انقلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على ابنته إيفانكا، حيث نفى بشدة مزاعم أنه قام بتدبير محاولة انقلاب خلال أعمال الشغب في مبنى الكابيتول الأمريكي في عام 2021.
في جلسة استماع متلفزة مساء الخميس، 9 يونيو/حزيران 2022، من لجنة الكونغرس التي تحقق في أحداث الشغب في 6 يناير/كانون الثاني 2021، قُدِّمَت أدلة دامغة تشير إلى أن ترامب، الرئيس آنذاك، قاد مؤامرة إجرامية، في محاولة لإلغاء هزيمته في انتخابات 2020 والتشبث بالسلطة، وفق ما قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها يوم السبت 11 يونيو/حزيران 2022.
ترامب يرفض شهادة ابنته إيفانكا
في وابل من المنشورات على منصته Truth Social، رفض ترامب حتى شهادة الفيديو من ابنته التي ظهرت مساء الخميس. أخبرت إيفانكا، مستشارة البيت الأبيض سابقاً، اللجنة بأنها "قبلت" و"احترمت" حكم بيل بار، المدعي العام السابق، بأن والدها قد خسر انتخابات 2020 ولم يكن هناك "دليل" على مزاعمه بشأن تزوير الأصوات. شاهد ما يقدر بنحو 20 مليون أمريكي جلسة الاستماع على التلفزيون.
فيما انقلب ترامب على كليهما، رافضاً شهادة ابنته وادعى أنها "انسحبت" من إدارته بحلول ليلة الانتخابات، عندما اتضحت هزيمته وادعى أن التصويت قد زُوِّرَ ضده.
كما عُرِضَ بار، أكبر مسؤول في البيت الأبيض يقدم أدلة إلى اللجنة، وهو يقول إنه أخبر ترامب بصراحة أن مزاعمه بأن الانتخابات سُرقت من خلال تزوير أصوات الناخبين لم تكن إلا "هراءً". وقال بار، الموالي السابق الذي استقال في ديسمبر/كانون الأول 2020، بعد أن رفض ترامب قبول النتيجة: "لم أكن أريد أن أكون جزءاً من ذلك".
ترامب يستحق "القتل"!
من ضمن ما كُشِفَ ليلة الخميس شهادةٌ بأن ترامب قال إن مايك بنس، نائبه وقتما كان رئيساً، "يستحق" القتل لرفضه منع التصديق على فوز جو بايدن.
في حين من المقرر أن تبحث الجلسة المقبلة، يوم الإثنين، بشكل أعمق الدلائل على أن الرئيس السابق كان يعلم أنه خسر الانتخابات، لكنه واصل مزاعمه بأن الأصوات قد زُوِّرَت.
من جانبها، قالت اللجنة إن ترامب، الذي أثار غضب مؤيديه، أطلق الأحداث التي أدت مباشرة إلى الهجوم المميت على مبنى الكابيتول. وقالت ليز تشيني، نائبة رئيس اللجنة الجمهورية، التي طُرِدَت من حزبها بسبب عملها مع منصةٍ يقودها الديمقراطيون: "في جلسة الاستماع الثانية لنا، سترون أن دونالد ترامب ومستشاريه كانوا يعلمون أنه في الحقيقة خسر الانتخابات".
كما قدمت اللجنة شهادة من موظفي البيت الأبيض بأنهم كانوا يعلمون أن ترامب خسر الانتخابات وأنه لم يُعثَر على أي دليل على التزوير. وعُرِضَ مقطع فيديو لجيسون ميلر، كبير مستشاري ترامب في حملته لإعادة انتخابه، يصف اجتماعاً في المكتب البيضاوي قال فيه أحد أعضاء فريق البيانات للرئيس بعبارات شديدة الصراحة إنه سيخسر.
تقديم أدلة ضد ترامب
فيما تعهدت الجلسة الثالثة، يوم الأربعاء، بتقديم أدلة على أن ترامب ورفاقه خططوا بعد ذلك لإقالة بار، وتنصيب أحد الموالين له في مناصب عليا في وزارة العدل للترويج لادعائه الكاذب بأن نصره الانتخابي قد سُلِبَ منه.
في حين مُورِسَت ضغوطٌ على محامين لتقديم خطابات تزعم أن الوزارة قد "حددت مخاوف كبيرة ربما تكون قد أثرت على نتيجة الانتخابات" في الولايات المتأرجحة الرئيسية التي فاز بها بايدن. وفي مقطع فيديو استثنائي آخر من المُتوقع أن يُبَث بالكامل هذا الأسبوع، ظهر ريتشارد دونو، القائم بأعمال نائب المدعي العام، وهو يعبر عن رعبه من الخطة. قال دونوجيو: "ما تقترحه ليس أقل من تدخل وزارة العدل في نتائج الانتخابات الرئاسية".
وفي سلسلة من المنشورات نفى ترامب هذه المزاعم، واصفاً بار بأنه "جبان" أبرم صفقة مع الديمقراطيين ولجنة 6 يناير/كانون الثاني 2021.
كما انتقد ترامب الشهادة التي نشرتها تشيني بأنه في ذروة أعمال العنف في 6 يناير/كانون الثاني 2021، عندما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول وهم يهتفون "اشنقوا مايك بنس"، قال عن التهديدات بقتل نائب الرئيس: "ربما أنصارنا لديهم الفكرة الصحيحة. مايك بنس يستحق ذلك".
الكشف عن تفاصيل صادمة
فيما هبَّ مناصرون سياسيون مخلصون لترامب للدفاع عنه، حيث يستعد الرئيس السابق لمزيد من الكشوف الصادمة الأسبوع المقبل بشأن أحداث الفترة السابقة على أعمال الشغب في الكابيتول هيل. وستركز الجلسة الرابعة على جهود ترامب لإقناع بنس بمنع الكونغرس من التصديق على فوز بايدن في الانتخابات. ووعدت اللجنة بتفصيل كل ساعة لأحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021، وتصرفات ترامب في اليوم، في الجلسة السادسة والأخيرة.
من جانبها، قالت إليز ستيفانيك، رئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب، إن الجلسة كانت "مخزية" و"سيركاً سياسياً".