قالت الحكومة السريلانكية، الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022، إنها أقرت 4 أيام عمل في الأسبوع للعاملين بالقطاع العام؛ وذلك لمساعدتهم على التكيف مع نقص الوقود في البلاد، وتشجيعهم على زراعة مواد غذائية، في حين تواجه الحكومة أسوأ أزمة مالية منذ عقود.
يأتي هذا بينما تضررت سريلانكا، التي يعمل نحو مليون موظف بقطاعها العام، من نقص حاد في العملة الصعبة، جعل البلاد غير قادرة على توفير واردات أساسية مثل الوقود والغذاء والدواء.
أصبح الكثيرون من سكان سريلانكا، البالغ عددهم 22 مليون نسمة، يقفون في طوابير طويلة لساعات أمام محطات التزود بالوقود، ويشهدون انقطاع الكهرباء لفترات طويلة منذ شهور.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أزمة إنسانية وشيكة، وتعتزم تقديم 47 مليون دولار لمساعدة أكثر من مليون شخص معرضين للخطر.
كذلك حذر رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكرماسينجه، من نقص الغذاء، وتعهد بأن تشتري الحكومة ما يكفي من الأسمدة لموسم الزراعة المقبل لزيادة المحاصيل.
كان قرار الرئيس جوتابايا راجاباكسا في أبريل/نيسان 2022، بحظر جميع الأسمدة الكيماوية، أدى إلى خفض غلة المحاصيل بشكل كبير، وعلى الرغم من إلغاء الحكومة للحظر لم يتم حتى الآن استيراد كميات كبيرة.
بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، يكافح السكان في سريلانكا من أجل العيش، وقالت امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً، وتبيع الفاكهة والخضر في سوق بكولومبو العاصمة التجارية للبلاد: "لا فائدة من الحديث عن مدى صعوبة الحياة، لا أستطيع أن أتوقع كيف ستكون الأمور في غضون شهرين، وبهذا المعدل قد لا نكون حتى هنا".
في مكان قريب تشكل طابور طويل أمام متجر يبيع أسطوانات غاز الطهي التي ارتفعت أسعارها إلى ما يقرب من 5000 روبية (14 دولاراً) من 2675 روبية في أبريل/نيسان 2022.
محمد الشاذلي، وهو سائق بدوام جزئي، كان يقف في الطابور لليوم الثالث على أمل الحصول على غاز الطهي لأسرته المكونة من 5 أفراد، قال إنه "من دون غاز، ومن دون زيت كيروسين، لا يمكننا فعل أي شيء… من دون طعام سنموت. سيحدث ذلك 100%".
يُشار إلى أن رئيس سريلانكا، جوتابايا راجاباكسا، أعلن حالة الطوارئ في مايو/أيار 2022، بعد ساعات من حركات إضراب مناهضة للحكومة واحتجاجات بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية.
جاءت الأزمة الاقتصادية، التي لم يسبق لها مثيل منذ استقلال البلاد في عام 1948، بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، وارتفاع أسعار النفط وسياسات راجاباكسا في خفض الضرائب.