أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد 26 يونيو/حزيران 2022، أن مجموعة الدول الصناعية السبع تهدف إلى استثمار 600 مليار دولار بحلول عام 2027 في برنامج البنية التحتية في الدول النامية، وخصوصاً المحيطة بالصين.
وعلى هامش قمة مجموعة السبع المنعقدة في ألمانيا، قال بايدن إن "هذه الاستثمارات الاستراتيجية هي مجالات ذات أهمية حاسمة للتنمية المستدامة، واستقرارنا العالمي المشترك، والصحة والأمن الصحي، والاتصال الرقمي، والمساواة والإنصاف بين الجنسين، والمناخ، وأمن الطاقة".
تستهدف مبادرة البنية التحتية الجديدة البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لتحل محل مشروع الحزام الصيني أو ما يعرف بـ"طريق الحرير الحديث"، والذي من المتوقع أن تصل ميزانيته إلى 10 تريليونات دولار.
أشار بايدن إلى مشاريع البنية التحتية الجارية في هذه المناطق، قائلاً إنه سيتم إجراء استثمارات مهمة في قطاع الصحة من أجل الاستعداد للأوبئة في المستقبل.
منافسة للصين
مبادرة الحزام أو "طريق الحرير" مشروع صيني عملاق أطلقه الرئيس زي جينغ بينغ عام 2013، ويهدف إلى ربط ثلثي دول العالم بشبكة من الطرق والأنفاق الواصلة لبكين.
طريق الحرير هو في الأصل طريق تاريخي كان يمتد من مدينة تشان غان عاصمة الصين في القرن الثاني قبل الميلاد إلى أوروبا عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وظل حتى القرن السادس عشر مستخدماً في التجارة ونقل البضائع الصينية وأشهرها الحرير (ومن هنا جاءت التسمية) إلى باقي مناطق العالم.
وقد تم وضع قسم من هذا الطريق يمتد لـ5000 كلم عبر الصين وكازاخستان وأوزبكستان على لائحة التراث العالمي عام 2014.
طريق الحرير تبنيه شركات صينية بتمويل صيني في صورة قروض، لكنها ليست قروضاً سائلة أو أموالاً تتسلمها الحكومات، بل اتفاقيات توقع عليها حكومة الدولة المقترضة مع بكين للحصول على قرض لتمويل شق طريق أو بناء سكة حديد أو ميناء أو محطة لتوليد الطاقة، بشرط أن يتم التنفيذ من خلال إحدى الشركات الصينية.
أي أن المشروع أو الحزام والطريق هو عبارة عن موجة من التمويل الصيني لمشاريع البنية التحتية حول العالم، وتتولى شركات البناء الصينية التنفيذ، وتم بالفعل تمهيد طرق وبناء سكك حديدية لم تكن لتظهر للوجود لولا الخطة الصينية.
يريد الغرب أن يتميز عن الصين التي استثمرت بكثافة في العديد من البلدان النامية، لبناء بنى تحتية عبر ما يسمى برنامج "طرق الحرير الجديدة".
حيث قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الهجوم الصيني "موجود منذ سنوات وقد ترجم بكثير من المدفوعات النقدية والاستثمارات لكن الوقت لم يفُت بعد" في إشارة إلى مبادرة مجموعة السبع.
وأضاف المصدر نفسه: "من الواضح أن إفريقيا ستكون أولوية رئيسية" للشراكة التي أطلقتها مجموعة السبع، مؤكداً أن أمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، هي أيضاً مناطق "مهمة جداً".