مع انحسار التوترات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، كُلِّفَت رابطة العالم الإسلامي بتحسين صورة المملكة لدى واشنطن؛ إذ أقنعت شركة BGR Government Affairs، وهي شركة تعمل في حشد التأييد على دراية بالمملكة العربية السعودية، للمساعدة في تحقيق ذلك حسب ما كشف عنه موقع Intelligence Online الفرنسي.
رابطة العالم الإسلامي سجلت شركة العلاقات العامة BGR Government Affairs في سجل الوكلاء الأجانب لوزارة العدل الأمريكية، في خطوة تشير إلى نية الرابطة في توسيع جهود تخفيف التوترات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بايدن.
واحتلت رابطة العالم الإسلامي مقعداً خلفياً في الأمور المتعلقة بالقوة الدينية الناعمة للمملكة منذ وصل الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، إلى السلطة.
لكن نفوذ الرابطة تجدد الآن في واشنطن؛ حيث تسعى جاهدة لاستعادة صورة محمد بن سلمان من خلال طرح رؤية "معتدلة" للإسلام تروّج لها الرياض حالياً، وتهدف هذه الدَفعَة إلى تمهيد الطريق لتعاون طويل الأمد بعد زيارة الرئيس الأمريكي للعاصمة السعودية، التي لا تزال مقررة في نهاية شهر يونيو/حزيران.
القوى الناعمة السعودية
الموقع الاستخباراتي قال إن العقد المُبرَم بين شركة BGR Government Affairs- التي تنتمي إلى مجموعة BGR التي أسسها المستشار السابق لجورج بوش الأب، إد روجر- ورابطة العالم الإسلامي، والذي يقدر بقيمة 2.15 مليون دولار واحد ضمن قائمة طويلة من الاتفاقات التي توصلت لها الرياض مع شركات حشد التأييد للترويج لصورتها في الولايات المتحدة.
كما استعانت السفارة السعودية في واشنطن ومركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي السعودي- ذراع الاتصالات الخارجية للمملكة- بخدمات مجموعة العلاقات العامة سابقاً بين عامي 2016 و2018. وهذه المرة، ستعمل شركة BGR Government Affairs مع الأمين العام للرابطة الإسلامية محمد بن عبد الكريم عيسى، الذي يشغل المنصب منذ عام 2016. وهو الآن يعتبر مدير القوة الناعمة لمحمد بن سلمان بعد أن شغل منصب وزير العدل السعودي بين عامي 2009 و2015.
ويعزز العقد الجديد مكانة شركة BGR Government Affairs باعتبارها جماعة ضغط ذات خبرة في واشنطن. ومع ذلك، فإنَّ الشركة، التي عملت بالفعل نيابةً عن أذربيجان والبحرين وإقليم كردستان العراق ووزارة المالية الصومالية، من المرجح أن تواجه تحدياً صعباً في محاولة تعديل الرأي العام الأمريكي تجاه محمد بن سلمان، الذي تضررت سمعته بشدة بسبب اغتيال الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.
منهمكة في العمل خلف الكواليس
إلى جانب تشكيل السرد العام حول محمد بن سلمان في الولايات المتحدة، تنشغل الرياض وواشنطن في العمل خلف الكواليس للتحضير لعودة المحادثات الثنائية المقرر إجراؤها في منتصف يوليو/تموز خلال زيارة بايدن إلى جدة.
واتُخِذَت الخطوة الأولى في 17 أبريل/نيسان عندما سافر مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، إلى جدة. ومن جانبهما، كثّف منسق مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة الدولي عاموس هوشستين، الاتصالات مع نظيريهما مستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، ووزير الطاقة عبد العزيز بن سلمان.
وفي الشهر الماضي، زار نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، الولايات المتحدة حيث التقى بمسؤولين في البنتاغون والقيادة المركزية الأمريكية؛ لمناقشة الحصول على صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ والمزيد من معدات نظام الدفاع "ثاد"، من بين أمور أخرى.