يتجاوز عدد المسلمين في الهند 172 مليوناً (وفقاً لتعداد 2011)، ويشكلون أكثر من 10% من عدد المسلمين حول العالم، البالغ عددهم 1.8 مليار شخص (وفقاً لمركز الأبحاث الأمريكي Pew Research Center)، ورغم أن هذه الأعداد بالملايين فإنهم يشكلون أقلية ضمن التركيبة العرقية في الهند، إذ تتعدد الطوائف الدينية في الهند، ويتبع كل منها ملايين الهنود.
لذلك دعونا في هذا التقرير نتعرف أكثر على الهند، والديانات المتبعة فيها، واللغات الرئيسية المستخدمة، ونظام الحكم في الهند، وغيرها من المعلومات الرئيسية عن هذا البلد الآسيوي (جنوب آسيا)، حيث يعيش 1.38 مليار نسمة (حسب البنك الدولي) على مساحة 3 ملايين و287 كيلومتراً.
الطوائف الدينية في الهند
الهندوسية
العدد: 837.4 مليون نسمة (81.3% من مجموع الشعب الهندي)
تعتبر الهندوسية من أقدم وأضخم الطوائف الدينية في الهند، ويسيطر الهندوس على المناصب السياسية والاقتصادية منذ استقلال الهند عن بريطانيا، في 15 أغسطس/آب 1947، وتنقسم إلى 3 جماعات رئيسية، يعبد كل منها إلهاً: (شيفا- فيشنا- شاكتي).
تقوم الهندوسية بشكلٍ أساسي على الطبقات، وهو نظام قديم في الهند يسمى "فارنا"، الطبقة العليا أو الطبقة البيضاء للقساوسة والعلماء تدعى "البرهميين"، ثم الطبقة الحمراء للحكام والجنود والإداريين "الكاشتري"، ثم الطبقة الصفراء للفلاحين والمزارعين والتجار أو طبقة "الفيزية"، وأضيفت طبقة رابعة فيما بعد، وهي الطبقة السوداء "السودرا"، وهم العمال والخدم، كما أشار موقع "الجزيرة نت".
الإسلام
العدد: 172 مليون نسمة (14.2% من الشعب الهندي)
دخل الإسلام إلى الهند في القرنين الـ10 والـ11 الميلادي، باستقرار عدد من مسلمي أفغانستان وإيران وآسيا الوسطى في الهند، إلى أن سيّر الحجاج بن يوسف الثقفي جيشاً بقيادة أخيه الشاب محمد بن القاسم الثقفي لفتحها سنة 711م، واستطاع ضم معظم أجزاء الهند.
عادت الفتوحات الإسلامية بعد فترة من التوقف في سنة 1001م، بقيادة السلطان محمود الغزنوي (تأسست الدولة الغزنوية في مدينة غزنة بأفغانستان الحالية عام 961)، الذي ظل حوالي 30 عاماً يواصل الغزوات لنشر الإسلام حتى وفاته، وتابع خلفاؤه من الملوك الغزنويين حكمهم لأرض الهند وتوسعهم حتى العام 1152م، عندما انهارت الدولة الغزنوية بسبب تناحر ملوكها وضعف الدولة.
أصبحت الهند بعد ذلك تحت حكم الدولة الغورية، بوصول شهاب الدين الغوري إلى لاهور في عام 1186م، وبعد مقتله عام 1206 شُغل الغوريون بالخلافات والحروب الداخلية، ثم أنشأ قطب الدين أيبكدولة مملوكية مستقلة في الهند ليتولاها المماليك من أسرته، وبعدها حكمت دولة السلاطين الخلجية، ثم الدولة الطغلقية، والدولة التمورية، إلى أن أسس ظهير الدين بابر الدولة المغولية في الهند.
وعلى مدار 8 قرون ونيف كانت الهند تحت حكم المسلمين إلى أن احتلها الإنجليز عام 1857، ولم تعد الشريعة الإسلامية هي أساس حكم الهند، لكن استمر اعتناق الملايين للإسلام خصوصاً في مدن الشمال، حيث يمثلون ثلثي سكانها حالياً.
المسيحية
العدد: 23.6 مليون نسمة (2.3% من الشعب الهندي)
بدأت المسيحية تنتشر في الهند مع دخول الإنجليز والبعثات التجارية الغربية، رغم وجودها بشكل محدود قبل ذلك، ويتركزون في الجنوب أكثر من الشمال، إذ يتركزون في ولاية كيرالا، وتاميل نادوا، وجياو، كما يشكلون أغلبية 3 ولايات صغيرة في الشمال وهي "ناجلاند"، و"ميزورام"، و"ميغالايا".
