يوم 23 يونيو/حزيران 2022، أطيح بأقوى رجل أمني في إيران من منصبه، حسين طائب، رئيس منظمة استخبارات الحرس الثوري، بعد 13 عاماً قضاها الرجل في منصبه، وتم تعيين الجنرال محمد كاظمي، أحد كبار قادة الحرس الثوري، بدلاً منه.
ولأن رجل الدين حسين طائب يعد من أقوى وأهم الشخصيات الأمنية في إيران، كما يعرف بقربه وصداقته القوية للغاية مع مجتبي خامنئي، النجل الثاني للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، فقد أثار خبر الإقالة من منصبه الحساس والمهم الكثيرَ من التساؤلات، خاصة بعد تزايد الهجمات والاغتيالات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية.
فشل حسين طائب أمام الهجمات الإسرائيلية
لم يتوقع أحد داخل إيران أن يأتي اليوم الذي تتم فيه إقالة الرجل الذي يثير اسمه الرعب في نفوس الكثيرين؛ لكن بحسب مسؤولين أمنيين تحدثوا لـ"عربي بوست"، فإن مسألة إقالة حسين طائب كانت على طاولة المفاوضات منذ أشهر قليلة بالفعل.
يقول مصدر مقرب من مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، لـ"عربي بوست": "أمر إقالة حسين طائب جاء مباشرة من السيد خامنئي، بعد مشاورات عديدة مع عدد من قادة الحرس الثوري، وإقالته أصبحت حقيقة يجب التعامل معها".
منذ سنوات طويلة، وإيران وإسرائيل متورطتان في حرب سرية، لكن في الآونة الأخيرة خرجت هذه الحرب عن النطاق المتعارف عليه بين البلدين، وبدأت إسرائيل سلسلة من الهجمات والاغتيالات التي طالت كبار القادة في الحرس الثوري، والعلماء النوويين، وامتدت لتصل إلى المسؤولين عن البرنامج الدفاعي الصاروخي الإيراني.
يقول مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى لـ"عربي بوست": "حسين طائب مسؤول عن العديد من الأجهزة الاستخباراتية بشكل غير مباشر سواء داخل الحرس الثوري أو خارجه، والعمل ضد منع الهجمات والاغتيالات الإسرائيلية من صميم عمله، في الماضي، نجح من خلال شبكته الاستخباراتية في صد العديد من الهجمات الإسرائيلية، لكن في الأشهر الأخيرة، لم تكن الأمور على ما يرام".
بعد اغتيال إسرائيل، الشهر الماضي، لحسن صياد خدائي، المسؤول عن نقل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى وكلاء إيران في المنطقة، وهو أيضاً قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تمت إحالة حسين طائب إلى التحقيق، بحسب مسؤولين أمنيين إيرانيين تحدثوا لـ"عربي بوست".
يقول مصدر مقرب من الحرس الثوري لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "طلب العديد من كبار قادة الحرس الثوري بشكل مباشر من السيد خامنئي بدء التحقيق مع حسين طائب، في تحرك نادر ضده". ولم يرغب المصدر في التحدث عن نتائج التحقيق، أو ما الذي جرى خلال التحقيق.
بعد اغتيال جهاز الموساد الإسرائيلي لحسن صياد خدائي، توالت الاغتيالات الإسرائيلية بحق قادة في الحرس الثوري الإيراني، وفي الآونة الأخيرة وبحسب مسؤولين أمنيين إيرانيين تحدثوا لـ"عربي بوست"، فإن إسرائيل نفذت في الأسابيع الماضية عمليات اغتيال بحق عشرات العاملين في مجال الفضاء الإلكتروني التابع للحرس الثوري الإيراني.
لكن كانت الطامة الكبرى التي ربما كانت السبب في الإطاحة بحسين طائب من منصبه كرئيس لمنظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني، هي هجوم بطائرة بدون طيار استهدف موقعاً عسكرياً تابعاً للحرس الثوري، يقال إنه خاص بتصنيع الصواريخ الباليستية، ومقتل العديد من المهندسين العاملين في الموقع.
