أثار مقتل رجل هندوسي على يد رجلين مسلمين، في ولاية راجستان شمالي الهند، الثلاثاء 28 يونيو/حزيران 2022، توترات دينية في المنطقة، حيث قطع الرجلان المسلمان رأس خياط يدعى كانهاي لال، من منطقة أودايبور، وصوّرا الجريمة ونشراها على الإنترنت.
موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال إن الرجلين زعما أنهما أقدما على هذا الفعل انتقاماً من الضحية، لتأييده تصريحات سابقة مثيرة للجدل أدلت بها سياسية بارزة في الهند، واعتبرت مسيئة للنبي محمد.
بينما قالت وكالة رويترز، الأربعاء 29 يونيو/حزيران، إن الشرطة في ولاية راجاستان الهندية حظرت التجمعات العامة، وعلقت خدمة الإنترنت خشية اندلاع عنف ديني، بعد أن بث اثنان من المسلمين تسجيلاً مصوراً يعلنان فيه مسؤوليتهما عن قتل رجل هندوسي.
بينما قال هاوا سينغ جوماريا، المسؤول البارز بشرطة الولاية الواقعة في شمال غربي الهند لرويترز الأربعاء: "لدينا أوامر صارمة بمنع أي شكل من أشكال الاحتجاجات أو المظاهرات المزمعة لإدانة عملية القتل"، وأضاف أن الجريمة ترددت أصداؤها في مختلف أرجاء البلاد.
فيما وصف جوماريا قتل كانهايا لال في محل الخياطة الخاص به في مدينة أوديابور بأنه "عمل إرهابي"، وقال إن السلطات تحقق مع اثنين من المشتبه بهم.
كما قالت السلطات إنها علقت خدمة الإنترنت في عدة مناطق من ولاية راجاستان، لمنع تداول التسجيل المصور الذي نشره المتهمان على مواقع التواصل الاجتماعي.
في تسجيل مصور آخر هدد أحد المهاجمين رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مؤكداً أن سيوفهم ستنال منه هو الآخر، ولم يعلق مودي على الأمر.
عنف ضد المسلمين في الهند
من جهة أخرى، حاولت السلطات الهندية تخفيف وطأة التداعيات الدولية الناجمة عن التصريحات المثيرة للجدل حول النبي محمد، والتي صدرت عن مسؤول كبير في الحزب الحاكم، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع عدد من الدول الإسلامية.
لكن أقدمت السلطات مؤخراً داخل البلاد على هدم منزل عائلة مسلمة بارزة- على غرار ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين- استعراضاً للقوة أمام هذه الأقلية الدينية في الهند، بحسب تقرير لقناة فرانس 24.
يروي محمد أومام، كيف شاهد بعد ظهر الأحد الماضي، في خوف وقلق، الدراما التي نقلتها كاميرات التلفزيون من منزل عائلته بولاية أوتار براديش شمالي الهند. بدأت الأحداث بتحرك وانتشار هائل لضباط الشرطة في محيط المنزل، وكانوا يرتدون سترات أمنية، بعضها مموهة، في حين كانت فرق الأخبار تسجِّل الحدث الذي تم نقله على الهواء مباشرة.
وصلت لاحقاً الجرافات، وأبقت الشرطة الصحفيين على مسافة آمنة، وظهرت جرافة صفراء عند بوابة منزل الأسرة لتهدم الجدار الخارجي، قبل أن تخترق المبنى المكون من طابقين، فكسرت الجدران، كما أكملت إزالة القضبان المعدنية الملتوية الناجمة عن الهدم من الطريق.
"هُدم كل شيء في ظرف ساعتين، كان هذا منزلنا الوحيد، شاهدت كل ذلك على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام، التي أسهمت في نشر ادعاءات السلطات. نحن الآن بلا مأوى، كل ما بناه والدي تحطم في ساعتين".
قال محمد أومام بنبرة مرتجفة وحزينة، خلال محادثة هاتفية مع فرانس24، بعد يوم من هذه العملية: "كان الأمر مؤلماً جداً، ليس لدي كلمات لأشرح ذلك".