السيخية
النسبة: 1.9% من الشعب الهندي
يتبع السيخ تعاليم 10 معلمين روحيين من كتاب السيخ المقدس المعروف باسم "غودو حرانت حاهب"، ورغم معارضة السيخية للهندوسية والإسلام، فإن معلّمها الأول يؤمن بالاستنساخ مثل الهندوسية، أما معلمها العاشر فقد قاد مجموعة من الجنود السيخ في عدة معارك لتحقيق الاستلال الديني وإقامة مملكة مستقلة، واستمرت المعارك منذ العام 1699 إلى 1849 عندما غزت الهند بريطانيا، وبعد الاستقلال عن بريطانيا طالب السيخ بولاية خاصة بهم في الهند، وحققوا ذلك جزئياً عام 1966، حينما أقامت الحكومة الهندية ولاية البنجاب (حيث تقع مدينة أمرتسار المقدسة للسيخ) التي يحكمها السيخ جزئياً.
البوذية
العدد: 10.3 مليون نسمة (1% من الشعب الهندي)
تعتبر البوذية من ديانات الهند القديمة، وبدأت حركة إصلاحية في القرن السادس قبل الميلاد، وأصبحت البوذية هي ديانة الهند الأساسية، مع ظهور أول إمبراطورية هندية خالصة "موريا" في عام 324 ق.م، واستمر ذلك لنحو ألف سنة من ظهورها، ولأن طقوسها الدينية قريبة من الهندوسية أخذت البوذية تتلاشى ويندمج أتباعها مع طقوس الهندوسية.
الجاينية
العدد: أقل من 1% من الشعب الهندي
الجاينية أو الجينية هي إحدى الطوائف الدينية التي يتبعها ملايين، لكنهم يمثلون أقل من 1% من الشعب الهندي، رغم أن عدداً من متّبعيها من الأغنياء والتجار، وقد نشأت هذه الطائفة عندما ثارت الطبقة المحاربة على الطبقة العليا الهندوسية من الكهنوت أو رجال الدين، الذين عرفوا بـ"البراهمة"، وذلك لاستحواذهم على جميع الامتيازات، ولم تعترف هذه الديانة لا بالطبقات ولا بالآلهة الهندوسية الثلاثة، وكذلك رفضت الاعتراف بتناسخ الأرواح، وركزت على الدعوة إلى تجرد الإنسان من شرور الحياة وشهواتها، حتى تدخل النفس حالة من الجمود وعدم الشعور بكل ما يدور حولها.
الطوائف العرقية في الهند
أكبر مجموعتين عرقيتين في الهند هما الدرافيديون، والهنود الآريون، ويشكلون حوالي 97% من الطوائف العرقية في الهند، فيما تشكل الطوائف الأخرى مجتمعة حوالي 3% من سكان الهند، ومن أهم هذه الطوائف الصغيرة المنغوليون.
الهنود الآريون
يعتقد أن القبائل الهندية الآرية وصلت إلى الهند في العام 1500 ق.م، ويرجح أنها وصلت من المناطق الجنوبية من روسيا الحالية وتمركزت في الهند، خصوصاً في أجزاء الهند الشمالية، لكنهم انتشروا جنوباً أيضاً، مقيمين الحضارة البرهمية التي تشكل أصول المذهب الهندوسي، وتميزت هذه القبائل بلون بشرتها الفاتح، وتعتبر أكبر عرقيات الهند حالياً، إذ يبلغ عددهم 741.6 مليون نسمة بما يمثل 72% من مجموع الشعب الهندي.
الدرافيديون
يعتبر الدرافيديون من أقدم الشعوب التي سكنت شبه القارة الهندية، وأسسوا حضارة مزدهرة في وادي نهر السند حوالي عام 2500 قبل الميلاد، ويرجح أنهم جاءوا من الشمال الغربي للهند، وهم من شعوب البحر المتوسط من ذوي البشرة السمراء، ويتمركز الدرافيديون حالياً في جنوب الهند، ويُعتبرون ثاني أكبر العرقيات هناك، إذ يصل عددهم إلى 257.5 مليون، بما يمثل 25% من سكان الهند.
