الإساءة لبعض الأسماك عقوبتها الجلد وغير مسموح للرجال بالبكاء! قوانين مثيرة من الصين القديمة

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/21 الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/21 الساعة 14:10 بتوقيت غرينتش
لوحة مرسومة للحياة في الصين القديمة\ shutterstock

لن تجد أي دولة حديثة في العالم دون أن يكون لها مجموعة من القوانين واللوائح، التي تنظم العلاقة بين أفراد الشعب وبعضهم البعض، وكذلك علاقتهم بالسلطة الحاكمة.

أو أن تكون تلك القوانين لتنظيم الحياة في جميع مجالاتها، وبالعادة في الدول الديمقراطية يكون إصدار تلك القوانين مسؤولية السلطات التشريعية، وخبراء في القانون، ويكون التصويت عليها بالقبول أو الرفض بما يتلاءم مع توجهات الشعب وممثليه في البرلمان.
لكنّ الأمر كان مختلفاً قديماً عندما كان نظام الحكم هو نظام الفرد الواحد، سواء كان ملكاً أو إمبراطوراً، ويكون هو أو مستشاروه من يصدر القوانين بما يرونه مناسباً، ويحدث أحياناً أن تكون تلك القوانين مبنية على أهواء أو رغبات غير منطقية من الحاكم، أو بناءً على معتقدات دينية أو عادات اجتماعية قد تبدو غريبة.

ولنأخذ الصين مثالاً، بالنسبة للصين في عهد الإمبراطوريات، ابتكر الأباطرة والمسؤولون الصينيون قوانين وأنظمة قانونية واسعة ومعقدة لحكم إمبراطوريتهم الشاسعة وضبط سلوك رعاياهم بما يعتقدون أنه الأفضل، ولكن كانت بعض تلك القوانين غريبة للغاية، ولم تكن عادلة بالمرة.

1-كشف سر صناعة الحرير للأجانب عقوبته الموت

كان الحرير الطبيعي ذا قيمة عالية للغاية في الصين القديمة، وكان ارتداؤه  يعتبر دلالة على المكانة الاجتماعية، وفي البداية لم يُسمح إلا لأفراد العائلة المالكة بارتداء الحرير، وفي وقت لاحق سُمح لطبقة النبلاء أيضاً بارتداء الملابس الحريرية ولم يُسمح للتجار والفلاحين بارتداء الحرير. 

الصين-قوانين-غرائب
نسج الحرير الصيني\ shutterstock

كما أن الحرير أصبح جزءاً من الصادرات الثمينة للصين، ورغب النبلاء وملوك الدول الأجنبية في الحصول على الحرير ودفعوا أسعاراً باهظة مقابل القماش، لذلك أراد أباطرة الصين إبقاء عملية صناعة الحرير سراً، وكانت عقوبة الموت تنتظر كل من أفشى سر صناعة الحرير أو أسهمَ في تهريب "دودة القز" التي تصنع الحرير إلى خارج الصين.

وبهذه الطريقة تمكَّن الصينيون من الحفاظ على صناعة الحرير سراً لأكثر من 1000 عام. ومع ذلك، في عام 550 بعد الميلاد أصبح سر الحرير معروفاً للدول الأخرى، عندما تمكن راهبان من الإمبراطورية البيزنطية من تهريب بعض بيض دودة القز خارج الصين، بعد إخفائهما البيوض داخل عصي الخيزران.

2- أُكتب بخط جيد أو تكون عقوبتك شُرب حبر الكتابة

خلال عهد أسرة سوي (581 – 618م)، كان هناك امتحان سنوي مكتوب، يهدف إلى اختيار العقول الأكثر موهبة ليصبحوا مسؤولين حكوميين، وكانت تلك فرصة للعامة الحصول على وظيفة حكومية.

الصين - قوانين - غرائب
الكتابة باللغة الصينية باستخدام الحبر\ shutterstock

لكن لم يكن الأمر بتلك البساطة، فالفشل في الامتحان لا يعني ضياع فرصة الوظيفة الحكومية فحسب، ولكن إذا كان خط يدك في الكتابة سيئاً كانت العقوبة شرب 200 مليلتر من حبر الكتابة.

والسبب، لأن الامتحان وطلب الوظيفة يعتبر موجهاً إلى الإمبراطور، الذي كان يعتبر "ابن السماء" وله مكانة مقدسة، والكتابة بخط سيئ كان يعتبر قلة احترام للإمبراطور.

3- إهانة الأسماك أو الدجاج جريمة لا تغتفر

في الثقافة الصينية، لطالما ارتبط "الكارب الملون" بالحظ السعيد، وغالباً ما احتفظت العائلات الثرية ببركة تحتوي على أسماك الكارب في حديقة المنزل، لأنه كان يُعتقد أن الأسماك تجلب الحظ السعيد و"تنظم الطاقة" في المكان.

