كشف برنامج فحص طبي أجرته الصين في عموم البلاد، أن تشوهات العمود الفقري أصبحت ثالث أكثر المشكلات الصحية شيوعاً لدى الأطفال والمراهقين الصينيين، بعد السمنة وقصر النظر.
صحيفة The Times البريطانية قالت الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2022، إن الخبراء ذكروا أن الجلوس بطرق خاطئة لساعات طويلة من أجل الدراسة، ودروس الرقص القاسية، أصابت ملايين الأطفال الصينيين بمشكلات حادة في الظهر.
التشخيص الطبي خلص إلى إصابة نحو خمسة ملايين تلميذ صيني بمشكلات في العمود الفقري، ويقول متخصصو الصحة إن ذلك ستكون له تداعيات على توازن الأطفال العضلي، وآثار ضارة على التنفس ووظائف القلب، وقد تؤدي إلى الشلل.
من جانبه، قال خه شياودان، وهو طبيب بمدينة هانغتشو الواقعة في شرق الصين، لتلفزيون الصين المركزي، إن أحد أبرز أسباب هذه المشكلات هو الجلوس بطرق خاطئة ساعاتٍ طويلة.
تشير بعض التقديرات إلى أن الطالب الصيني يتجاوز ساعات اليوم الدراسي العادي بالجلوس نحو 2.82 ساعة في المتوسط يومياً لأداء الواجبات المنزلية، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي.
أوضح شياودان أنه "بسبب ضغوط الدراسة والامتحانات، يجلس الأطفال هذه الأيام ساعات أكثر من المعتاد، وإذا كانوا يجلسون بطرق خاطئة، فإن ذلك يؤدي إلى اختلال في توازنهم العضلي، وتشوهات في العمود الفقري".
علاوة على ذلك، قالت وسائل إعلام محلية إن الفتيات أكثر عرضة للإصابة بالجنف (ميلان جانبي في العمود الفقري) من الفتيان، وغالبية المصابين به بين التلاميذ ممن تلقوا دروساً في الرقص.
يعزو الطبيب شياودان ذلك إلى احتمال وجود طرق خاطئة يستخدمها معلمو الرقص، ويتخذ فيها الأطفال حركات جسم خاطئة، ثم يؤدي ذلك شيئاً فشيئاً إلى اعوجاج العمود الفقري.
بدورها أصدرت لجنة الصحة الوطنية الصينية إرشادات عامة للوقاية من "الجنف" بين الشباب في البلاد، ويشمل ذلك الفحص المبكر لجميع الطلاب للكشف عن تشوهات العمود الفقري.
إضافة إلى ذلك، تحاول الحكومة الصينية إضفاء مزيد من التوازن على حياة الطلاب وتقليل ساعات الدراسة الطويلة، إذ أعلنت السلطات العام الماضي إلغاء الواجبات المنزلية المكتوبة لطلاب الصفين الأول والثاني.
كذلك أقرت السلطات بألا تزيد ساعات الواجب المنزلي لطلاب الصف الثالث إلى السادس على ساعة واحدة، وألا تزيد لطلاب الصف السابع إلى التاسع على 90 دقيقة.
ومع ذلك، لم ترد أخبار تشير إلى نجاح هذه القرارات في تقليل ساعات الدراسة للأطفال، لأن أغلبهم يلتزم تقاليد الطموح المعتادة والحرص على الالتحاق بالجامعات المتميزة.