عدد اللغات في الهند
يعترف الدستور الهندي بـ22 لغة مستخدمة في الهند، لكن تعتبر الهندية اللغة الرسمية للبلاد، وتستخدم الإنجليزية باعتبارها لغة رسمية أيضاً، وذلك بإقرار من الحكومة باعتبارها لغة رسمية ثانية، بسبب معارضة بعض الطوائف استخدام الهندية لغةً رسميةً، بالإضافة إلى حرص سكان الولايات على استخدام لغاتهم القومية، فبالإضافة إلى اللغات الرسمية الـ22 هناك 33 لغة أخرى مستخدمة، بالإضافة إلى نحو ألفي لهجة محلية.
يستخدم سكان الشمال اللغة الهندية بشكل أساسي، وتصل نسبة مستخدمي اللغة الهندية إلى 18% من السكان، رغم أن 40% يفهمونها ويقدرون على استخدامها، وبالنسبة للإنجليزية يستطيع ربع سكان الهند التواصل بها، أما في الولايات الجنوبية وولايات الشرق فيفضل السكان التحدث بلغاتهم المحلية، بينما يستخدم المسلمون في الهند اللغة الأوردية بشكل أساسي، والأوردية تتشابه كثيراً مع اللغة الهندية، كما يمكن للمسلمين فهم اللغات الإقليمية الأخرى والتحدث بها، وفق مركز "الجزيرة للدراسات".
نظام الحكم في الهند
يُعد نظام الحكم في الهند برلمانياً، والبرلمان الهندي يتكون من مجلسين، هما المجلس الأعلى والمجلس الأدنى، ولا يمكن إقرار أي مشروع قانون في الهند دون مناقشة وموافقة كلا المجلسين قبل تصديق رئيس الدولة.
بالنسبة للمجلس الأدنى أو مجلس الشعب، الذي يُعرف بـ"لوك صابحا"، فإنهم يُنتخبون بالاقتراع المباشر من المواطنين فوق الـ18 عاماً، ليمثلوا مناطق الهند المختلفة لمدة 5 سنوات، ويتكون هذا المجلس من 545 عضواً، أما المجلس الأعلى أو مجلس الولايات الذي يُعرف باسم "راجيا صابحا" فينتخبون من قبل أعضاء المجالس التشريعية على مستوى الولايات وليس من الشعب مباشرةً، ويتكون المجلس من 250 عضواً.
أما السلطة التنفيذية فإنها لا تكون في يد رئيس الدولة، بل رئيس الوزراء، ويمكن لأي من أعضاء المجلسين النيابيين أن يصبح رئيساً للوزراء أو وزيراً في مجلس الوزراء. أما السطة القضائية فتتمتع الهند بنظام قضائي مستقل، ويسمى كبير قضاة المحكمة العليا باسم قاضي قضاة الهند، يساعده عدد من القضاة، كما توجد محكمة دستورية عليا لمراقبة أي انتهاكات للدستور ولو من قبل المسؤسسات التنفيذية.
ورغم أن البرلمان يمثل الدولة على المستوى القومي، فإن الهند تتبع نظاماً فيدرالياً، إذ توجد لكل ولاية مؤسساتها التشريعية المشابهة للمجلسين البرلمانيين، إذ يوجد لكل ولاية حاكم عام، ولها حكومة خاصة يرأسها وزير أول يُعرف باسم رئيس وزراء الولاية، ولها مجلس نيابي بكل ولاية، يُعرف بالمجلس التشريعي، كما توجد لها محكمة عليا يرأسها كبير قضاة الولاية.
الجيش في الهند والقدرات العسكرية والنووية
الجيش الهندي قوامه 1.1 مليون جندي، وعتاده من كافة أنواع الأسلحة، ويزداد إنفاق الهند العسكري باستمرار، إذ زاد بنسبة 8.5% بين عامي 2006-2007، ثم وصل إلى 10% في العام التالي، وزادت النسبة بحلول العام 2009 إلى 34%، بحجم إنفاق وصل إلى 141.7 بليون روبية هندية.
الهند التي تسعى لأن تصبح عضواً دائماً في مجلس الأمن تُعتبر قوةً نوويةً، إذ أجرت أولى تجاربها النووية في مايو/أيار 1974، وتُقاوم ضغوطاً من الولايات المتحدة والدول الغربية للتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ووقعت بالفعل على اتفاقيات لإقامة مشروعات طاقة نووية تلبي احتياجاتها من الطاقة.