يقول مصدر أمني إيراني مقرب من الحرس الثوري لـ"عربي بوست": "بعد هذه الحادثة، التي هي تكرار لهجوم بطائرة بدون طيار داخل الأراضي الإيرانية، قرر خامنئي إقالة حسين طائب".
وأشار المصدر إلى أن حسين طائب فشل أيضاً في الآونة الأخيرة في الانتقام من الهجمات الإسرائيلية، فيقول لـ"عربي بوست": "في الأسابيع الأخيرة كان من المفترض العمل على خطة انتقام للهجمات الإسرائيلية، من خارج إيران، لكن على ما يبدو فإن حسين طائب فشل في تنفيذها".
تجدر الإشارة هنا إلى أنه قبل إقالة حسين طائب بأيام قليلة، اتهمت إسرائيل الرجل بالتخطيط لتنفيذ اغتيالات بحق سياح إسرائيليين في تركيا، وأعلنت السلطات التركية القبض على خمسة إيرانيين يشتبه في تخطيطهم لاغتيال سياح إسرائيليين.
أسباب داخلية لإقالة حسين طائب
وفي طريق البحث عن أسباب الإطاحة بأقوى شخصية أمنية في إيران، تبين أن هناك العديد من الأسباب الداخلية لإقالة حسين طائب، بالإضافة إلى فشله الأخير في مواجهة الهجمات والاغتيالات الإسرائيلية.
يقول محلل وباحث سياسي مقرب من مكتب المرشد الأعلى، لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم الإشارة لهويته: "الجميع يعلم أن إقالة حسين طائب كانت بمثابة صدمة في إيران، لكن الأمر لم يتوقف على فشله الأمني في التصدي للهجمات الإسرائيلية، هناك أسباب سياسية هامة جداً بالنسبة للنظام الإيراني".
يقول المصدر ذاته، إن حسين طائب لم يكن فقط رجلاً أمنياً، ولكنه لعب دوراً سياسياً كبيراً في تصفية المعارضين الداخليين للجمهورية الإسلامية، والتخلص من أي صوت معارض داخل السياسية الإيرانية.
وأشار المصدر السابق إلى وجود صراع داخل الحرس الثوري الإيراني، بخصوص المرحلة السياسية القادمة في إيران. في هذا الصدد، يقول مصدر مقرب من الحرس الثوري لـ"عربي بوست"، إن "حسين طائب له نفوذ قوي، يمتد عبر العديد من المعسكرات الأمنية والسياسية في إيران، وقادة الحرس الثوري مهتمون الآن بالتخطيط لمرحلة ما بعد خامنئي، وعلى ما يبدو فإن الإطاحة بحسين طائب من ضمن هذا التخطيط".
في الآونة الأخيرة، تورط حسين طائب في الصراع السياسي بين الأصوليين بشأن عمل حكومة الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي، والصراع بين الرئيس ورئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف.
بنهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، تم تداول تقارير وصور عما أطلق عليه "فضيحة السفر إلى تركيا"، لابنة وزوجة رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الذي يعتبر حسين طائب الداعم الأساسي له.
تناولت هذه التقارير رحلة عائلة قاليباف إلى تركيا للتسوق وجلب عشرات الحقائب في وسط أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد. خلال هذه الأزمة، ظهر مقطع صوتي مسرب لحسين طائب، اطلع عليه "عربي بوست"، وهو يتهم صهر الرئيس الإيراني بتسريب هذه الصور ومعلومات الحقائب التي جلبتها أسرة قاليباف من تركيا.
قال حسين طائب في التسريب الصوتي المسرب: "إن ميثم نيللي، صهر إبراهيم رئيسي، هو الذي سرب المعلومات إلى وسائل الإعلام". تجدر الإشارة هنا إلى أن صهر الرئيس الإيراني، ميثم نيللي، يتولى رئاسة موقع "جماران" الإخباري.
تجدر الإشارة هنا إلى أن صراعاً اندلع بين رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، إثر خطة الحكومة الإيرانية لتعديل الدعم ورفع أسعار بعض السلع الغذائية الأساسية.
