كم مرة ترد على هاتفك وتتفاعل معه خلال الأسبوع؟ ماذا عن العدد الهائل من الإشعارات التي تصلك؟ ألف أو ألفان؟ هل تعلم بالضبط الوقت الذي تقضيه تصفحاً وتجولاً من موقع تواصلي لآخر، ناهيك عن المواقع الإخبارية وتطبيقات الدردشة وغيرها وغيرها؟ الإجابة عن كل هذه الأسئلة تكمن في مراقبة سلوكياتك الإلكترونية، وكحال معظم شؤون حياتنا، لها تطبيق أيضاً!
محرر التقنية المساعد لصحيفة The Guardian، والمتخصص بتغطية الإلكترونيات الاستهلاكية والأمن والخصوصية سامويل غيبز قرر أن يضع نفسه قيد المراقبة. وما توصل إليه من أرقام كشف إلى حد كبير هيمنة هواتفنا الذكية على وقت الصحوة.. وأحياناً خلال النوم.
استخدم غيبز أدوات تتبع الهواتف الجديدة من Apple التي تعرف باسم Screen Time، مع تثبيت أحدث إصدار تجريبي من نظام التشغيل iOS 12.
اكتشف أنه يجيب على هاتفه كل 7 دقائق خلال النهار، وهو أكثر بكثير مما تخيله، وبأن استخدامه للهاتف لا يقتصر عند تلقي الإشعارات.
تبين أنه يجيب على هاتفه أكثر من 1000 مرة في الأسبوع، ويلج إليه حوالي 150 مرة في اليوم، ويتلقى حوالي 700 إشعار في الأسبوع فقط. هذا يعني أنه يمسك هاتفه ويتفاعل معه، وليس مجرد معرفة الساعة، حوالي 50 مرة في اليوم.
وكشف تطبيق Screen Time الكثير من المعطيات المثيرة للدهشة بشأن التطبيقات التي يستخدمها الإنسان أيضاً.
خلال أسبوع واحد مثلاً، كان تطبيق Safari الوجهة المفضلة بالنسبة لغيبز أكثر من أي تطبيق آخر، في حين قضى ما يقارب 3 ساعات في تصفح الويب. وقد كان ذلك أكثر بقرابة ساعة كاملة من الوقت الذي يقضيه على Netflix، ومرتين أكثر من الوقت الذي يقضيه على بريده، رغم أنه كان يظن أن الإجابة على رسائل البريد الإلكتروني، التي تصله جراءها قرابة 300 إشعار في الأسبوع، هي أغلب ما تستنزف وقته على الهاتف!
غيبز، على عكس مليار شخص على كوكب الأرض يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، قرر مغادرة موقعي تويتر وفيسبوك خلال شهر أبريل/نيسان، لذا لم يتضح من خلال البيانات قضاؤه الكثير من الوقت على الشبكات الاجتماعية.
في الوقت ذاته، تبين أنه استخدم تطبيق المراسلة Signal قرابة ساعة، واستقبال ما يقارب 200 إشعار.
كما قضى حوالي 45 دقيقة في استخدام العديد من التطبيقات الأخرى على غرار؛Reeder، وthe Google app، وFacebook ، وPocket، وهو ما يفسر لماذا ازداد عدد محتويات "اقرأها لاحقاً".
اكتشف أيضاً أنه يستخدم هاتفه أكثر في أيام الثلاثاء والخميس، دون معرفة السبب وراء ذلك. كما قضى ما لا يقل عن ثلاث ساعات في التحديق في الشاشة الصغيرة في اليوم بقية أيام الأسبوع، وحتى في عطلات نهاية الأسبوع.
الموضوع بطبيعة الأمر لا يتمحور حول استخدام هذا المحرر لهاتفه ولكنه مشاركة لتجربة تقدم لمحة عن خط سير النهار، وكمية الوقت التي يقضيها أي شخص محدقاً بشاشة هاتفه.
تتضح كل هذه الأنماط وغيرها عندما تكون البيانات متوفرة لديك، وهذا بالضبط ما يهدف إلى تأمينه Apple Time Screen وتطبيق Google Dashboard القادم. قد لا يعترف المرء بإدمانه على الهاتف أو ربما ينكر ذلك، إلا أن الخضوع لهذا الاختبار قد يشجعك على وضع الهاتف جانباً وتجاهل اهتزازاته، والاهتمام أكثر بمن هم حولك. هل أنت مستعد لمواجهة نفسك؟.
وهذا الموضوع قد يهمك أيضاً..