الصين - قوانين - غرائب
لوحة أسماك الكارب الصينية\ shutterstock

لكن وفي عهد أسرة "تانغ" (618 – 907) كان للكارب نفس نطق اسم عائلة أباطرة "تانغ" في اللغة الصينية، وبحسب السجلات التاريخية، كان لابد الإشارة للكارب بألفاظ التبجيل والاحترام، وليس هذا فحسب، ولكن على أولئك الذين يصطادون الكارب لأجل بيعه للاشخاص الراغبين بتربيته ضمن الأحواض في منازلهم ألا يجعلوا السمك يتعذب؛ ولا يجوز أكلها وعقوبة المخالف كانت 60 جلدة".

الدجاج هو الآخر كان له قوانين تحميه، في عهد الإمبراطور "رينزونغ" من أسرة "يوان" (1206 – 1368)، لم يسمح للناس حمل الدجاج من قدمه وجعله رأساً على عقب، والسبب أن الإمبراطور وُلد في "سنة الديك" بحسب التقويم الصيني، فإهانة الدجاج يمكن أن تعتبر إهانة للإمبراطور.

4-القصير لا يحاسب والطويل يعاقب

في قوانين اليوم يعتبر من كان عمره أقل من 18 سنة قاصراً، لذا تكون الأحكام مخففة أو تختلف العقوبة ولا يتحمل المتهم مسؤولية جنائية.

الصين - قوانين - غرائب
لوحة مرسومة للحياة في الصين القديمة\ shutterstock

لكن في عهد أسرة تشين (221 – 206 قبل الميلاد)، كان الموضوع مختلفاً، فكان الطول وليس العمر هو الذي يحدد وضع الشخص أمام القانون، فكان الرجال الذين تقل أطوالهم عن 1.5 متر لا يمكن إدانتهم بالجرائم، وكذلك النساء تحت طول 1.43 متر.

أما السبب، فكان عدم وجود سجلات مدنية تفيد بأعمار الأشخاص لمعرفة إن كانوا بالغين أو قاصرين، فاعتمدت السلطات على الطول لتحديد العمر، ومحاسبة المتهمين على ذلك الأساس.

5- الرجال لا يذرفون الدموع وعقوبة من يبكي حلق حواجبه

بالنسبة لدولة كان تشهد الكثير من الحروب والصراعات الداخلية، كانت الشدة والروح القتالية للمحاربين أمراً مهما للغاية، لدرجة أنه خلال عهد أُسرة "تشين" لم يكن يسمح للرجال بالبكاء أو إظهار المشاعر، وكانت عقوبة ذلك الإهانة بحلق الحواجب واللحية.

6- رمي القمامة يعني أن تخسر أحد يديك

تشدد القوانين الحالية في معظم البلدان على عدم رمي القمامة في الطرقات أو الأماكن العامة، وهناك عقوبات للمخالفين يكون معظمها غرامات أو تحذير، ولكن في الصين القديمة وبالتحديد في عهد أُسرة شانغ (1600-1046 ق.م)، عليك أن تفكر ملياً قبل أن ترمي القمامة في الطريق إن كنت تريد الاحتفاظ بيدك.

فقد كانت القوانين خلال تلك الفترة تنص على أن من يُثبت عليه تهمة رمي النفايات في الطريق، فعقوبته كانت قطع اليد.

7- وظيفة دراسة الفلك مدى الحياة وتورث للأبناء والأحفاد

اعتنى الصينيون القدماء بدراسة الفلك والنجوم، خاصة أنه في الثقافة الصينية الشعبية كان ولايزال الاعتقاد سائداً بوجود علاقة وتأثير حقيقي للأبراج على حياة الإنسان.

الصين - قوانين - غرائب
"لوحة مرسومة للإمبراطور "تشو يوان تشانغ \Wikimedia Commons

وفي قصور الأباطرة الصينيين، كان هناك منجمون وعرافون مهمتهم قراءة الطالع للأباطرة، ومراقبة الظواهر السماوية، ووضع التقويمات، وتقديم المشورة بناءً على مواقف وأوضاع "الأبراج السماوية"، وحين وصل الإمبراطور "Zhu Yuanzhang" للحكم، قرر ألا يُسمح للمنجمين بتغيير مهنتهم مدى الحياة.

علاوة على ذلك، كان على أبنائهم وأحفادهم من بعدهم التخصص في علم الفلك والتنجيم بعلم الفلك ومُنعوا من الانخراط في مجالات عمل أخرى. كانت عقوبة من يخالف هذا القانون هي النفي.

علامات:
تحميل المزيد