يقول المحلل السياسي المقرب من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، لـ"عربي بوست": "هناك صراع محتدم بين التيارات الأصولية، خاصة مع التخطيط لمرحلة ما بعد خامنئي، حسين طائب يقف ضد العديد من المعسكرات الأصولية، التي تدعم إبراهيم رئيسي وترشحه لخلافة خامنئي، كما أنه يواجه التيارات المعتدلة".
لذلك فإن الإطاحة به في هذا التوقيت الحساس، سواء داخلياً أو خارجياً، تشير لرغبة قوية من القيادات العسكرية والسياسية في إعادة ترتيب أوراق النظام.
من هو حسين طائب؟
حسين طائب، ويقال إن اسمه الحقيقي حسن طائب، وإن اسم حسين هو لأخيه الذي قتل في الحرب العراقية- الإيرانية في الثمانينات، هو رجل دين، تقلد العديد من المناصب الأمنية داخل إيران، حتى وصل لمنصب نائب وزير المخابرات.
وتجب الإشارة هنا إلى أن وزارة المخابرات تخضع لإشراف رئيس الجمهورية الإيرانية والبرلمان، أما منظمة استخبارات الحرس الثوري، التي أصبح حسين طائب رئيسها فيما بعد، فهي منظمة أمنية استخباراتية منفصلة تخضع لإشراف المرشد الأعلى مباشرة.
وبحسب المسؤولين الإيرانيين الذين تحدثوا لـ"عربي بوست"، فقد أثار حسين طائب أثناء عمله في وزارة المخابرات الكثير من المشاكل، لدرجة أنه رفع دعوى قضائية ضد مهدي هاشمي رفسنجاني، ابن علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان رئيساً للجمهورية الإسلامية (1989-1997)، وهو ما تسبب في طرده من منصبه.
يقول مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "كان حسين طائب مزعجاً أثناء عمله في وزارة المخابرات، وكان يعمل بشتى الطرق للوقيعة بين هاشمي رفسنجاني وخامنئي. زادت الأمور تعقيداً عندما دبر حسين طائب تهمة لمهدي رفسنجاني، واتهامه بالتجسس لصالح الغرب، فطرده رفسنجاني من منصبه"، على حد تعبيره.
وبحسب المصدر ذاته، بعد إقالة حسين طائب، أو طرده كما استخدم المصدر هذا المصطلح، من وزارة الاستخبارات، فقد ضمه المرشد الأعلى إلى مكتبه الخاص، وعمل كنائب منسق بين مكتب آية الله علي خامنئي والمؤسسات الأمنية الأخرى.
علاقته القوية بنجل خامنئي
في فترة عمله في مكتب المرشد الأعلى، توطدت العلاقة بين حسين طائب، ونجل المرشد مجتبي خامنئي، الذي يقال إنه يتحكم في العديد من الأمور داخل إيران.
يقول مصدر مقرب من القيادة العليا في طهران لـ"عربي بوست"، إن "حسين طائب ومجتبي خامنئي كانا هما السبب وراء فوز أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية".
وبحسب المصدر ذاته، فإن مجبتي خامنئي بمساعدة حسين طائب، الذي كان يعرف حينها باسم "ميثم طائب"، هما اللذان قررا ترشيح محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية لعام 2005، بالرغم من الكثير من الانتقادات الموجهة لهذا الترشيح من قِبل التيارات الأصولية المختلفة في البلاد.
واستطاع الرجلان تنفيذ خطتهما، وحصل محمود أحمدي نجاد على منصب الرئيس. يقول المصدر المقرب من القيادة العليا في طهران، لـ"عربي بوست": "كان من المفترض أن يتم تعيين حسين طائب رئيساً لوزارة المخابرات في حكومة أحمدي نجاد، لكن الأخير رفض هذا التعيين".
