قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت 25 يونيو/حزيران 2022، إن موسكو ستزود بيلاروسيا بأنظمة صواريخ تستطيع حمل رؤوس نووية، فيما قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينك إن عزل ليتوانيا لمقاطعة كالينينغراد الروسية هو في الحقيقة إعلان حرب.
جاء ذلك في اجتماع ضم الزعيمين في سان بطرسبورغ، بثه التلفزيون الروسي، أكد فيه بوتين أن التسليم سيتم في غضون شهور قليلة.
يشار إلى أن "إسكندر-إم" أنظمة صاروخية متحركة موجهة يصل مداها إلى 500 كيلومتر، ويمكن أن تحمل رؤوساً نووية أو تقليدية.
من جانبه، قال لوكاشينكو خلال لقاء جمعه مع بوتين في سان بطرسبورغ: "تتزايد المعلومات في الآونة الأخيرة حول خطة ليتوانيا لوقف نقل البضائع عبر أراضيها من روسيا عبر بيلاروسيا، هذا بمثابة إعلان حرب وغير مقبول في الظروف الراهنة".
أما بوتين فقد قال: "الأمريكيون لديهم 200 رأس نووي تكتيكي مخزنة في 6 دول أوروبية أعضاء في حلف الناتو، وتم تجهيز 257 طائرة لاستخدامها المحتمل، وليس طائرات أمريكية فقط".
وصرح بوتين: "كما اتفقنا معكم، أنتم طرحتم هذه القضية، ونحن اتخذنا قراراً بأنه في غضون الأشهر القليلة المقبلة، سنزود بيلاروسيا بمنظومات صاروخية من طراز "إسكندر-إم"، والتي من المعلوم أنه يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ بالستية ومجنحة، باستخدام الذخيرتين النووية والعادية".
وأكد بوتين أنه ليست هناك حاجة لرد معاكس على الرحلات الجوية التدريبية لطائرات الناتو برؤوس نووية بالقرب من الحدود البيلاروسية.
وقال الرئيس الروسي لنظيره البيلاروسي: "لقد قلت إنه من الممكن الرد بطريقة جوابية معاكسة. هذا ممكن، لكنك وأنا لسنا بحاجة إلى الرد".
هجوم على الناتو
كانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت الجمعة إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" على شفا "صراع مسلح" مع بلادها، وذلك على خلفية ما سمته "الابتزاز النووي" الذي تمارسه دُولُه الأعضاء ضد موسكو.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، قالت فيها إن "عقيدة روسيا النووية تستند فقط إلى مبدأ الردع"، متهمة دول "الناتو" بأنها أعلنت نفسها "تحالفاً نووياً، وتطلق حملات وهجمات ضد موسكو"، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم".
أضافت زاخاروفا أن النهج الذي تسير عليه دول حلف "الناتو" في خضم الأزمة الأوكرانية يجعلها "على شفا نزاع مسلح" مع موسكو، وتابعت: "لم تكن هناك تهديدات نووية، ولم تُسمع من طرف موسكو من قبل، ونهج روسيا يستند فقط إلى منطق الردع حتى في الظروف الحالية".
كانت العلاقات بين روسيا ودول "الناتو" قد توترت بشكل كبير، عقب بدء الهجوم الذي شنته موسكو على أوكرانيا، منذ شهر فبراير/شباط 2022، لا سيما أن دولاً في الحلف أمدّت أوكرانيا بالأسلحة لمواجهة القوات الروسية.
في هذا السياق، قال مسؤول دفاعي أمريكي بارز، الجمعة، لوكالة رويترز، إن روسيا "تحاول دون جدوى اعتراض سبيل الأسلحة الغربية التي تتدفق إلى أوكرانيا"، بما يشمل أنظمة صواريخ أبعد مدى، تأمل كييف أنها ستكون حاسمة في ميدان المعركة.
هوّن المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- من شأن التقدم الذي حققته روسيا في أوكرانيا، وقال إن انسحاب أوكرانيا من سيفيرودونيتسك سيسمح لقواتها باتخاذ مواقع دفاعية أفضل.
كان حاكم منطقة لوغانسك، سيرهي جايداي، قد قال إن أوكرانيا تعمل على سحب قواتها من مدينة سيفيرودونيتسك المدمرة، بعد أسابيع من القصف والقتال في الشوارع، في خطوة ستمثل نصراً كبيراً لروسيا التي تكثف هجومها في الشرق.
من جانبها، قالت موسكو إن قواتها تطوّق نحو ألفي جندي أوكراني في المنطقة، وذكرت وكالة رويترز أنه لم يتسن التحقق بشكل مستقل من أي من تقارير المعركة.