شارك الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، في صلاة الجنازة على العالِم الإسلامي التركي محمود أسطى عثمان أوغلو، الذي وافته المنية الخميس بمدينة إسطنبول عن 93 عاماً، إثر وعكة صحية ناجمة عن قصور كلوي.
وأقيمت صلاة الجنازة على الفقيد، المعروف باسم الشيخ محمود أفندي، في باحة جامع السلطان محمد الفاتح بإسطنبول، وسط حضور مهيب من المشيعين.
وإلى جانب الرئيس التركي، حضر صلاة الجنازة آلاف المشيعين بعد أداء صلاة الجمعة، وعدد من المسؤولين الأتراك.
من هو محمود أفندي؟
وُلد محمود أسطى عثمان أوغلو عام 1929 في مدينة أوف بمحافظة طرابزون التركية لعائلة مسلمة، ونشأ نشأة متدينة، وتلقى علوم اللغتين العربية والفارسية على يد الشيخ تسبيحي زاده.
عُين أفندي إماماً لمسجد إسماعيل أغا في إسطنبول عام 1954، وظل فيه حتى أحيل للتقاعد عام 1996، وكان يقوم بالتدريس والوعظ في إسطنبول، ويجذب الكثير من الطلاب والمريدين.
الشيخ محمود يُعد أحد زعماء الدين وكبار مشايخه، وأستاذاً للعديد من المشايخ في تركيا، تميز بالذكاء والفطنة، وهو حافظ للقرآن الكريم، ومُجاز بالحديث من صغره، وهو صوفي التوجه نقشبندي الطريقة، حنفي المذهب والفقه، أخذ عن أبرز شيوخ الطريقة النقشبندية.
وحلّ محمود أفندي ضمن قائمة الشخصيات المسلمة الـ500 الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2022، عن المركز الملكي للبحوث الإستراتيجية، الذي يتخذ من العاصمة الأردنية عمّان مقراً له.
منهجية جماعة محمود أفندي
تتمركز منهجية الجماعة في استغلال أموال الوقف المنتشرة في إسطنبول وتركيا وغيرها بصرفها على حلقات التعليم التي تديرها مشيخة الجماعة بطريقة احترافية؛ حيث يدخل الطالب بمراحل تعليم ضمن بيئة خاصة، تجعل الطالب متأثراً بالبيئة أكثر من تأثره بالمادة العلمية، ويتم الصرف على كل طالب مستمر وفقاً للشروط التي توضع من مأكل ومشرب وملبس لحين إكمال دراسته، وقد يعين مدرساً في مدارسهم الدينية نفسها، وهذه المدارس مفتوحة للجنسين معاً.
يتخرج هذا الطالب وأبرز ما يحمله في داخله عقيدة الولاء للجماعة ومريديها، حتى في أبسط الأمور، فمنتجات الشركة الفلانية لن تجدها لديهم لأن صاحبها علماني، بينما ستجد أن الجماعة تشتري من الشركة التي صاحبها إسلامي ومقرب أو تابع للجماعة، حتى لو كان المنتج أقل جودة وأغلى ثمناً.
وفق هذه المنهجية فإن وجودك ضمن هذه الجماعة كداعم لها سيمدك بالدعم من ملايين الأتباع الذين يعتقدون أنك جزء منهم لا ينفصل، كما أن البعد القومي لا يتم إغفاله مطلقاً، فغالبية المنتمين لهذه الجماعة يشعرون بأنهم من أحفاد آق شمس الدين، شيخ السلطان محمد الفاتح.
تميز جماعة محمود أفندي
تتميز هذه الجماعة عن غيرها بابتعادها التام عن العنف، فرغم كثرة المريدين وكم المضايقات وغيرها من التفاصيل الأخرى؛ فإن هذه الجماعة حافظت على عدم انزلاقها في أي أعمال عنف أو تشكيل تنظيم مسلح طوال فترة مواجهتها مع الدولة، منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وإلى اليوم.
كما تتميز الجماعة بزيها الخاص الذي يعتمره الجميع (رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً)، فالملابس النسائية السوداء كما يسمونها "Çarşaf" علامة مسجلة لهم، تُلبس بطريقة خاصة؛ حيث يظهر من الوجه العينان والأنف فقط، وكذلك ما يتميز به الرجال من تغطية للرأس وارتداء للجلباب "cubbe".