وفي هذا السياق، يقول مصدر مقرب من محمود أحمدي نجاد، عن رفضه تعيين حسين طائب في منصب وزير المخابرات، لـ"عربي بوست": "أحمدي نجاد كان لا يحب حسين طائب، وكان غير راضٍ عن أدائه الأمني الداخلي في كثير من الأحيان، لذلك رفض تعيينه، ووصفه بأنه شخص مثير للمتاعب".
أراد مجتبي خامنئي مكافأة حسين طائب، فسعى إلى تعيينه قائداً لقوات الباسيج، وهي قوات شبه عسكرية، تتكون من المتطوعين المدنيين الذكور والإناث، ولديها أنشطة مدنية مختلفة مثل: حفظ الأمن الداخلي، وتنظيم الاحتفالات الدينية والرسمية، ومساعدة الحكومة في توفير الخدمات العامة للشعب.
وبالفعل، في عام 2007، أصبح حسين طائب رئيساً لمنظمة الباسيج. يقول مصدر أمني من منظمة الباسيج لـ"عربي بوست": "لعب حسين طائب دوراً محورياً في إعادة هيكلة وتنظيم قوات الباسيج؛ مما مهد لدوره الكبير في منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري".
سطع نجم حسين طائب من خلال دوره كرئيس لمنظمة الباسيج، خاصة مع اندلاع الاحتجاجات الواسعة النطاق في عام 2009، أو ما يعرف باسم "الحركة الخضراء"، التي تلت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في نفس العام.
استطاع حسين طائب قمع الاحتجاجات المدنية؛ مما عمل على تقوية صورته الأمنية لدى القيادة العليا، وفي سبتمبر/أيلول 2009، أجريت العديد من التغييرات على الهيكل الاستخباراتي للحرس الثوري، وتحولت الاستخبارات التي كانت مجرد فرع صغير إلى منظمة دقيقة، وأصبح حسين طائب رئيساً لها.
لأول مرة، قائد عسكري لمنظمة استخبارات الحرس الثوري
جرى العرف في إيران على أن يتولى رجال الدين المناصب الأمنية والاستخباراتية العليا، لكن على غير المعتاد، تم تعيين الجنرال محمد كاظمي، رئيس منظمة حماية استخبارات الحرس الثوري، خلفاً لحسين طائب.
لا توجد الكثير من المعلومات عن الجنرال محمد كاظمي، كما أنه نادر الظهور إعلامياً، أو حتى تداول اسمه وصوره في وسائل الإعلام الإيرانية. يقول مصدر مقرب من الحرس الثوري لـ"عربي بوست"، إن "تعيين قائد من الحرس الثوري رئيساً لمنظمة استخبارات الحرس الثوري كان بناء على رغبة من كبار قادة الحرس الثوري، وقد وافق السيد خامنئي على هذا الطلب".
هنا يجب توضيح العديد من الأمور؛ هناك ثلاث منظمات أمنية تابعة للحرس الثوري، تؤدي المهام الأمنية والاستخباراتية كأقسام فرعية للحرس الثوري، غالباً ما يتم الخلط بين هذه المؤسسات الثلاث في وسائل الإعلام الإيرانية أو الأجنبية.
تنقسم هذه المنظمات إلى: منظمة استخبارات الحرس الثوري، وهي منظمة تم تأسيسها في أواخر عام 2009، وقبل تأسيسها كانت عبارة عن فرع استخباراتي صغير خاص بالحرس الثوري. منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري على عكس وزارة المخابرات، لا تكون مسؤولة أمام رئيس الجمهورية أو البرلمان الذي لا يمكنه استدعاء رئيسها للاستجواب، لكن في نفس الوقت يوجد تدخل لمنظمة استخبارات الحرس الثوري في وزارة المخابرات.
المنظمة الثانية هي منظمة حماية استخبارات الحرس الثوري، وهي مؤسسة استخباراتية داخلية، تعمل داخل الحرس الثوري فقط، ومن ضمن مهامها، مكافحة التجسس داخل الحرس الثوري، ومنع ظهور تيارات معادية لأيديولوجية الحرس الثوري داخل الحرس، ومنع خروج المعلومات السرية خارج الحرس الثوري، والمراقبة الأمنية والسياسية لجميع قادة وأفراد الحرس الثوري.
