات الهندية تخفيف وطأة التداعيات الدولية الناجمة عن التصريحات المثيرة للجدل حول النبي محمد، والتي صدرت عن مسؤول كبير في الحزب الحاكم، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع عدد من الدول الإسلامية.
لكن أقدمت السلطات مؤخراً داخل البلاد على هدم منزل عائلة مسلمة بارزة- على غرار ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين- استعراضاً للقوة أمام هذه الأقلية الدينية في الهند، بحسب تقرير لقناة فرانس 24.
يروي محمد أومام، كيف شاهد بعد ظهر الأحد الماضي، في خوف وقلق، الدراما التي نقلتها كاميرات التلفزيون من منزل عائلته بولاية أوتار براديش شمالي الهند. بدأت الأحداث بتحرك وانتشار هائل لضباط الشرطة في محيط المنزل، وكانوا يرتدون سترات أمنية، بعضها مموهة، في حين كانت فرق الأخبار تسجِّل الحدث الذي تم نقله على الهواء مباشرة.
وصلت لاحقاً الجرافات، وأبقت الشرطة الصحفيين على مسافة آمنة، وظهرت جرافة صفراء عند بوابة منزل الأسرة لتهدم الجدار الخارجي، قبل أن تخترق المبنى المكون من طابقين، فكسرت الجدران، كما أكملت إزالة القضبان المعدنية الملتوية الناجمة عن الهدم من الطريق.
"هُدم كل شيء في ظرف ساعتين، كان هذا منزلنا الوحيد، شاهدت كل ذلك على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام، التي أسهمت في نشر ادعاءات السلطات. نحن الآن بلا مأوى، كل ما بناه والدي تحطم في ساعتين".
قال محمد أومام بنبرة مرتجفة وحزينة، خلال محادثة هاتفية مع فرانس24، بعد يوم من هذه العملية: "كان الأمر مؤلماً جداً، ليس لدي كلمات لأشرح ذلك".