كثفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هجماتها السرية على علماء إيرانيين وأهداف نووية إيرانية خلال الأشهر الأخيرة، من دون أن تطلع الولايات المتحدة على هذه المعلومات في الأغلب، وفقاً لتقرير نشرته شبكة شبكة "سي إن إن الأمريكية الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2022.
عمليات الاغتيال
ونقلت الشبكة، عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، قولهم إن إسرائيل كانت وراء اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدائي في طهران مايو/أيار الماضي.
الشبكة أشارت إلى أن عالمين إيرانيين لقيا حتفهما أيضاً في أواخر مايو/أيار، وسط مزاعم بتسميمهما من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى قتل مهندس إيراني، في الشهر ذاته إثر هجوم بطائرات مسيرة على مجمع بارشين العسكري.
كما لقي عنصر في الحرس الثوري الإيراني حتفه جراء سقوطه المفاجئ من الشرفة.
ولا تقوم إسرائيل بإبلاغ الولايات المتحدة بعملياتها مسبقاً؛ إذ قال العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين المطلعين على المناقشات بين البلدين، لشبكة CNN، إن إدارة بايدن تبنت، بدورها، نهج عدم التدخل في العمليات الإسرائيلية، كما لم تطلب من إسرائيل بشكل مباشر إيقافها.
القبض على شبكة تجسس
والثلاثاء، أعلنت السلطة القضائية، في طهران القبض على ما وصفتها بشبكة تجسس تعمل في محافظات إيران المختلفة لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الشبكة كانت تخطط لاغتيال علماء نوويين إيرانيين.
السلطة القضائية أضافت أن الشبكة تتكون من 3 عملاء، وأن القبض عليهم جاء بعد 8 أشهر من الرصد والمتابعة الأمنية.
من جهتها، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن المسؤول القضائي مهدي شمس عبادي قوله إن إيران ستحاكم قريباً من قالت إنهم 3 عملاء على صلة بالموساد اعتقلوا في أبريل/نيسان الماضي.
واشنطن تراقب التصعيد
بينما قال مسؤولون حاليون وسابقون للشبكة إن واشنطن تراقب عن كثب مؤشرات التصعيد بين إيران وإسرائيل قبل رحلة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة، لا سيما بعد تصاعد العمليات السرية.
فيما أشار مسؤول أمريكي إلى أن الوضع في إيران يزداد سخونة، وأن حلفاء واشنطن في المنطقة يحتاجون الاطمئنان إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع هذا الأمر بجدية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعد التوتر بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، جراء قرار غربي يدين طهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحديث عن تحالف إقليمي ضد إيران والكشف عن نشر رادارات إسرائيلية في الإمارات والبحرين والقصف الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي.
وفي حين أنه لا يزال من غير المحتمل اندلاع حرب تقليدية شاملة بين إيران وإسرائيل، قال مسؤولون إن احتمال حدوث سوء تقدير يخرج عن السيطرة "أعلى من المعتاد".
تأهب إيران
بينما قال مسؤولون أمريكيون آخرون إن إيران رفعت مستويات تأهب قوات الدفاع الجوي رداً على العمليات الإسرائيلية الأخيرة، وهو أمر كان المسؤولون يراقبونه كمؤشر محتمل على أن إيران ربما تستعد للرد. كما حذرت إسرائيل رعاياها في تركيا من أن حياتهم في "خطر داهم بسبب تهديدات إيرانية".
كما يشعر المسؤولون بالقلق من أن الخطاب الإيراني أصبح "أكثر عدوانية"؛ حيث يبدو أن الحكومة الإيرانية بدأت في ربط الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ببقاء النظام الحاكم.
وقال العديد من المسؤولين إن البيئة الأمنية غير المستقرة دفعت إسرائيل إلى الضغط بشدة على بايدن لزيارة المملكة العربية السعودية ولقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ إذ من المقرر أن يزور بايدن إسرائيل والضفة الغربية.