سارعت السلطات في العاصمة الصينية بكين، الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022، لاحتواء تفشٍّ لفيروس كورونا يعود إلى حانة صاخبة أبوابها مفتوحة طيلة اليوم، ومعروفة بمشروباتها الكحولية الرخيصة، وحشودها الضخمة، وقررت إجراء فحوص إلزامية لملايين، وعزل الآلاف، في عمليات إغلاق محددة الهدف.
حيث رصدت السلطات 228 إصابة بفيروس كورونا مرتبطة بالحانة التي عادت للعمل عندما جرى تخفيف قيود مكافحة المرض في المدينة الأسبوع الماضي؛ ما يسلط الضوء على صعوبة نجاح الصين في تطبيق سياسة (صفر كوفيد)، بينما تختار باقي دول العالم تعلم كيفية التعايش مع الفيروس.
فيما جددت عودة إصابات كوفيد للظهور المخاوف المتعلقة بثاني أكبر اقتصاد في العالم. وما زالت الصين تحاول التخلص من أثر إغلاق دام شهرين في شنغهاي؛ ما أضر أيضاً بسلاسل الإمداد العالمية.
إذ قال ليو شياو فينغ، مسؤول الصحة في بكين، في مؤتمر صحفي، الإثنين: "الوقاية من الأوبئة ومكافحتها عند مفترق طرق"، مضيفاً أن تفشي المرض المرتبط بالحانة الواقعة في حي تشاويانغ، أكثر أحياء بكين كثافة سكانية، "ما زال يتطور".
انتشار "شرس" لفيروس كورونا
بينما وصفت السلطات التفشي بأنه "شرس" و"متفجر"؛ إذ يعمل المصابون أو يعيشون في 14 حياً من أصل 16 في المدينة. وبدأ حي تشاويانغ حملة فحوص جماعية، اليوم الإثنين، وتستمر لثلاثة أيام بين سكانه البالغ عددهم نحو 3.5 مليون نسمة.
فيما رصدت السلطات نحو 10 آلاف من المخالطين لمن ترددوا على الحانة، ووضعت البنايات السكنية التي يقطنون فيها تحت إجراءات إغلاق، وأجلت استئناف الدراسة في بعض المدارس هناك.
كما قال شهود من رويترز إن الطوابير في بعض مواقع إجراء الفحوص امتدت لأكثر من 100 متر. وربطت السلطات إصابة نحو 200 بفيروس كورونا بالمترددين على الحانة منذ التاسع من يونيو/حزيران.
سجلت بكين إجمالا 51 حالة، الأحد 12 يونيو/حزيران، مقابل 65 في اليوم السابق، بما يتسق مع تراجع عام للإصابات في البلاد.
أما شنغهاي، التي أكملت عملية فحص جماعية لسكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة في مطلع الأسبوع، بعد أن رفعت القيود بداية الشهر الحالي؛ فقد سجلت 37 حالة، ارتفاعاً من 29.