طالبت شقيقة الناشط المصري علاء عبد الفتاح، المحتجز في أحد سجون القاهرة والمضرب عن الطعام منذ 74 يوماً، وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بالمطالبة علناً بإنقاذه من الموت والإفراج عنه، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية 15 يونيو/حزيران 2022.
وقالت سناء سيف، في فعالية شارك فيها عدد من الشخصيات الحقوقية: "علاء يموت ببطء في زنزانته لكنه يريد أن يعيش. لماذا لا تقف الحكومة البريطانية في وجه الرئيس السيسي؟ فحتى بعد إجراء اتصالات هاتفية رفيعة المستوى، لا يزال أخي ممنوعاً من التواصل مع القنصلية البريطانية".
أضافت: "كيف للسيسي أن يتجاهل بوريس جونسون هكذا؟! أين ليز تراس؟ ألن يقف أحد في وجه السيسي قبل أن يقضي أخي نحبه في السجن؟! لماذا لم تصدر تراس بياناً رسمياً عنه بعد. هذا يؤلمني".
من جانبه، طالب ديفيد لامي، وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية، تراس بأن تجتمع مع عائلة علاء. وقال: "على بريطانيا أن تقرر موقفها من حقوق الإنسان"، وأضاف أن العائلات تعلمت أن التزام الصمت لا يجدي نفعاً.
وقال إن جهود وزارة الخارجية رفيعة المستوى للإفراج عن الرعايا البريطانيين تبدو "تعسفية وعشوائية وغير منسقة في بعض الأحيان وتفتقر أحياناً إلى المهارة وإلى الشفافية بكل تأكيد".
كما أشار إلى أنه قلِق من "نهج السياسة الخارجية الذي يعتمد بالكامل على المصالح وليس على القيم". وقال: "لو أنَّ تعامل السياسة الخارجية يعتمد على المصالح كلياً، فهذا يعني خوض الجهود الدبلوماسية في السر والخفاء وليس العلن".
أضاف لامي: "على الدولة البريطانية التحدث علانية. فحين تنشأ خلافات بينها وبين دول صديقة، فستكسب مزيداً من الاحترام إذا تعاملت بوضوح مع القضايا الحقوقية؛ ويمكنكم التحدث بقوة والدفاع عن مواطنيكم".
من جانبه، قال ساشا ديشموخ، الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة: "على الحكومة البريطانية أن تجعل من قضية علاء أولوية قصوى. ويحيّرنا بصراحةٍ أن المملكة المتحدة لم تطالب حتى الآن علانية بالإفراج عن علاء. لماذا لا تفعل؟ ماذا تنتظر؟".
إضراب علاء عبد الفتاح
كانت وزارة الداخلية المصرية قد نفت قيام علاء عبد الفتاح بالإضراب عن الطعام داخل سجنه، وأكدت أنها قدمت الأدلة التي تثبت ذلك إلى النيابة العامة.
ففي بيان لها الخميس، أفادت الداخلية بأنها سلّمت النيابة العامة "مقاطع مصورة داخل زنزانة المحكوم عليه علاء عبد الفتاح، والتي تثبت عدم صحة الادعاء بإضرابه عن الطعام".
وأضاف البيان: "وكذا عدم صحة الادعاء بعدم السماح له بدخول الكتب لمحبسه".
لكن في 27 مايو/أيار 2022، نقلت والدته ليلى عن خطاب تسلمته من نجلها -خلال زيارتها له- تفاصيل إضرابه عن الطعام المستمر منذ الثاني من أبريل/نيسان.
من جانبها، رفضت منى سيف، أخت علاء عبد الفتاح، ما ورد في بيان وزارة الداخلية، مطالبة بالسماح للسفير والمحامي بزيارته والكشف عن حقيقة ادعاءات الحكومة.
يُعد عبد الفتاح أحد أبرز نشطاء ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وتم توقيفه في 2013 وحوكم عام 2014 بالسجن 5 سنوات مع فترة مراقبة 5 سنوات أخرى، عقب إدانته بـ"التجمهر والمشاركة في احتجاج غير مصرح به".
في أواخر 2019 أعيد توقيف عبد الفتاح، بعد أشهر من إطلاق سراحه، عقب قضائه عقوبة القضية الأولى، وحينها قررت محكمة طوارئ في ديسمبر/كانون الأول 2021، سجنه 5 سنوات جديدة، بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة".
كانت أسرة الناشط المصري قد كشفت، في أبريل/نيسان 2022، في بيان، أن "علاء عبد الفتاح يحمل إضافة للجنسية المصرية، أخرى بريطانية، في إطار محاولات التفكير في وسيلة تطلق سراحه".