أعلنت سريلانكا، المتأزمة مالياً، وقف جميع مبيعات الوقود، باستثناء الخدمات الأساسية لمدة أسبوعين، ودعت إلى الإغلاق الجزئي مع تفاقم أزمتها الاقتصادية غير المسبوقة حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وتواجه الدولة الواقعة في جنوب آسيا أسوأ انهيار اقتصادي لها منذ حصولها على الاستقلال عن بريطانيا عام 1948، ولم تتمكن حتى من تمويل وارداتها من الضروريات منذ أواخر العام الماضي.
ومع وصول احتياطيات الوقود إلى الحضيض، حتى إنَّ الإمدادات بالكاد تكفي ليوم واحد فقط، قال المتحدث باسم الحكومة، باندولا غوناواردانا، إنَّ حظر المبيعات يهدف إلى توفير البنزين والديزل في حالات الطوارئ، فيما حثّ المتحدث القطاع الخاص على السماح للموظفين بالعمل من المنزل لتوقف وسائل النقل العام.
وقال غوناواردانا، في بيان مسجل مسبقاً: "اعتباراً من منتصف ليل اليوم، الثلاثاء 28 يونيو/حزيران، لن يباع أي وقود باستثناء الضروري للخدمات الأساسية مثل القطاع الصحي؛ لأننا نريد الحفاظ على الاحتياطيات القليلة التي لدينا" واعتذر للمستهلكين عن النقص: "نأسف للإزعاج الذي تسبب به ذلك للناس".
وتواجه البلاد أيضاً ارتفاعاً قياسياً من التضخم وانقطاعاً مطولاً للتيار الكهربائي، وقد ساهم كل ذلك في شهور من الاحتجاجات- كانت عنيفة في بعض الأحيان- والتي دعت الرئيس، غوتابايا راجاباكسا، إلى التنحي.
في الأسبوع الماضي، أُغلِقَت جميع المدارس الحكومية وعملت مؤسسات الدولة بالحد الأدنى اللازم من الموظفين لتقليل التنقل والحفاظ على النفط.
كان من المفترض أن ينتهي إغلاق القطاع الحكومي هذا الأسبوع، لكن الحكومة مدته حتى 10 يوليو/تموز، عندما وعد المتحدث باسم الحكومة، باندولا غوناواردانا، باستعادة إمدادات الوقود.
يوم الأحد 26 يونيو/حزيران، وعدت الحكومة بأنها ستطبق نظاماً رمزياً لتوزيع مخزونات الوقود المحدودة، لكنها فشلت في إطلاقه.
واصطفت طوابير طويلة خارج محطات الضخ القليلة التي لا تزال بها إمدادات في وقت تسعى تسعى سريلانكا حالياً للحصول على النفط الرخيص من روسيا وقطر.
في وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت الأمم المتحدة استجابة طارئة للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في الجزيرة، لإطعام آلاف النساء الحوامل اللائي كن يواجهن نقصاً في الغذاء.
وقالت الأمم المتحدة إنَّ أربعة من كل خمسة أشخاص في سريلانكا بدأوا في التخلي عن بعض وجبات الطعام لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها، محذرة من "أزمة إنسانية حادة" تلوح في الأفق حيث يحتاج الملايين إلى المساعدة.
إضافة إلى ذلك، تخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار في أبريل/نيسان، وهي تجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل إنقاذها.