قال مسؤولون محليون الأحد 12 يونيو/حزيران 2022 إن القوات الروسية نسفت جسراً يربط مدينة سيفيرو دونيتسك الأوكرانية التي تشهد حرب شوارع بمدينة أخرى عبر النهر، مما أدى إلى قطع طريق إجلاء محتمل للمدنيين.
حيث صارت سيفيرودونيتسك محور المعركة للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية في الشرق والمؤلفة من لوجاسك ودونيتسك. وتعرضت أجزاء من المدينة للدمار خلال بعض أعنف المعارك منذ أن بدأ الكرملين الغزو في 24 فبراير/شباط 2022.
استمرار القتال بين قوات روسيا وقوات أوكرانيا
من جانبه، قال سيرهي جايداي حاكم لوجانسك، إن القتال ما زال دائراً بين القوات الأوكرانية والروسية اليوم الأحد، من شارع إلى شارع في سيفيرو دونيتسك.
في حين سيطرت القوات الروسية على معظم أنحاء المدينة لكن لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على منطقة صناعية ومصنع للكيماويات يحتمي به مئات المدنيين.
كما قال جايداي إن الروس دمروا جسراً على نهر سيفريسكي دونيتس يربط بين مدينة سيفيرو دونيتسك وتوأمتها ليسيتشانسك على الضفة الأخرى من النهر؛ وهذا يعني بقاء جسر واحد فقط من الجسور الثلاثة؛ مما يقلل من عدد الطرق التي يمكن استخدامها لإجلاء المدنيين أو انسحاب القوات الأوكرانية إلى مواقع على الجانب الغربي من النهر.
كذلك فقد أضاف جايداي أنه في مدينة ليسيتشانسك نفسها، قُتلت امرأة في قصف روسي دمر أيضاً أربعة منازل ومركز تسوق.
سيطرة أوكرانية على ثلث المدينة
من جانبه، قال رئيس إدارة سيفيرودونتسك إن أكثر من ثلث المدينة بقليل لا يزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، في حين يسيطر الروس على ثلثي المدينة. وقال أولكسندر ستريوك للتلفزيون الوطني: "(قواتنا) تتشبث بقوة بالخط الدفاعي".
في حين أنه وبعد إجبارها على تقليص أهداف حملتها الأولية، تحول تركيز موسكو إلى بسط سيطرتها في دونباس؛ حيث يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على مساحة من الأرض منذ عام 2014.
يذكر أن سيفيرو دونيتسك هي آخر مدينة في مقاطعة لوجانسك بحوض دونباس لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا، وستكون خسارتها ضربة استراتيجية كبرى. ومن شأن انتصار الروس أن يدفعهم خطوة كبرى صوب الاقتراب من أحد أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعلنة فيما يسميه "عملية عسكرية خاصة".
في مكان آخر ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن القوات الروسية أطلقت صواريخ كروز لتدمير مستودع كبير يحتوي على أسلحة أمريكية وأوروبية في منطقة ترنوبل بغرب أوكرانيا.
فيما قال حاكم منطقة ترنوبل إن هجوماً صاروخياً على مدينة تشورتكيف، انطلق من البحر الأسود، أدى إلى تدمير منشأة عسكرية جزئياً وإصابة 22 شخصاً. وقال مسؤول محلي إنه لا توجد أسلحة مخزنة هناك ولم يتسنّ لرويترز التأكد من الروايات المتضاربة بشكل مستقل.
انتقادات روسية لأمريكا
من جانبها، وجهت موسكو انتقادات متكررة للولايات المتحدة ودول أخرى لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة. وقال الرئيس فلاديمير بوتين في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران 2022 إن روسيا ستضرب أهدافاً جديدة إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لاستخدامها في أنظمة الصواريخ المتنقلة عالية الدقة.
حيث جدد القادة الأوكرانيون مناشداتهم للدول الغربية في الأيام الماضية لتسريع تسليم الأسلحة الثقيلة، تزامناً مع قصف القوات الروسية لشرق البلاد بالمدفعية.
إلى الجنوب والجنوب الغربي من سيفيرو دونيتسك، أطلقت القوات الروسية قذائف المورتر والمدفعية حول عدد من التجمعات السكنية، وفقاً لتحديث يومي من هيئة الأركان العامة الأوكرانية. لكنها قالت إن القوات الأوكرانية صدت محاولات روسية للتقدم صوب بعض التجمعات ولم يتسنّ لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقارير الميدانية.
صمود قوات أوكرانيا
من جانبها، فقد أثبتت القوات الأوكرانية أنها أكثر صموداً مما كان متوقعاً، لكن معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة قال إنه نظراً لاستخدامها آخر مخزوناتها من الأسلحة والذخائر التي تعود إلى الحقبة السوفييتية، فإنها بحاجة إلى دعم غربي منتظم.
لكن بوتين يصف الغزو بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا و"القضاء على النازية" فيها، في حين تصفه كييف وحلفاؤها بأنه عدوان غير مبرر للاستيلاء على الأراضي.
في حين قال زعيم إقليم دونيتسك الأوكراني الانفصالي المدعوم من روسيا، الأحد، إنه لا يوجد سبب للعفو عن بريطانيين حُكم عليهما بالإعدام الأسبوع الماضي بعد اعتقالهما وهما يحاربان في صفوف أوكرانيا.
في المقابل أدانت محكمة في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد يوم الخميس، إيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون "بالقيام بأنشطة مرتزقة سعياً للإطاحة بالجمهورية".