والمنظمة الأخيرة هي منظمة حماية الحرس الثوري: وتلعب هذه المنظمة دوراً بعيداً عن الأمن والاستخبارات، فهي مسؤولة عن حماية المطارات المدنية، وحماية كبار المسؤولين الحكوميين، وقادة الجمهورية الإسلامية.
بالعودة إلى الجنرال محمد كاظمي، يقول المصدر المقرب من الحرس الثوري لـ"عربي بوست"، إن "محمد كاظمي من أهم قادة الحرس الثوري، ومقرب للغاية من السيد خامنئي شخصياً، لذلك عندما تم ترشيح اسمه من قبل القائد الأعلى للحرس الثوري، وافق السيد خامنئي على الفور".
الكثير من الشائعات حول حسين طائب
بعد إعلان إقالة حسين طائب، تم تداول عشرات الشائعات بخصوص الرجل على مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة باللغة الفارسية أو في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.
تقول إحدى هذه الشائعات إن حسين طائب قد تعرض لمحاولة اغتيال إسرائيلية فاشلة، وتم نقله على إثرها لأحد المستشفيات التابعة للحرس الثوري. كما أشيع أيضاً أن حسين طائب قد تم تجنيده من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، وعندما كشف أمره تمت الإطاحة به.
في هذا الصدد، يقول مسؤول أمني إيراني لـ"عربي بوست" إن "كل هذه الشائعات محض هراء، حسين طائب في منزله، ويتمتع بصحة جيدة، ظهرت هذه الشائعات بسبب صدمة خبر إقالته".
كما تم تداول أخبار تفيد بأن القيادة العليا الإيرانية تجهز حسين طائب لتولي منصب أمني أكبر من منصبه السابق، لذلك تمت إقالته. في هذا الصدد، يقول المحلل السياسي المقرب من مكتب المرشد الأعلى لـ"عربي بوست": "لو كان يتم تحضيره لمنصب أكبر، كان سيتم تعيينه في هذا المنصب على الفور، لكن في الحقيقة تم تعيينه مستشاراً للقائد الأعلى للحرس الثوري".
تجدر الإشارة هنا إلى أن تعيين المسؤولين الإيرانيين في مناصب استشارية بعد إقالتهم أو استقالتهم من مناصبهم الهامة، مجرد مناصب شرفية لا تمتلك أي صلاحيات، وتعني إنهاء أي مستقبل سياسي أو مهني لهؤلاء المسؤولين.
لكن مصدر مقرب من الحرس الثوري أشار، في حديثه لـ"عربي بوست"، إلى مسألة احتمالية تعيين حسين طائب رئيساً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قائلاً: "الوضع الحالي في إيران يحمل الكثير من المفاجآت والتقلبات، لذلك لا أستبعد أن شائعة تعيين حسين طائب في منصب أمني أكبر وأهم، من الممكن أن تتحقق".
إقالة رئيس قوة حماية المرشد الأعلى
من ضمن التغييرات الأمنية الكبيرة والمفاجئة التي تجريها طهران، كان إعلان المتحدث باسم الحرس الثوري يوم 25 يونيو/حزيران الجاري، إقالة قائد فيلق "حماية ولى الأمر"، وهو الفيلق التابع للحرس الثوري والذي يتولى حماية المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، شخصياً.
كان يشغل هذا المنصب، العميد إبراهيم جباري، المقرب من حسين طائب الرئيس السابق لمنظمة استخبارات الحرس الثوري، واستبداله بالعميد حسن مشروعي فراز.
إلى الآن لم يتم ذكر أي أسباب عن هذا التغيير المفاجئ، لكن مصدراً مقرباً من مكتب المرشد الأعلى قال لـ"عربي بوست" دون الإشارة إلى الأسباب الحقيقية: "هناك خطة أمنية كاملة جديدة يتم العمل عليها في إيران هذه الأيام، ومن الضروري إجراء العديد من التغييرات في القادة الأمنيين"، على حد تعبيره.