قالت صحيفة إلبايس الإسبانية إن تدفق الغاز من مدريد إلى الرباط بدأ الثلاثاء 28 يونيو/حزيران 2022، عبر إسبانيا، وذلك من "مورد مجهول الهوية".
ووفقاً للصحيفة، فإن الغاز الذي يشتريه المغرب ينقل إلى مصنع إسباني لتحويله إلى مسال قبل ضخه في الأنبوب "المغاربي".
وتشير السلطات الإسبانية إلى أن هذا الغاز، "إدراكاً منها لحساسية المسألة"، لا يأتي من الجزائر.
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، توقفت الجزائر عن إمداد إسبانيا بالغاز عن طريق المغرب، عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بشأن قضية الصحراء الغربية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، حذرت الجزائر مدريد من إعادة تصدير إمدادات الغاز الجزائري إلى جارتها، بعد أن أكدت وزيرة الطاقة، تيريزا ريبيرا، خططاً بالتزود عكسياً بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب.
وتأتي شحنة الغاز إلى المغرب في إطار اتفاقيات تطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد التي تم الكشف عنها في مارس/آذار الماضي.
ولضمان عدم وصول الغاز الجزائري إلى المغرب، تقوم شركة "إيناغاس"، بصفتها المدير التقني لنظام الغاز، بالتحقق من منشأ ناقلة الغاز الطبيعي المسال بالغاز الذي اشتراه المغرب، وبعد تفريغها، تصدر شهادة تحتوي على البيانات ذات الصلة: مرجع السفينة، المنشأ، المسوق، الحجم الذي تم تفريغه، من بين أمور أخرى.
ورغم عدم استخدامه لمدة ثلاثة أشهر، فإن خط الأنابيب المغاربي "بحالة ممتازة"، وفق ما نقلت الصحيفة.
"ليس من أصل جزائري"
ويوم الأربعاء، أظهرت بيانات من شركة إيناغاس التي تدير شبكة الغاز في إسبانيا، أن الغاز الطبيعي بدأ يتدفق من إسبانيا باتجاه المغرب عبر خط أنابيب كان قد توقف عن الضخ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وسط خلاف دبلوماسي بين المغرب والجزائر.
إذ قال متحدث باسم إيناغاس إن "عملية التصديق تضمن أن هذا الغاز ليس من أصل جزائري".
وعلى أثر الخلاف بين الجارتين، بدأت شركات إسبانية عملاقة إثارة المخاوف من تداعيات ملموسة وكبيرة على مصالحها في الجزائر؛ بسبب قرار الأخيرة تعليق معاهدة الصداقة التي تجمعها بإسبانيا منذ 20 عاماً، نتيجة دعم مدريد لخطة المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.
موقع Africa Intelligence الفرنسي قال، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2022، نقلاً عن مصادر خاصة، إنه من شبه المؤكد أن تطال الخطوات الانتقامية التجارية والاقتصادية عملاق خدمات النفط الإسباني شركة Técnicas Reunidas (تكنيكاس ريونيداس) أولاً.
كانت الشركة، التي يقع مقرها في مدريد، قد أبرمت، في يناير/كانون الثاني 2020، اتفاقاً مع شركة "سوناطراك" الجزائرية كان يمثل العقد الأكبر الذي تحصل عليه شركة إسبانية في الجزائر.