اصطدمت الشخصيات المؤثرة على الإنترنت داخل الصين بـ"جدار الحماية العظيم" للرقابة التي تفرضها بكين، خاصةً وسط عالمٍ تتمتع فيه هذه الشخصيات بتأثيرٍ كبير على ملايين المتابعين، وتعبر عن آرائها الصريحة في عروض البث المباشر، وتجني ثروات طائلة من الإعلانات.
بحسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية السبت 25 يونيو/حزيران 2022، فإن الصين تشهد طفرة في مشاركة مقاطع الفيديو، إذ إأن هناك نحو 617 مليون شخص يشاهدون المؤثرين بشكل منتظم داخل الصين بحلول عام 2020، في صناعةٍ يُقدّر حجمها السنوي بأكثر من 27 مليار دولار.
وحظرت الصين 31 سلوكاً محدداً لا يستطيع المؤثرون قولها، أو فعلها، أو الترويج لها، تشمل تقويض سلطة الدولة، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وتناول الطعام بـ"إفراط" أمام الكاميرا.
من جانبها، قالت وزارة الثقافة إن القانون الجديد سيخلق "مجالاً إيجابياً، وصحياً، ومنظماً، ومتناغماً، ونظيفاً على الإنترنت"، مشيرةً إلى أن مقدمي عروض البث المباشر يتحملون مسؤولية نشر المعرفة، والثقافة، والتجارة. وبالتالي يجب أن يخضعوا لمعايير "احترافية".
فيما طالبت الوزارة جميع مقدمي عروض البث المباشر بتسجيل بياناتهم في الجهات المختصة و"الامتثال الصحيح للتوجه السياسي، وتوجه الرأي العام، وتوجه القيم".
قائمة محظورات طويلة
يُمكن القول إن قائمة المحظورات الطويلة تعكس قواعد الإنترنت في البلاد التي تحظر عموماً نشر محتوى التقويض السياسي، والعنف، والجنس، والمخدرات.
حيث سيُلزم أصحاب مواقع الويب التي تتعامل مع حرف أو مهن، مثل الطب والقانون والتمويل والتعليم، الحصول على رخصة. بينما يتعين على المنصات التي يبثون محتواهم عليها أن تراجع تلك المؤهلات وتحتفظ بسجلات عنها.
ويُحظر على مقدمي عروض البث المباشر ارتداء الملابس، أو وضع المكياج، أو التعليق على الأشياء، أو عرض السلوكيات، أو إظهار ديكورات تصوير تحمل إيحاءات جنسية.
كما يُحظر عليهم أيضاً هدر الطعام، أو عرض محتوى قد يؤدي إلى هدر الطعام. ولا يُسمح لهم بعرض كميات كبيرة من السلع الفاخرة، أو المجوهرات، أو الأموال، أو "التقليل من الفئات منخفضة الدخل".
ويُمكن أن يتلقى من يخالف هذه القواعد إنذاراً، وربما يخسر حسابه ويُضاف إلى القائمة السوداء. ومن الممكن كذلك ملاحقة مرتكبي الانتهاكات الكبيرة قضائياً وفقاً لتحذيرات الوزارة.
ويُعتبر لي شياكي أحد أشهر المؤثرين في البلاد، ويُقال إنه جنى 1.47 مليار دولار من بيع المنتجات. لكن لي اختفى من الإنترنت تماماً بعد عرضه كعكةً على شكل دبابة في عشية ذكرى مذبحة ميدان تيانانمن التي وقعت عام 1989.