يزور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الإثنين 20 يونيو/حزيران 2022، مصر والأردن، في جولة إقليمية مصغرة، قبل أن يتوجه إلى تركيا في أول زيارة رسمية له، ستطوي صفحة أزمة حادة نشبت بين الرياض وأنقرة، إثر اغتيال الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي في إسطنبول.
جاء هذا بحسب ما أكده مسؤول سعودي، ودبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية، السبت 18 يونيو/حزيران 2022، وأكّد المسؤول السعودي المطلع على التفاصيل- الذي لم تذكر الوكالة اسمه- أنّ جولة ولي العهد "ستبدأ الإثنين في مصر ثم الأردن وتنتهي في تركيا".
أشار المسؤول إلى أنها ستتضمن "مناقشة القضايا الإقليمية والدولية والتعاون الثنائي وتوقيع عدد من الاتفاقيات" في مجال الاستثمار والطاقة.
هذا ما أكده أيضاً دبلوماسي مقيم في الرياض، قال للوكالة الفرنسية إنّ الجولة "تتضمن مصر والأردن… إلا إذا حدث تغيير في اللحظات الأخيرة"، بحسب تعبيره، فيما لم تؤكد الحكومة السعودية رسمياً هذه الجولة.
كذلك أشار المسؤول السعودي إلى جولة أخرى مقررة قريباً لابن سلمان، وقال: "ربما في نهاية يوليو/تموز 2022″، وتشمل "اليونان وقبرص والجزائر".
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن الأمير بن سلمان سيقوم بزيارة رسمية إلى تركيا، في 22 يونيو/حزيران 2022، موضحاً أنها ستجري في أنقرة.
تأتي هذه الجولة قبل نحو ثلاثة أسابيع من زيارة الرئيس الأمريكي جو باين للسعودية، في خطوة "تسدل الستار عن تهميش غربي" لولي العهد السعودي إثر اغتيال خاشقجي، وفقاً للوكالة الفرنسية.
كان الرئيس التركي أردوغان قد زار السعودية، في نهاية أبريل/نيسان 2022، والتقى الأمير محمد، قبل أن يؤدي مناسك العمرة في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
هذه الزيارة كانت الأولى لأردوغان إلى السعودية منذ أزمة خاشقجي، وجاءت بعد وقت قصير من إحالة محكمة تركية تحاكم 26 سعودياً يُشتبه في ضلوعهم بمقتل الصحفي الراحل، أوراق القضية إلى السعودية.
سيعني ذلك إسدال الستار على القضية في تركيا، ما أثار استياء منظّمات حقوقية، وكان اغتيال خاشقجي قد تسبب في جمود بالعلاقات بين أنقرة والرياض استمر أكثر من ثلاث سنوات.
يرى محللون أنّ المملكة بدأت أخيراً تبني نهج تصالحي في المنطقة، مشيرين مثلاً إلى انخراطها في مباحثات مباشرة مع إيران، خصمها الإقليمي، وتصريح الأمير محمد قبل مدة بأن إسرائيل "حليف محتمل" لبلاده، وسط تقارير تتحدث بانتظام عن تقارب سعودي إسرائيلي.
